"للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين
التعاطف الإنساني يربطنا ببعضنا – ليس بالشفقة أو بالتسامح ، ولكن كبشر تعلموا كيفية تحويل المعاناة المشتركة إلى أمل للمستقبل"
(المسلمون دخلوا الأندلس في القرن التاسع كفاتحين – يحملون حضارة مختلفة دينياً ولغةً، وحضارة العصر العباسي في القرن العاشر(العلم، الفلسفة، الأدب والشعر) نتائج حضارة التسامح والتعايش بين شعوب واديان ومعتقدات)
فالتسامح في الإسلام يعترف بوجود الغير المخالف فرداً أو جماعة، ويعترف بشرعية ما لهذا الغير من وجهة نظر ذاتية في الإعتقاد والتصور والممارسة تخالف ما يرتئيه شكلاً ومضموناً. ويكفي ان نعلم أن القرآن الكريم قد سمى الشُرك دينياً على الرغم من وضوح بطلانه، لا لشيء إلا أنه في وجدان معتنقيه دين. فقد دعا الإسلام إلى ان يكونوا لغيرهم موضع حفاوة ومودة وبر وإحسان، القرآن يحذر أتباعه وينهاهم عن سب المشركين وشتم عقائدهم.
أما التسامح في المسيحية فقد ورد في الإنجيل على لسان يسوع المسيح:
"سَمِعْتُمْ أنَّهُ قِيلَ : ‹العَينُ بِالعَينِ ، وَالسِّنُّ بِالسِّنِّ. أمّا أنا فَأقُولُ : لا تُقاوِمُوا الشَّرَّ. بَلْ إنْ لَطَمَكَ أحَدٌ عَلَى خَدِّكَ الأيمَنِ ، فَقَدِّمْ لَهُ الخَدَّ الآخَرَ أيضاً وَإنْ أرادَ أحَدٌ أنْ يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَمِيصَكَ ، فَدَعْهُ يَأخُذُ مِعطَفَكَ أيضاً. وَإنْ أجبَرَكَ أحَدٌ عَلَى السَّيرِ مَعَهُ مِيلاً واحِداً ، فَامشِ مَعَهُ مِيلَينِ. وَإنْ طَلَبَ مِنْكَ أحَدٌ شَيئاً ، فَأعطِهِ إيّاهُ. وَلا تَرفُضْ إقراضَ مَنْ يَطلُبُ الاقتِراضَ مِنْكَ.
والديانة اليهودية تدعو إلى التسامح كما ورد في التوراة: " كل ما نكره أن يفعله غيرك بك فإيام ان تفعله أنت بغيرك".
أ.د. حنا عيسى)
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت