لقد بات اليوم من الصعب بل من المستحيل على أي عائلة من عائلات مخيم البارد أن يكون لديها القدرة على إستئجار منزل لها داخل المخيم او خارجه دون أن يكون لديها دخل ثابت ، في ظل الظروف الصحية والإقتصادية والمالية الصعبة التي يعيشها لبنان، والتي إنعكست على حياتها المعيشية والاجتماعية والصحية بشكل سلبي ومباشر وفي ظل البطالة والفقر وقلة فرص العمل والغلاء الفاحش في الأسعار .
اليوم العائلات المشرّدة التي لم تستلم منازلها حتى اليوم في "المخيم القديم"، الذي لم يكتمل اعماره نهائيا، والتي توقفت وكالة الاونروا عن تقديم بدل إيجار لها منذ سنوات عدة ،تعيش في مأزق كبير بعد أن تراكم الدين عليها، بسبب التأخر في اعمار بيوتها.
اليوم لم يعد لائقاً ولا إنسانيا أن تبقى الاونروا تنظر إلى هذه العائلات المتضررة نظرة المتفرج وهي تئن تحت وطأة المعاناة ،في الماضي كانت هذه العائلات تستطيع أحيانا تدبير الحال، أما الآن وفي ظل هذه الظروف الكارثية التي يعيشها الجميع ، تدبير الحال أشبه بمعجزة .
اليوم هذه العائلات تعيش حياة بؤس وشقاء وإنتظار ،لعله ينتهي إعمار منازلها عن قريب وهذا أمر مستبعد في ظل الوضع الصحي المستجد في العالم وتداعياته على وتيرة العمل في حين تم هدر كثير من المبالغ المقدمة من الدول المانحة على الإداريات والمكاتب والرواتب الخيالية لموظفي الاونروا العرب منهم والأجانب.
واليوم هم أيضا يناشدون الاونروا بالإسراع في استكمال اعمار ما تبقى من المخيم القديم وتغطية عقود الإيجار لهم ، بعد ان تراكم الدين عليهم وأصبحوا غير قادرين على تسديده، وهم أيضا يطالبون وكالة الاونروا بإعلان خطة طواريء عاجلة وطبابة 100% ومساعدات غذائية ومالية دورية تطال جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، بصفتها المسؤول الأول عن اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، كما يطالبون منظمة الحرير الفلسطينية ان تتحمل ولو جزء بسيط مسؤولياتها تجاههم كي لا تبقى هذه المسؤولية حبر على ورق.
فتح وهبه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت