ضم الضفة الغربية والأغوار للكيان .. وعد صهيوني

بقلم: غسان مصطفى الشامي

غسان مصطفى الشامي

تستعد الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتنفيذ أكبر جريمة بحق أرضنا الفلسطينية، والعمل على بسط السيادة الكاملة على الضفة الغربية والأغوار ومواصلة جرائم قتل وتشريد الفلسطينيين من أرضهم من أجل تنفيذ مخططات الاستيطان وخرائط صفقة القرن الأمريكية .

يسارع الكيان الصهيوني هذه الأيام في تنفيذ المخططات الاستيطانية الاجرامية لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ومنطقة الأغوار وذلك في إطار البدء والتنفيذ العملي لمراحل صفقة القرن الأمريكية وذلك بعد الاتفاق الذي جرى بين رئيس الوزراء ( نتنياهو ) ورئيس حزب )أزرق- أبيض) بني غانتس، حيث اتفاقا على تشكيل حكومة صهيونية بعد الموافقة على تنفيذ مشروع الضم لأراضي الضفة والأغوار.

وقد تحدثت نتنياهو قبل أيام في كلمة مسجلة خلال مراسم إحياء مرور مئة عام على مؤتمر العار والخيانة مؤتمر سان ريمو (1920) – تحدث فيه عن إمكانية تنفيذ مخطط ضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الاسرائيلية وتطبيق القانون الإسرائيلي فيها، خلال الأشهر المقبلة، مشددا خلال كلمته في مؤتمر منظمة " التحالف الأوروبي من أجل إسرائيل " أنه بعد شهرين سيتم الوفاء بهذا التعهد (ضم الاغوار والمستوطنات)، وسوف يتمكن من الاحتفال بلحظة تاريخية أخرى في تاريخ الصهيونية ، بعد قرن من( سان ريمو ) بتحقيق وعد صهيون.

ويبدو لكاتب المقال أن جريمة ضم الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية للكيان باتت قريبة وهي في مراحل التنفيذ الأولى، كيف لا وهي تمثل ركنا هاما من أركان صفقة القرن الأمريكية، وتأتي ضمن محاولات الكيان الصهيوني بسط السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وعلى الأغوار الفلسطينية التي تمثل الذراع الحامي للأمن الكيان، وهي ذات أهمية كبيرة.

وحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني فإن منطقة الأغوار الفلسطينية - تمتد من مدينة بيسان شمال شرق القدس حتى صفد شمالًا ومن عين جدي حتى النقب جنوبًا؛ وتمتد من منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا؛ فيما تبلغ المساحة الإجمالية للأغوار 720 ألف دونم و تشكل ربع مساحة الضفة الغربية، حيث تكمن أهميتها في كونها منطقة طبيعية دافئة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام؛ إضافة إلى خصوبة التربة فيها ؛ وتوفر مصادر المياه فيها؛ فهي تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين، و تسيطر دولة الاحتلال الاسرائيلي على 400 ألف دونم بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة؛ أي ما نسبته 55.5% من المساحة الكلية للأغوار؛ حيث تحظر حكومة الاحتلال الإسرائيلي على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.

إن الكيان الصهيوني يدرك أهمية ضمن الضفة الغربية والمستوطنات والأغوار إلى الكيان، وهي خطوة مهمة لإنهاء الوجود الفلسطيني والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية، وزيادة النشاط الاستيطاني من أجل استيعاب الاعداد الجديد من المستوطنين حيث سيصل عددهم بعد عامين لأكثر من مليون مستوطن في الضفة الغربية والقدس المحتلة .

إن الجرائم الإسرائيلية بحق الضفة الغربية والأغوار هي خطوات استباقية تقوم بها الحكومة الصهيونية من أجل بسط السيادة الكاملة على الضفة الغربية والأغوار وتنفيذ مخططات صفقة القرن بهدف إنهاء الوجود الفلسطيني في الضفة وانهاء المشروع الوطني الفلسطيني وحلم بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

مقال : د.غسان مصطفى الشامي

[email protected]

إلى الملتقى ،،

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت