يسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) خسائر كبيرة في الأرواح ويعطل سبل العيش ويهدد التنمية والرخاء في أنحاء العالم.
ولأن التضامن والتعاون هما أقوى سلاح في الحرب ضد المرض، تدعم الصين التعاون الدولي بطريقة منفتحة وشفافة ومسؤولة منذ بداية هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة.
ومتمسكة برؤية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، قدمت الصين تحديثات حول المرض بطريقة مناسبة وتتشارك خبراتها في التعامل مع المرض وعلاجه مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بدون تحفظ وتعزز التعاون في البحث العلمي وتقدم مساعدة لجميع الأطراف وفقا لقدراتها.
-- خطوة فعالة غير مسبوقة
ولمواجهة هذا المرض المتفشي، أمرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مقاطعة هوبي، مركز تفشي المرض في 22 يناير، بفرض سيطرة شاملة وحازمة على تدفق السكان الوافدين، خطوة غير مسبوقة في تاريخ الصين الحديث ولكنها فعالة.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن تدابير الإغلاق الجادة لم تساهم فى حماية الشعب الصيني فقط، ولكنها منعت أيضا تفشي المرض في دول أخرى.
ذكر تقرير نشرته مهمة مشتركة لمنظمة الصحة العالمية والصين حول المرض، تضم 25 خبيرا من ثماني دول والمنظمة نفسها ان " الصين بدأت تنفيذ ربما الجهود الأكثر طموحا ونشاطا وقوة في التاريخ لإحتواء المرض.
وقال أدهانوم في اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة في جنيف إنه "بفضل هذه الإستراتيجية ولولا جهود الصين، كان عدد الحالات خارج الصين سيكون أعلى بكثير".
وبعد جولة ميدانية استمرت تسعة أيام في بكين ومقاطعات صينية أخرى، توصل الفريق الذي يضم خبراء من الصين ومنظمة الصحة العالمية، إلى أن استجابة الصين غير المسبوقة لتفشي المرض حققت نتائج ملحوظة في الوقاية من انتقال العدوى بين البشر ومنع أو على الأقل تأجيل مئات الألاف من الحالات.
وقال إيفيتسا داتشيتش زعيم الحزب الاشتراكي الصربي، إن الشعب الصيني يقف في الخط الأمامي للدفاع في الحرب ضد المرض وقدم إسهامات وتضحيات كبيرة من أجل حماية صحة وسلامة شعوب العالم، وهو الأمر الذى يستحق احترام جميع دول العالم.
-- بطل التعددية
اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه الذي ألقاه في القمة الإستثنائية لمجموعة الـ20 في مارس، عقد اجتماع وزراء صحة المجموعة باسرع ما يمكن لتحسين تبادل المعلومات وتعزيز التعاون في الأدوية واللقاحات والسيطرة على المرض ومنع حالات العدوى العابرة للحدود.
كما اقترح مبادرة مساعدة مجموعة الـ20 لمكافحة المرض من أجل تبادل أفضل للمعلومات وتنسيق السياسات والعمل بدعم منظمة الصحة العالمية.
وقال شي خلال محادثة هاتفية مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان يوم الجمعة، إن الصين تدعم بشدة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في القيام بأدوارهما في التعاون الدولي ضد المرض.
وفي نفس اليوم، حث شي المجتمع الدولي على تعزيز الدعم لحرب افريقيا ضد المرض. يوجد الآن حوالي 75498 حالة إصابة بالمرض في 53 دولة افريقية و2561 حالة وفاة، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.
وتبرعت الصين التي جاءت في الصدارة في تقديم إسهاماتها لمنظمة الصحة العالمية في الوقت المناسب وبشكل كامل، بإجمالي 50 مليون دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لدعم تعاملها مع المرض.
وإلى جانب هذا، نفذت الفرق الطبية الصينية حوالي 400 جلسة تدريب في افريقيا لمشاركة خبراتها في محاربة المرض ودربوا 20 ألف عامل طبي محلي، وفقا لما قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الإثنين.
وحتى منتصف مايو، قدمت الحكومة الصينية إمدادات لمحاربة المرض لأكثر من 150 دولة ومنظمة دولية وعقدت أكثر من 120 مؤتمرا عبر الفيديو مع ما يزيد على 160 دولة ومنظمة وأرسلت 21 فريقا من الخبراء الطبيين إلى 19 دولة.
--تبادل فني
منذ بداية تفشي المرض لم تتشارك الصين المعلومات الضرورية ،ومن بينها التسلسل الجيني الكامل للفيروس، مع العالم على الفور فحسب، وإنما تشاركت أيضا خبراتها في تشخيص المرض وعلاجه.
كما أسست آليات تواصل على مستوى فني بشكل وثيق مع منظمات دولية، من بينها منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان).
ومنذ 3 يناير، بدأت الصين إبلاغ الولايات المتحدة بتفشي المرض وتدابير التعامل معه على أساس دوري. وعندما حدد فريق خبراء من لجنة الصحة الوطنية الصينية الفيروس في 8 يناير، تحدث رؤساء المراكز الصينية والأمريكية للسيطرة على المرض والوقاية منه عبر الهاتف لمناقشة التبادلات والتعاون التكنولوجى.
وبإجراء تبادلات فنية في الوقت المناسب مع المجتمع الدولي، من بينه منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة ودول فى أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية ، قام العلماء الصينيون وخبراء صحة بالعمل مع أقرانهم في العالم لتبادل معلوماتهم حول الفيروس لمساعدة الدول على تطوير أنابيب اختبار وتبني تدابير لمواجهة المرض.
وبذل علماء صينيون وقادة سياسيون جهودا لمساعدة العالم في فهم الفيروس واحتواء تفشيه، وفقا لما قال فابريزيو بريجليسكو باحث في إدارة العلوم الطبية الحيوية للصحة في جامعة ميلانو.
قالت ماريا فان كيرخوف المسؤولة الفنية ببرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية إن الصين وضعت "نموذجا ممتازا لتبادل الخبرة بين النظراء،" مضيفة أن المنظمة تتطلع لرؤية المزيد من التفاعل المباشر من هذا النوع.