قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن اجتماع وزارء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذي عقد الجمعة عبر الفيديو كونفرنس كان تحضيريا والهدف منه تهيئة الاجواء ومعرفة طبيعة مواقف دول الاتحاد واذا كان بالامكان أن يصدر عن الاتحاد بيان قوي اللهجة يشير الى احتمالات اتخاذ اجراءات عقابية في حال أقدمت إسرائيل على الضم .
وأوضح المالكي في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، يوم الاحد، أن ما حدث خلال الاجتماع هو أن انقسمت الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي ما بين دول تدفع باتجاه تبني مواقف قوية تجاه اسرائيل وارسال اشارات قوية وواضحة لها لكي تمتنع عن خطوة الضم خوفا من طبيعة ردود فعل دول الاتحاد وبين دول اخرى قالت إنه يجب التمهل والانتظار لحين تشكيل حكومة في إسرائيل ولحين اتضاح طبيعة الحكومة وان كانت ستذهب باتجاه الضم أو لا وبين دول اخرى قالت إنه لا يجب التسرع بمثل هذه الخطوة لحين القيام بأي عملية ضم وبعدها يتم بحث طبيعة الاجراءات .
وشدد وزير الخارجية على أن هذا الانقسام أضعف موقف الاتحاد الأوروبي وموقف ممثل السياسيات الخارجية والأمنية جوزيف بوريل وانعكس ذلك في المؤتمر الصحفي الذي تحدث به معتبراً أن الانقسام الداخلي ما بين دول الاتحاد حال دون يخرج عن الاجتماع مثل تلك الاشارات القوية .
وأكد المالكي أنه تم متابعة الاجتماع بكل تفاصيلة وأن هناك تفاصيل كثيرة حول ما دار داخله من كلمات لكل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مبينا ان الجانب الفلسطيني سيتابع الموضوع بشكل تفصيلي من كل دولة على حسب مواقفها وما أعلنته بالاجتماع .
وأوضح المالكي أن ما تريده فلسطين من هو أن يخرج عن الاتحاد الاوروبي موقف قوي مبينا أنه سيتم تكثيف الاتصالات مع الدول التي عبرت عن تردد وانتظار لحين صدور موقف من اسرئيل وأيضا ستتابع مع عديد الدول بما فيها أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش وعديد المنظمات الاقليمية والدولية.
وأضاف المالكي "أننا بصدد ارسال رسائل لوزراء خارجية كل دول العالم للفت نظرهم لخطورة مثل هذه الخطوة التي ستقدم عليها اسرائيل"، مشددا على ان اجتماع القيادة المقبل مهم جدا لأن مخرجاته ستكون الاساس لتحرك إضافي بذات الشأن .
وأشار المالكي إلى أمكانية أن يصدر عن بعض دول الاتحاد الأوروبي فرادى بيانات تشير إلى خطورة الخطوة الإسرائيلية وانعكاساتها على عملية السلام في الشرق الأوسط وأنها ستكون سابقة خطيرة قد يتم استغلالها من قبل كل الدول التي لديها طموحات في السيطرة أو الضم بالقوة.
وتعقيبا على تهديدات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للمحكمة الجنائية الدولية، أوضح المالكي أن هذا التهديد جاء مباشرة بعد زيارته لإسرائيل ما يعني أن ذلك هو بطلب مباشر من نتنياهو خلال الاجتماع بينهما الاربعاء الماضي حيث من الواضح أن اسرائيل قلقة جدا من تطورات الاوضاع في هذا الملف لدى المحكمة وبالتالي طلبت ضغطا اضافيا عليها لمنعها من اتخاذ قرار بفتح تحقيق رسمي في الجرائم الإسرائيلية.
واعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي هذه التهديدات تآمرا ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل من أجل التدخل في استقلالية المحكمة والتنمر عليها والضغط لمنعها من اتخاذ قرار بفتح التحقيق .
وأشار المالكي إلى أنه سيصدر عن وزارة الخارجية بيان قوي يدين هذا التدخل السافر من قبل الادارة الامريكية وانه يتم المتابعة بشكل حثيث مع مكتب المدعية العامة مبينا أننا بانتظار أن يصدر عن الدائرة التمهيدية الأولي في المحكمة ما يعزز ويؤكد على موقف المدعية العامة بأن أية ضغوطات لن تثنيها عن المضي قدما بإجراءاتها.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك اجتماع للمجلس التنفيذي للمحكمة "البيرو" مبينا أنه تم إصدار تعليمات لسفيرة فلسطين في هولندا لاثارة الموضوع ليكون هناك موقف واضح من المجلس بخصوص اي تهديدات من أمريكا أو غيرها حول استقلالية المحكمة ودورها في التعاطي مع هذه الجرائم .