إحياء النكبه نكبه

بقلم: فتح وهبه

بقلم :فتح وهبه

وقفت مصدوماً وتسائلت كيف لذكرى نكبة  فلسطين أن تمر مرور الكرام، دون أن تلقى الاهتمام أللازم من الأحزاب والفصائل الفلسطينية،  ومن عموم الشعب الفلسطيني ودون أن نرى أيضاً  أي إهتمام  من قبل الطبقة السياسية في السلطة الفلسطينية، وبالأخص رأس الهرم المتمثل بالرئيس أبو مازن.
قد يجد المتقاعسين ألوضع الصحي ألمستجد في العالم مبرراً لهذا التعاطي ألغير لائق والخجول مع حدث بحجم ذكرى النكبة، ولكن لنكن واقعيين أكثر ونتحدث بصراحه ،  لقد غابت مظاهر إحياء  ذكرى  النكبة  مند  سنوات  عدة  وليس لوباء كورونا  أي  تأثير عليها ،فوباء  كورونا  وليد  هذه  السنه ،بينما  الإنحدار  في التعاطي مع  هذا الحدث بذأ  مند سنوات ، وإن كان هناك بعض التفاعل من قبل  الفصائل  فهو  تفاعل خجول  لا يرتقي لحجم الكارثة التي حلت على شعبنا الفلسطيني وغالباً ما ينتهي هذا التفاعل في اليوم التاني وكأن شي لم يكن .
 لقد بدأت تغيب يوماً بعد آخر مظاهر الاعتصامات  والتظاهرات العارمة  والغاضبة والمتوعدة بدحر الاحتلال عن ذكرى إحياء يوم النكبة  مند تولي ابو مازن السلطه الفلسطينيه  . لقد كان يوم النكبة هذه السنة كباقي الايام العادية،  فغاب مشهد رفع الاعلام  الفلسطينية الذي يرمز رفعها إلى الصمود والانتماء الى الوطن وغاب رفع الإعلام السوداء أيضاً  والذي يرمز رفعها إلى استدكار أحداث النكبة ومأساتها .
 لم نشهد هذه السنة سوى بعض  مظاهر الاحتجاج الخجولة وبعض الكلمات أيضا من هنا وهناك والتي كانت تتلاشى مع صباح اليوم التاني نعم صمتت الاصوات  وهمدت الخطابات وما  عاد احد يتحدث عن النكبة وكأننا عدنا إلى أرضنا فلسطين .
لقد  أدت سياسة أبو مازن  الاحادية والغير مبنية على الاجماع الفلسطيني الى اضعاف الموقف الفلسطيني في  المفاوضات العبثية  وأدت أيضاً  إلى التشردم وإلى الانقسام الفلسطيني  وهي لم تلجم  العدو الإسرائيلي بوقف مشاريعه  الاستيطانية  وتهويد القدس ولم تردع العدو أيضا عن قتل البشر واقتلاع الشجر وزج الأطفال والنساء وكبار السن في السجون   
 ان سياسة ابو مازن  المتهاونه في وجه  الغطرسة الإسرائيلية والمنشغلة بالتنسيق الامني مع المجتمع الاسرائيلي  أضرت بالقضية الفلسطينية وبالمشروع الوطني الفلسطيني بل هي من أعطت الذرائع  لكثير من دول العالم وبالأخص العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال .  وهنا بات الكثيرون يتساءلوت كيف  يعترف ابو مازن بدولة إسرائيل دون ان تعترف هي بدولة فلسطين ؟! ولماذا هو  يلزم نفسه بالاتفاقيات التي تمت مع الجانب الاسرائيلي  بينما الجانب الاسرائيلي لا يلتزم بها  ولم يعد يعترف بها أصلا؟! ولقد قال رئيس الوزراء الأسبق انها لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به،  لقد بات  الشعب الفلسطيني في الشتات  اليوم منهك ومنهمك في السعي وراء قوت عيشه اليومي بعد ان  وصل  إلى مرحلة متقدمة من اليأس والضياع في ظل استمرار تقليص وكالة الاونروا لخدماتها وعدم تحملها مسؤولياتها تجاههم وفي ظل سياسة إدارة الظهر لهم من قبل السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي  .
 الشعب الفلسطيني اليوم بحاجة إلى من  يعمل من أجل استرداد الحق الفلسطيني إلى من  يجمع الفلسطينيين ولا يفرقهم،  لان السياسات الأحادية لابو مازن المبنية على تهميش معارضيه، لم تؤدّ حتّى اللّحظة إلى النتائج المرجوّة على مستوى المشروع الوطنيّ ،حيث حصر الخيارات النضاليّة وقزّمها في المفاوضات، والتي لم تجن إلاّ الفشل والإحباط. ان ردّة فعل ابو مازن  والسلطة الفلسطينية  عقب الإعلان عن الخطة الأميركية "صفقة القرن" متهاونة جدا لانه يرفضها نظريا وعمليا لا يحرك له ساكن من اجل مواجهتها وافشالها ،وكذلك هو فعل عندما نقلت الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها إلى القدس واعترفت بها دولة لإسرائيل استنكر وهدد ولم يفعل أي شيء بعد ذلك.
 الآن نحن نسير بسرعه  من نكبة الى نكبة ،بفعل قيادة هشه لا تمت للواقع بصلة ،فهي دائما تقف مكتوفة الأيدي عاجزة عن العمل وتقتصر ردودها على الأقوال فقط  والتي اصبحت شعارات مع تعطيل التنفيذ. واليوم نحن بحاجة  الى قيادة فلسطينية على قدر من المسؤولية. قيادة أفعال لا أقوال ،قيادة عمل وطني لا إقصاء وتهميش، قيادة تسمي الأسماء بمسمياتها وتضع النقاط على الحروف.  


  فتح وهبه

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت