يسعى المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين بديل" الى تعزيز مفاهيم حق العودة من وتحويلها من مصطلحات وكلمات الى خطوات عملية على الارض على اكثر من صعيد وجانب اهمها تعزيز مفهوم حق العودة من خلال برامج ومشاريع وانشطة تساهم بتحقيق العودة الى الارض من خلال العمل .
وضمن هذه السعي نفذ مركز بديل بالتعاون مع مؤسسات ومجالس محلية ولجان مقاومة شعبية فعاليات هذا العام على الارض في اربعة وعشرين قرية فلسطينية تقع بين محافظتي بيت لحم والخليل في المنطقة المعروفة اسرائيليا تجمع غوش عتصيون الاستيطاني من اجل العمل على تعزيز صمود المواطن ليكون قادرا على المواجهة والتقدم باتجاه حقوقه التاريخية.
شارع العودة في قرية الولجة يحمي الارض ويمهد الطريق للعودة اليها
وفي اطار العمل المقاوم ورفضا لصفقة القرن واستغلال اسرائيل لازمة كورونا التي ينشغل بها العالم بدء مركز بديل بالتعاون مع مجلس قروي الولجة بالعمل في مشروع شارع العودة وهو شارع زراعي يساهم بتعزيز وتسهيل وصول المزارعين الفلسطينين واصحاب الاراضي بالقرية الى منطقة جبل الرويسات وما يحيطه من اراضي والتي تبلغ اكثر من الف دونم حيث كانت سلطات الاحتلال قد اوقفت العمل بالمشروع منذ سنوات تمهيدا لمصارة الاراضي بالمنطقة من خلا لنقل الحاجز العسكري القريب من اراضي القرية ويفصل اراضيها عن اراضي القدس وحدود اراضي فلسطين المحتلة عام 48.
الاعرج : الشارع الطريق الوحيد المؤدي لاراضي قريتنا المحتلة عام 48
وفي هذا الاطار يقول خضر الاعرج رئيس مجلس قروي الولجة ان هذا المشروع هو مشروع متميز للقرية ويهدف الى شق شارع زراعي لتسهيل الامور على المزارعين للوصول الى اراضيهم للحفاظ عليها من الاحتلال الصهيوني.
واضاف الاعرج ان المشروع ينفذ بالتعاون ما بين المجلس القروي و مركز بديل حيث تم شق الشارع ورصفه بالبسكورس وبناء جدران استنادية وسلاسل حجرية من اجل تسهيل وصول اكثر من خمسين عائلة من عائلات الولجة الى اراضيهم في جبل الرويسات وما يحيط بهاه.
واشار الاعرج الى ان القرية قررت تسمية الشارع بشارع العودة لان الهدف من الشارع هو قطع الطريق على الاستيطان ومحاولات اسرائيل مصادرة اراضي الجبل كما ان يؤدي الى الوصول الى الاراضي المطلة على ارضنا المحتلة عام 1948حيث يسير الشارع باتجاه القرية الاصلية ولذلك فقد اسميناه شارع العودة لانه الطريق الوحيد الذي يؤدي للقرية المهجرة عام 48.
واوضح الاعرج الى ان سلطات الاحتلال حاولت منع الاهالي والمجلس من العمل بالشارع في اكثر من مناسبة وباكثر من طريقة حيث اعتدى على المزارعين واصحاب الجرافات الا ان الاهالي قاموا هذه الاجراءات بشتى الوسائل ومنها القانونية والعمل الميداني وزراعة الاراضي .
واعتبر الاعرج ان الشارع وفي ذكرى النكبة الثالثة والسبعون خطوة عملية في تجسيد حق العودة للناس الى اراضيهم وتجسيد للعمل على الارض لمساعدة الناس والتخفيف عنهم واسنادهم للعودة الى اراضيهم وحمايتها.
المزارعون بالولجة : شارع العودة سهل وصولنا لارضنا واستصلاحها
من ناحيته قال المزارع سامي ابو التين صاحب احد الاراضي في جبل الرويسات ان هذا الشارع اعاد لهم الحياة لانه ساعدهم في الوصول الى اراضيهم وايصال مستلزمات الزراعة موضحا انه خفف من اعباء الوصول التي كانت موجودة سابقا.
واضاف ابو التين ان الاوضاع قبل الشارع كانت صعبة حيث كانت الاراضي مقطوعة ولا يستطيع احد الوصول اليها لكننا الان نستطيع الوصول الى ارضنا بسياراتنا ونحمل معداتنا والمياه والاشتال وهذا ساهم بتحسين الواقع الزراعي وشكل نقطة تواجد لنا بالارض بشكل دائم ما يعني حمايتها وسحب البساط من تحت الاحتلال وذرائعه.
وادي فوكين : مشاريع استطلاع الاراضي ورزاعتها لتحدي خطط الاستعمار
مشروع اخر ينفذه مركز بديل ضمن مشاريع مقاومة الضم والاستعمار لهذا العام هو مشروع زراعة اشجار التين في المناطق المهددة بالمصادرة بقرية وادي فوكين الى الغرب من بيت لحم حيث ينفذ المشروع بالتعاون ما بين اللجنة التنسيقية العليا لمقاومة الجدار والاستيطان ومركز بديل .
وقال منذر عميرة رئيس اللجنة التنسيقية لمقاومة الجدار والاستيطان في الضفة الغربية ان مشروع زراعة الاشجار المثمرة وتحديدا شجرة التين يهدف الى حماية الاراضي بالقرية التي يسعى المستوطنون ومن خلفهم سلطات الاحتلال الاسرائيلي حيث يقوم المستوطنين بانتهاكات يومية لاراضي واد فوكين فيما تقوم سلطات الاحتلال وما تسمى دائة الاثار فيها بالتنقيب عن الاثار .
واضاف عميرة الى ان اسرائيل تسعى لتنفيذ مخططات استعمارية استراتيجية في اراضي واد فوكين وكان لا بد من مواجهتها من خلال توحيد الجهود ما بين اللجان التنسيقية لمقاومة الجدار وبديل وبعض الاصدقاء الفرنسيين حيث يشمل المشروع زراعة اشجار التين لمنع ضم هذه القرية ومحاولة لوقف التهجير للقرية المنكوبة منذ عام 48
واوضح عميرة الى ان فكرة المشروع تمثل دعوة الى كل الفلسطينين لزراعة الارض وفلاحتها والتواجد فيها من اجل منع التهجير وضم المناطق و وضعها تحت السيطرة الاسرائيلية تحت حجج انها اراضي مهجورة.
وفي هذا الاطار تقول المزارعة ام محمد من قرية واد فوكين ان هذه الارض لا يوجد اغلى منها ويجب الحفاظ على الارض حق العودة مقدس وان هذا الحق لن يتحقق الا اذا تمسكنا بالارض التي نقف عليها وحافظنا عليها.
بديل : مشاريع مقاومة الضم تهدف لتعزيز الصمود وتسهيل العودة
وقال احمد هماش مدير الاعلام في مركز بديل ان هذه المشاريع التي تقوم على فكرة العمل الميداني على الارض لتعزيز الصمود وتحدي الاحتلال تنفذ في اكثر من منطقة لمواجهة الاحتلال من خلال العمل بالارض.
واضاف هماش ان المشروع في قرية الولجة هو مشروع لشق طريق زراعي في منطقة جبل الرويسات حيث جاء تنفيذ هذا المشروع للرد على محاولات الاحتلال في السنوات الاخيرة للسيطرة على الالاف من الدونمات بعد قرار سلطات الاحتلال نقل الحاجز العسكري القريب من القرية
واضاف هماش ان شق الطريق كان واحدة من المبادرات والمشاريع العملية على الارض التي نفذها بديل شمال غرب وجنوب بيت لحم وشمال الخليل في المنطقة المسماة تجمع غوش عتصيون الاستعماري الذي يضيق الخناق على 24 قرية التي تعاني من جملة سياسات استعمار.
واشار هماش الى ان بديل ومن خلال هذه المشاريع يهدف الى تعزيز صمود الفلسطينين في مواجهة سياسات التجزئة والاستعمار الاسرائيلية والامريكية ليكونوا قادرين على مواجهة صفقة القرن وبرامج الاستعمار الاسرائيلي التي تستغل انشغال العالم بجائحة كورونا.
واكد هماش ان بديل لديه هدف اساسي من مشاريع مثل شق الطرق بالقرى وزراعة الاراضي بالاشجار الا وهو تعزيز صمود الفلسطينين من خلال تسهيل الوصول الى الاراضي وتشجيعهم على العمل فيها مشددا على ان تنفيذ هذه المشاريع ياتي بالشراكة مع المجالس المحلية والمؤسسات الشعبية ولجان المقاومة الشعبية خصوصا انها تاتي بناء على دراسة علمية وبحثية حول احتياج هذه القرى وتم تنفيذها من قبل بديل في الاعوام 2014 و 2015 للتعرف على احتياجات هذه المناطق وسبل دعمها بناء على الاحتياجات والاولويات على الارض.