لم يتبق سوى سبعة أسابيع على إعلان وضم الأغوار، أو أجزاء من الضفة، أو الضفة كلها، وهذا الضم في حال أقدمت عليه دولة الاحتلال ولنفترض بأن الضم لن يؤجل، فبكل تأكيد سيكون ضرية للفلسطينيين، لكن الكثير يسأل ما السيناريوهات أمام الفلسطينيين في ظل تهديد وجدية إسرائيل بضم الأغوار؟ فالاجابة على السؤال بسيناريوهين، الأول: هناك من يرى بأن السلطة تلقائيا ينتهي دورها كسلطة جاءت لانهاء الاحتلال عبر التفاوض خلال المرحلة الانتقالية، التي انتهت منذ زمن، ولم تعط اسرائيل الفلسطينيين دولة، بل خرقت كل الاتفاقيات مع الفلسطينيين، ولهذا فاذا حلت السلطة يرى البعض في آرائهم فهي تكون قد رمت عبئا ديمغرافيا على إسرائيل لتتولى شؤون السكان في الضفة الغربية، ولكن هذا مجرد سيناريو ربما اسرائيل لا ترغبه، اما السيناريو الثاني ابقاء الوضع على ما هو عليه من حكم ذاتي في مناطق (ا) وهذا ما تسعى إليه إسرائيل للتخلص من عبء السكان الفلسطينيين.
هذان سيناريوهان يفرضهما الواقع الحالي في ظل تلقي إسرائيل ضوءا اخضر من الإدارة الامريكية فعلى الرغم من التنديد الاوروبي بخطوة الضم التي تنوي إسرائيل على تنفيذها، الا أنه ربما لن يوقف سياسة اسرائيل، التي تسعى جاهدة لضم الأغوار كمنطقة إستراتيجية، ولهذا فإن عملية ضم الاحتلال للأغوار يقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية كامل أراضي الضفة الغربية، وهذا ما تسعى إليه إسرائيل لمنع اقامة دولة فلسطينية على كافة أراضي الضفة الغربية، وتريد إبقاء المدن الفلسطينية فقط تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، الا ان السلطة الفلسطينية ستتحرك ديبلوماسيا لمنع دولة الاحتلال من ضمها للأغوار والمستوطنات، لكن في حال تم الضم فإن وظيفة السلطة ستتغير نحو اعلان دولة تحت الاحتلال كخيار لمواجهة ضم الاحتلال للأغوار.
لا شك بأنه لا خلاف على ان السلطة الفلسطينية هي انجاز وطني هدفها اقامة دولة فلسطينية، ولكن بما ان إسرائيل لم تحترم الاتفاقيات مع الفلسطينيين، ورغم خرق دولة الاحتلال للاتفاقيات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في اتفاقية المبادئ، الا ان هناك اصواتا تقول على الفلسطينيين المحافظة على انجاز السلطة في اقامتها لنواة للدولة الفلسطينية، ولكن بما أن إسرائيل ماضية في تنفيذها لصفقة القرن فماذا بقي للفلسطينيين؟. مجرد سيناريوهان أمام الفلسطينيين لما بعد الضم، هذا في حال أقدمت إسرائيل على ضم الأغوار بعد سبعة أسابيع .
عطا الله شاهين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت