عاد عشرة أطفال من مرضى التوحد إلى تلقي الرعاية الطبية اللازمة بعد انقطاع استمر لنحو شهرين على إثر التدابير الاحترازية المتخذة لمنع تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
ويعمل أربعة متخصصون على رعاية الأطفال العشرة في مركز لجمعية (الغد لمرضى التوحد) الذي يتخذ من جنين في شمال الضفة الغربية مقرا له.
ورغم أن الجمعية اعتذرت عن استقبال أطفال من المدن من خارج جنين التي مازالت فيها إصابات بمرض فيروس كورونا الجديد، إلا أنها أعادت معظم طلبة مركزها العلاجي، وسط إجراءات وقائية للحفاظ على سلامة الطلبة.
وتقول مديرة الجمعية جمانة ضراغمة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قرار إغلاق المركز تم اتخاذه بشكل ذاتي من الإدارة بسبب مخاطر مرض فيروس كورونا الجديد كونه مركز إيواء وكذلك وليس فقط مركزا علاجيا للأطفال.
وتضيف ضراغمة أن "حماية الأطفال المصابين بالتوحد أمر مضاعف نظرا لأن مناعتهم منخفضة وهناك خطورة على حياتهم، ما استدعى اتخاذ قرار سريع بإغلاق الجمعية منذ شهرين" ، مشيرة إلى أنه "الآن بعد أن بدأت الأمور تستقر ويتم محاصرة مرض فيروس كورونا الجديد تم العودة للعمل واستقبال الطلبة ".
وتوضح ضراغمة أنه رغم حاجة بعض العائلات لإرسال أبنائهم إلى الجمعية لكننا لم نستطع استقبال الطلبة من المحافظات المصابة بمرض فيروس كورونا، الجديد كما أننا اتخاذنا سلسلة إجراءات وقائية لحمايتهم.
وتؤكد ضراغمة أنه يتم العمل على الاهتمام بالنظافة الشخصية للطلبة وتوفير إجراءات السلامة لهم نظرا لعدم إمكانية أن يرتدوا القفازات أو الكمامات.
كما يتم منع الزيارات عن الأطفال، والطواقم العاملة في المركز تبيت معهم للحفاظ على سلامتهم، وتشير إلى أن هناك إجراءات وقائية تتعلق بعمل جلسات العلاج بشكل فردي وليس جماعي.
وتوضح أنه تم إجراء الفحوصات اللازمة لهم للتأكد من خلوهم من الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد لجميع النزلاء وذلك لضمان سلامتهم وحمايتهم.
ويضم المركز طلابا من جميع مناطق الضفة الغربية.
وتعتمد الجمعية على مساهمات أهالي الطلاب وبعض المتبرعين في توفير الأقساط للطلبة أو حتى وجبات الطعام التي تقدم لهم أثناء وجودهم في المركز.
ولم تتمكن الجمعية بعد عودة عملها استقبال طلبة من بعض المدن التي مازال فيها بعض حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا الجديد وذلك حسب توجيهات وتعليمات الجهات الرسمية المختصة في محافظة جنين.
وتقول ضراغمة إن هناك انتكاسات صحية طرأت على كثير من حالات الطلبة بعد تركهم لنحو شهرين، وهذا ما جعلنا نقرر إعادة التأهيل معهم ، مشيرة إلى أن أكثر من عائلة تواصلت مع الجمعية لإعادة العمل بسبب تراجع حالات أبنائهم.
وبهذا الصدد يقول فاروق عبد الجليل والد أحد الطلبة في الجمعية لـ ((شينخوا))، إن بقاء أبنه لفترة طويلة داخل المنزل خلال فترة إغلاق المركز العلاجي أدى إلى انتكاسة لديه.
ويشير عبد الجليل وهو من سكان بلدة بروقين قرب سلفيت إلى أنه في الوقت الذي تخشى فيه العائلة إصابة أبنها بمرض فيروس كورونا الجديد، فإنها مضطرة لإرساله للمركز من اجل استكمال المراحل العلاجية.
ومع عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس مرض كورنا الجديد في الضفة الغربية منذ نحو أسبوع، يأمل عبد الجليل أن تنتهي الأزمة بشكل كامل حتى تزول حالة القلق من انتشار المرض وخوفه على ابنه.
واتخذت الحكومة الفلسطينية منذ أيام إجراءات جديدة في إطار التخفيف من القيود التي فرضت لنحو شهرين في الأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على ضرورة اتباع وسائل الصحة والسلامة لمنع تفشي فيروس مرض كورونا الجديد.