تسلمت مصر، شحنة ثالثة من المستلزمات الطبية الوقائية من الصين، في إطار التعاون لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19).
وقال السفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ، خلال مراسم التسليم، إن إجمالي وزن الشحنة يتجاوز 35 طنا من المستلزمات الطبية الوقائية، بحوالي 57 مليون جنيه مصري، ما يعادل نحو 3.6 مليون دولار أمريكي.
وأضاف لياو، أن التسليم الناجح لهذه المساعدات عشية الذكرى السنوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر يعكس الصداقة العميقة بين شعبي البلدين.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية كانت قد قدمت دعما قويا ومساعدات للصين في لحظة حاسمة في حربها ضد مرض فيروس كورونا الجديد.
وتابع أنه "منذ تفشي المرض، توحدت الحكومة والشعب في مصر، وقاوموا بشدة هذا المرض، بينما قدمت الصين لمصر كل الدعم الممكن".
وأردف أن "بالإضافة للمساعدات الحكومية الصينية، فقد عرضت بعض المقاطعات ومناطق الحكم الذاتي والمنظمات الاجتماعية والمؤسسات الصينية المساعدة على مصر، وعقد خبراء الصحة الصينيون والمصريون اجتماعات عبر تقنية الفيديو كونفرانس عدة مرات، إلى جانب التعاون الصيني المصري في خط إنتاج كمامات، والذي بدأ رسميا العمل".
واستلمت مصر شحنة مساعدات أولى من الصين في 16 أبريل الماضي، وثانية في العاشر من مايو الحالي.
كما تسلمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية، في أبريل الماضي مجموعة من المواد الطبية المستخدمة لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد تبرعت بها حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم.
كذلك تم افتتاح مصنع بالمشاركة بين شركة (يوروميد) للصناعات الطبية المصرية وشركة (نينغبو أ بلس) المحدودة الصينية للاستيراد والتصدير، في أبريل الماضي، بطاقة إنتاجية يومية ستبلغ 1.5 مليون قناع وجه جراحي عالي الجودة عند اكتمال خطوط الإنتاج.
وتعد الشحنة الجديدة الأكبر حجما، مقارنة بالشحنة الأولى التي بلغت أربعة أطنان، والثانية البالغة 4.2 طن، حسبما قال الدكتور محمد شوقي وكيل وزارة الصحة بالقاهرة خلال مراسم استلام الشحنة.
وأوضح شوقي، أن الشحنة تضم مليون كمامة طبية، و 150 ألف كمامة "إن 95"، و 70 ألف مجموعة من الملابس الطبية الوقائية، و 70 ألف قفاز طبي، بالإضافة إلى 70 ألف كاشف خاص بتحاليل مرض فيروس كورونا الجديد، و 1000 جهاز قياس درجة حرارة.
واعتبر أن هذه المساعدات تعكس "العلاقات الوطيدة والصداقة بين البلدين"، مشيرا إلى أن "مصر مدت يدها في البداية والصين ترد الجميل".
وزارت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، الصين في مطلع مارس الماضي، حاملة "هدية عبارة عن مستلزمات وقاية" و "رسالة تضامن" للشعب الصيني في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد.
وأكد شوقي، أن الدعم المتبادل بين مصر والصين لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد "نموذج في العلاقات بين دولتين صديقتين".
ووجه " كل الشكر للصين على هذا الدعم"، الذي قال إنه "سيفيد مصر جدا في مستشفيات العزل والحميات والصدر على مستوى الجمهورية".
وتابع أن مصر تعاني من "مستوى عال جدا من حالات الإصابة، وهذا الدعم سيفيدنا في وقاية الفريق الطبي والمرضى، إنه مفيد جدا للوضع الحالي في بلدنا".
وعلق على تجربة الصين في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد، قائلا إن "الصين نجحت نجاحا مبهرا في تحجيم المرض وحالات الإصابة به في فترة وجيزة جدا".
وأكد أن "التجربة الصينية (في مواجهة المرض) تدرس في العالم كله للاستفادة منه"، مشيرا إلى أن "الدعم الذي تقدمه الصين لدول العالم يعكس ثقلها".
وشاطر الرأي، مساعد وزير الخارجية المصري للشئون الآسيوية هاني سليم، بقوله إن "المساعدات التي تقدمها الصين للعالم كله، وليس فقط مصر، تعبر عن المكانة والوضع المتميز للصين كدولة كبرى وقوة لها وزنها في العالم".
وأضاف سليم، في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن "ما تقوم به الصين دور طبيعي يليق بدولة كبرى مثل الصين".
وتابع "نقدر بصفة خاصة الهدايا التي قدمتها الصين ومنظمات المجتمع المدني والأقاليم الصينية لمصر، ونعتبرها تجسد متانة العلاقات بين البلدين".
وأوضح أن "مثل هذا الدعم الذي تقدمه الصين لشعوب العالم في هذه المحنة تعبير واقعي وتجسيد للمصير المشترك، وكعادة الصين تضع سياساتها موضع التنفيذ وتلتزم بالكلمة التي تقولها، وهذا هو المصير المشترك".