نبض الاشتياق يحيي النكبة
سرقوا الأوراق من على الشجرة
اعتقدوا أنها ستموت داخلنا
سنبحت عن ثمار في مكان آخر
ونترك أرضنا ونهرب متسرعين
جفت وجف معها عشق الاشتياق
ابتعدنا حقا لفترة من زمنا
نحاكي تاريخ صراع أكبر منا
وتشتتنا في كل بقاع الارض
نبحث عن رائحة تلك الشجرة
لا يوجد لها مثيل في سرها
سألت نفسي مليون مرة هنا
ما اسمها من تكون هي لنا
هل يعرفها الطفل الصغير
اجابني بنعم وتحيرت معه
كيف لك وأنت شعرك أصفر
يبدو عليك ولدت في الغرب
سخر و قال انا جين العرب
تسكنه نبرة تحدي في الرد
قلت له اهدأ قل لي من أنت
صمت وانهالت منه الدموع
ادركت أنه الفلسطيني المخلوع
عانقت روحه دون أن أعلم شيء
كبر داخلي هذا الطفل وشاخ
وأنا كل يوم أسأله سؤال
ماذا تنتظر من هذه الحياة
قال عودة الأوراق لشجرتنا
قلت له أنت مجنون بالفعل
وبعد هذا العمر تنتظرها
اشرح لي كيف وفسر للكل
علمي أنهم اقتلعوها هناك
وليس وحدها ومعها كل الحجارة
رد ومن يعلم نبت جذورها
قد تخرج من الصخر وتفاجيء
تغير الحداثة لا يمنع ذلك
ومع أول هزة ستدركون حقيقة
كيف ستنشق الأرض ويخرج المارد
يا لك من عنيد وأنت تصدمنا
ما زلت تحلم في خيالك أنت
كم مرة سمعت منهم أنه الوهم
ولم يعد لنا ما هرب منا
نظر لفوق وهو يبتسم ساخرا
عيبكم أنكم لا تنظرون لما بعد
تعلم أن الشجرة لا تموت
وهي الوحيدة القادرة
على التغلب رغم الظروف
ولسبب بسيط جدا لك
لأنها فلسطينية فقط
غير كل الأشجار في الكون
وهي لم تكتشف بعد
ولها يوم وشمس وموعد
ومهما ذكرنا سنعيد التذكير
خارج كل الحسابات والقوانين
هنا صدق يقين أكبر من التهليل
يسكن كل أصيل ويتنفس كما الورقة
سوف يستمر نبضها وهي من تنتظرنا
عبر كل جيل وجيل لا يعرف المستحيل
وما النكبة غير حقيقة ويجب التسجيل
أننا هنا باقون وسوف نستعيد حقنا
بقلم كرم الشبطي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت