على غرار الكساد الكبير الذي أصاب أمريكا ما بين عام ١٩٢٩_ ١٩٣٤ وتسرب منها للعالم ،كان هناك حاجة ملحة لتصدير الأزمة الاقتصادية للعالم وخلق معادلة تعويض اقتصادي قائمة على ذات فكرة الإمبريالية الإستعمارية ولكن بطريقة غير مباشرة طرحها النظام الاقتصادي الرأسمالي القادم بقوة من أميركا فكان الحل خلق حرب عالمية جديدة يفرض فيها المنتصر إرادته ويتخلص من ديونه ويحتكر أسواق وإقتصادات دول وامتيازات لشركاته .
قبل كورونا كان هناك أزمة اقتصادية خمن جميع الاقتصاديين حدتها في عام ٢٠٢٠ منذ سنوات طويلة وبعد كورونا ازدادت الأمور سوءا وربما تصل إلى كساد كبير ، والتأثيرات التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي والتنافس المتوتر قبل الأزمة دفع الاقتصاديين نحو تخمين بأن ذلك قد يدفع أميركا لحرب من أجل تصدير أزمتها للخارج وخلق معادلة تعويض جديدة والعدو الأول هو الصين القادمة من الشرق باقتصاد صاعد بقوة...
الأزمة الاقتصادية بوجهة نظري المتواضعة موجودة أساسا ونستطيع قراءتها من خلال مديونية العالم والتي تقدر 253 تريليون دولار ما يمثل نحو 322% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولكن الجديد بأن المديونية بلغت حدتها التي لا يمكن للنظام الاقتصادي تحملها وهناك أنظمة تتنافر من أجل سباق السيطرة وفرض آلية جديدة لإدارة العالم والأمريكان منذ سنوات طويلة يعرفون أنهم سيصلون إلى طريق مسدود مع القوى الصاعدة ولا بد من المواجهة وصولا لتحجيم تلك القوى أو الجلوس على كرسي المفاوضات من أجل الاتفاق على تقاسم وتحديث النظام العالمي على مراحل طويلة وكذلك التخلص من الدين الأمريكي والحفاظ على السلطة العالمية أو على جزئية من تلك السلطة ...
البعض يعتقد بأن ترامب من خلال إسرائيل يريد إرضاء القاعدة الانتخابية من الإنجيلين حتى يستطيع الفوز بحقبة ثانية وخصوصا بعد تراجع شعبيته في أزمة كورونا ولكن النظام الانتخابي الأمريكي لا يعتمد على القاعدة وتحديد الرئيس يعتمد على طبيعة المعركة أعتقد بأن أميركا بحاجة ترامب في هذه المرحلة لأنها تبحث عن شخصية هجومية إلا إذا ظهرت ظروف أسقطت ترامب وجاءت بجديد ولكن لن يكون أفضل فهو أولا وأخيرا سينفذ السياسة المطلوبة لمراكز صنع القرار ..
ولكن ما علاقة ذلك بالشرق الأوسط وصفقة القرن ؟؟
أميركا تريد التخلي عن الشرق الأوسط مرحليا ولكن ليس للأبد فهو سوق إستهلاكي كبير وذو ثروة كبيرة لذلك تريد أن تعقد صفقة تتيح لإسرائيل الشريك الإستراتيجي أن يتسلم بروتوكول إدارة الشرق الأوسط حتى تتفرغ لمناطق الصراع مع القوى المنافسة وترمم نقاط ضعفها ..
إطلالة على أهمية إسرائيل للأمريكان ودفعهم لإسرائيل نحو تطبيق الصفقة :
وفي نبذة مقتضبة عن إسرائيل في البدايات استطاعت أن تراوغ زعيم الإتحاد السوفيتي ستالين الذي أعتبر قيامها طعنة للمعسكر الرأسمالي الإمبريالي وغرس حليف شيوعي في أوساط الرأسمالية (( الدول العربية المنتدبة من قبل الرأسمالية )) مراهنا على اليسار الإسرائيلي واليهود الروس أمثال غولدا مائير ومع بزوغ نجم الاشتراكية العربية سرعان ما كشرت الحركة الصهيونية عن أنيابها وانتقلت للمعسكر الرأسمالي الرابح وصدمت ستالين ..
وتساءل البعض لماذا إسرائيل الشريك المقرب للغرب والذي يمكن الاعتماد عليه ويحظى بالدعم وهناك مجموعة من الإجابات ؟
١_ فن المراوغة السياسية والإقتصاد اليهودي على مستوى العالم .
٢_ إيجاد حل لليهود والتخلص منهم في أوروبا في آن واحد .
٣_ مقدرة إسرائيل على التحول لقوة إقتصادية حقيقية وليس فقط دولة ثرية وسوق إستهلاكي كما العرب وأثبتت قدرتها من البدايات .
٤_ استطاعت الصهيونية بأن تقنع الغرب بأنها ستؤسس لكيان مخابراتي يخترق الدول العربية ويفكك آمالها نحو الوحدة العربية ويصد انبعاث موجات أحلام الخلافة الإسلامية .
ولتحقيق الهدف الأمريكي غير الأمريكان من سياستهم المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبدلا من تطبيع القضية بدأت حملة تذويب وتطبيع أنظمة عربية بغية جعل إسرائيل جسم طبيعي ومقبول في الشرق الأوسط وليس ذلك فحسب ، بل ينوب عن أميركا في إدارة الشرق الأوسط مرحليا ..
لذلك يصر فريدمان على الإسرائيليين بتعجيل في تطبيق الصفقة وليس الهدف الصفقة التي أعلن عنها ترامب فباعتقادي المتواضع أن الإسرائيليين والأمريكان سيقودنا لصفقة أمر واقع أو صفقة تلوح بالأفق يمكن أن يقبلها طرف ما ..
ولكن ماذا يقصد فريدمان بمنح الجنسية الكندية للفلسطينيين فهو بتأكيد لا يمزح ، باعتقادي فريدمان يغازل ما سيتبقى للفلسطينيين من الضفة الغربية كمصيف ، أو ذاكرة تشبه نموذج مدينة روابي وجزء كبير مغترب لوطنه الجديد كندا ذات المساحة الكبيرة ١٠ مليون كيلو متر مربع تقريبا وعدد سكان قليل ٣٥ مليون نسمة وهي بطبيعة الحال تستقبل الكثير من اللاجئين ويمكن أن يكونوا فلسطينيين وأنا دائما أقول بأن كندا هي الحديقة الخلفية للولايات المتحدة ..
الخارطة الشرق أوسطية نحو تغيير اقتصادي , سياسي وربما حدودي :
أما عن الخارطة العربية سياسيا ودول الجوار لفلسطين فمن المهم أن نقرأ بعض الرسائل والوقائع على الأرض حتى نخمن طبيعة المرحلة :
١_ مصر تبحث عن شراكة الأقوياء والأغنياء وذلك ليس تخمين بل واقع رسم بأموال الخليج والرعاية الأمريكية والحقيقة بأن النظام المصري الذي يرفض الإخوان في مصر ويغازل أحلام دولتهم في غزة ...
٢_ الأردن صراع ما بين الأزمة الإقتصادية وتحديات حفاظ آل هاشم على آخر معاقلهم ..
٣_ لبنان إنهيار اقتصادي ومديونية خيالية تفرض ضغوط باتجاه طريقين إما توقيع معاهدة سلام أو حرب أهلية جديدة ، والجدير بالذكر بأن ألمانيا أعلنت الجناح السياسي لحزب الله كمنظمة إرهابية وهي خطوة منتظرة منذ زمن من قبل أمريكا وإسرائيل وهناك حديث عن تجهيز ملف عن تبييض المال السياسي للحزب في أوروبا وهو ما سيخلق أزمة مالية كبيرة للحزب خصوصا بعد انخفاض الدعم الإيراني إبان الأزمة الإيرانية ، وهناك حديث حول سياسة الاستهداف الإسرائيلية في سوريا التي أصبحت تتعمد الفصل بين الحزب وإيران كرغبة معلنة لعدم معاداة الحزب ولا نعرف وسط تلك التركيبات المعقدة ماذا تريد أن تخلق إسرائيل وأمريكا إما حزب منبثق عن حزب الله وإما دولة يسيطر عليها الحزب وتعيش في عزلة خوفا من أن يفقد الحزب السلطة تماما كما حدث في قطاع غزة أو منتصر جديد يودي بحياة حزب الله ..
٤_ سوريا منهارة مخترقة لا حول ولا قوة وهي بالأساس منعزلة سابقا وكانت تمارس تأثيرها من خلال وكلاء فلسطينيين وغيرهم والآن لا يعول عليها والروس غير واضحين إطلاقا فهم يرفضون معاداة إسرائيل والتخلي عنها ويستخدمونها في تطهير الوجود الإيراني ويرفضون المعسكر الأمريكي فبتالي مصلحة بوتين هي العليا ولا حديث عن إتحاد سوفيتي جديد وشيوعية زائفة والأغلب أن تكون سوريا والبحر الأبيض المتوسط نقطة التقاء. الأطراف الثلاث ( تركيا ، روسيا ،إسرائيل ) ..
٥_ السعودية ونمط القيادة الجديدة يتحدث بوضوح عن طبيعة العلاقة ولكن المستجد الأهم الحديث عن قبول إبن سلمان دعوة لزيارة الكنيست ، وسحب الأمريكان بطاريتين باتريوت وتوابعهما من المملكة هل يبشر بالاستعاضة عنهما بنظام القبة الحديدية الإسرائيلي ..
٦_ السودان التي رزحت تحت عقوبات طويلة وإقتصاد معاق كليا كانت بحاجة لأن تلجئ للولاية الأمريكية ٥١ الموجودة في الشرق الأوسط ( إسرائيل ) فهي بحاجة لإزالة العقوبات ومحاولة خوض تجربة جديدة وإسرائيل بحاجة لتعميم إدارتها الجديدة للشرق الأوسط وكذلك لتأمين طريقها على البحر الأحمر وهي الآن باعتقادي مؤمنة ومهيأة لتنفيذ مشروع ناقل البحرين الذي يربط البحر الأحمر الأبيض المتوسط من خلال إسرائيل والأردن وفلسطين وهناك اتفاقية مع الأردن حول ذلك ، وربما ذلك يفسر رغبة إسرائيل بضم الأغوار الفلسطينية ، أما على صعيد اليمن الجنوبي فلا يوجد خطر و مشروع نيوم السعودي يحتاج لتلك العلاقة المركبة عربيا وإسرائيليا ( مصر ، الأردن ، إسرائيل ، السعودية ) ومن أجل ذلك تم سعودت تيران وصنافير ..
الرهان على الدول العربية في أزمة المصالح وتنافس القوى رهان خاسر ..
التركيبة الفلسطينية من حيث أماكن الوجود وخطط إسرائيلية :
١_ الشتات : ما بين التذويب والترهيب والعنصرية والمواطنة وأجيال تسلم أجيال ولكن لا أعلم ما طبيعة الهم أو الثقافة أو المواطنة التي يتشربها اللاجئ بناء على ظروف المكان الذي يتواجد فيه .
٢_ الضفة الغربية : بعد انتهاء زمن الانتفاضة ودخول الضفة في مرحلة من الهدوء الضمني والإنفتاح الاقتصادي نحو الرفاهية والازدهار وخلق تركيبة إقتصادية معقدة سواء بالارتباط بالمحتل أو بالواقع الإستهلاكي الذي طغى على الإنتاجية خلق شخصية متمسكة بالحياة الإقتصادية نوعا ما ولكن تبقى الفرصة مهيأة لهبات جماهيرية قد تقلب المعادلة ، ولكن أعتقد بأن ذلك لا ينطبق على مرحلة ما بعد كورونا والتي تركت انطباعا سيئا لدى الشعب إبان العجز الحكومي في تغطية الجانب الاقتصادي للمواطن ورجحت الشخصية الإقتصادية على الشخصية النضالية وأعتقد بأن ذلك ما حاول أن يقوله الإعلام الإسرائيلي من خلال لقائه مع العمال في إسرائيل في أزمة كورونا ..
٣_ غزة إذا كانت الضفة تتمسك بالحياة فغزة حقيقة تبحث عنها ولكن ما أود التركيز عليه بأن الإسرائيليين تلقوا تهديدات السنوار في أزمة كورونا كمعادلة للحفاظ على التوازن بين المقاومة الصورية وشنطة المال القطري ، وباعتقادي إذا لم تصبح الوحدة الوطنية ضرورة لدى حماس فإنها ستخسر الكثير فهي حتما ستواجه هبات شعبية نتيجة الضغط أو حرب إسرائيلية طاحنة وتجفيف طبقا لسياسة قطع الأرجل المتبعة مع إيران وربما ستشلح حماس ثوبها وتؤسس حزب جديد أسوة بالعدالة والتنمية التركي وتطرق بوابة المفاوضات المباشرة مؤسسة دولة غزة الكبرى حتى لا تخسر السلطة ولكن أعتقد إذا حدث ذلك فإن حكم الإسلاميين سيكون مرحليا ويتم تذويبهم بعد تحقيق الهدف ..
إقتباس من مقال سابق لي نشرته على الفيس بوك بتاريخ ٧/١٢/٢٠١٩ أتحدث فيه عن متغيرات سياسية تحيط بغزة :
((
١_ فكرة مياه نهر النيل إلى إسرائيل ليست فكرة جديدة، فتاريخيا (تيودور هيرتزل) مؤسس الحركة الصهيونية قد أهتم بإمكانية توصيل مياه النيل إلى سيناء ثم إلى فلسطين قبل أن يبدأ الصهاينة في سرقة أراضيها وإنشاء الدولة الإسرائيلية، وقد عرض هيرتزل بالفعل أثناء زيارته لمصر عام 19تحويل03م دراسة فنية لنقل مياه النيل عبر قناة السويس إلى سيناء، ولكن السلطات المصرية والبريطانية أهملت عرضه في ذلك الوقت، ثم جاء الدكتور إليشا كالى الرئيس الأسبق لهيئة تخطيط موارد المياه في إسرائيل وأحيي الفكرة في دراسة نشرها عام 1974م، وقال فيها: "أن نهر النيل هو المورد الأجنبي المفضل لإمداد قطاع غزة بالمياه"، وأكد ذلك في كتاب منشور سنة 1978م بعنوان "الإستراتيجية في الماء" ثم في كتابه المنشور عام 1986م عنوان "الماء في عهد السلام " حيث ألحق به بحثًا كان قد نشره في نفس العام يشمل خريطة توضح ترعة السلام وهى تتفرع من نقطة من فرع دمياط بدلتا مصر. حتى جاءت اللحظة المناسبة لتنفيذ هذه الأفكار الخيالية في اتفاقية كامب دايفيد.
وفي هذه اللحظة أود أن أُخبركم بأن مياه النيل وصلت إلى ترعة السلام ومن المُمكن أن تصل بسهولة إلى غزة وأن تكون جُزئاً من حل مُشكلة غزة في المياه مع محطات التحلية المُخطط إنشائُها وبذلك قد تبدو لك ملامح الوطن البديل قريبة وتُبصر النور في كُل يوم يمر .
٢_ حماس التي بدت غير مُهتمة لتعليقات الفصائل على عدم موافقتها على مشروع المشفى الأمريكي وادعت بأن الفصائل تعرف وموافقة وخرج الخلاف للعلن وحاولت أن تُبرر ولكن بطريقة فرض الأمر الواقع لما يتلاءم ذلك مع مصلحة حماس وشُركائِها ولا سيما بأن ذلك سيخلص حماس من وصاية المخابرات المصرية وسيخلق لها قناة اتصال ومفاوضات مباشرة وسيعمل على نقلها من حزب تابع للأخوات إلى مركزية الإخوان في العالم العربي ولكن بوجه مُختلف رُبما سنغافورا الإخوان المُسلمين .
3_ حماس لم تغفل عن مطلب القطريين بتجديد شكل حماس بشخصيات أكاديمية ووجوه متنورة تختلف عن هيئة قيادتها المُلتحية والهجومية عقدت اجتماعا ً موسعاً لمجموعة من الأكاديميين الموالين للحركة والحركة في الأيام المُقبلة لن تبقى حركة وستُصبح حزباً رُبما يُشبه العدالة والتنمية في تُركيا وعلى ضؤ ذلك اختارت 50 شخصية منهم وبدأت بتلميعهُم للمرحلة المُقبلة وعلى رأسهم الدكتور فهمي شراب الحمساوي الموديرن الذي بدا كبطل يُريد تحسين أحوال المواطنين في غزة .
4_ وتُمطر الشهامة الإسرائيلية في إعادة بعث مشروع الجزيرة الصناعية (( الميناء الغزاوي الجديد )) إلى الحياة من جديد من خلال تأييد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لذلك ونفتالي بينيت الذي أعاد السبت إحياء الفكرة، التي طرحها كاتس نفسه عام 2011 أثناء توليه وزارة المواصلات.
5_ ألمانيا سيدة الإتحاد الأوروبي والقوة الإقتصادية العالمية والتي ستكون شريكاً في صناعة دولة غزة السنغافورية الصناعية ذات الأنشطة الاقتصادية التنموية والتي بدت تتغير ملامُحها تجاه القضية الفلسطينية مُنذ أشهر وبدأت تنظُر لدولة غزة من خلال تصريحات سفيرها في فلسطين كريستان كلاغيس ووزير خارجيتها هايكو ماس الأقرب للإسرائيليين وسُرعان ما اتضح ذلك في المشهد القريب قبل يومين في تغير 13 دولة تصويتها ضد مشروع قرار أممي مؤيد لفلسطين ومنها كندا والبرازيل ألمانيا ودول أوروبية أخرى حيثُ بدأ الضغط الألماني يظهرُ جلياً على سياسة الدول الأوروبية في توجهات ألمانيا الجديدة . ))
وعن بعض العناوين الإقتصادية التي أعدتها إسرائيل بهذا الصدد :
١_ إسرائيل تعمل على إمداد خط كهرباء أشكيلون ، أجدود ، غزة ..
٢_إسرائيل تريد إعادة بناء منطقة صناعية بالقرب من إيرز من أجل إستيعاب ٢٥ ألف عامل من غزة ..
٣_ إسرائيل تفكر مستقبلا بمنح الكثير من تصاريح العمل في مجال الزراعة لسكان غزة للعمل في مستوطنات غلاف قطاع غزة ..
٤_ إسرائيل تسرح ١٢٠ ألف عامل أجنبي إبان أزمة كورونا وتقترح استبدالهم بفلسطينيين ..
نهاية أختتم حديثي المطول حول رهان السلطة على الإتحاد الأوروبي بتنويه حول أن ما بعد كورونا الرهان على الأوروبيين خاسر ، فقد يواجه الإتحاد تفكك تدريجي متوقع مع عجزه أمام كورونا وتعالي الأصوات القومية اليمينية المتطرفة التي لن تجد شريكا لها أفضل من إسرائيل ولن يهمها إطلاقا غير المنفعة المتبادلة مع دول قوية وقومية التوجه ..
وتعقيبا على مهاتفة رئيس الوزراء الدكتور إشتية لجوزيب بوريل الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي لشؤون الخارجية مطالبا إياه بضغط الاقتصادي على إسرائيل فضغط السياسي لا يكفي هو باعتقادي وعي واعتراف ضمني للحكومة الفلسطينية بعبثية التأثير السياسي على إسرائيل ولكن هل حقا سيضغط الإتحاد الأوروبي اقتصاديا وهو يضيق ويلاحق حركة المقاطعة لا أعتقد إذا بقي الإتحاد أصلا ..
بالمناسبة تفكك الإتحاد الأوروبي هو منفعة أمريكية أولا وأخيرا فتعالي الأصوات اليمينية سيخفف من الأعباء الأمريكية اتجاه روسيا وكذلك سيدفع دول أوروبية مثل ألمانيا إلى تشكيل جيوش قوية وسيخفف من حدة القوى الديمقراطية ويزيح قوة منافسة إقتصاديا وعسكريا وسياسيا ويسمح باختراق أسواقها وأسوارها ..
في النهاية ربما في هذه الدراسة المطولة قد أكون استطعت أن أوضح لكم بأن الصفقة شرق أوسطية وربما ذلك قد يكون تأكيدا على حديث الدكتور طلال أبو غزالة حول استفادة الشرق الأوسط إقتصاديا بعد جائحة الانهيار الاقتصادي التي نحصد تراكماتها يوما بعد يوم وهناك طريق لشرق أوسط جديد كليا ..
بقلم : بكر نعالوة *
كاتب ومحلل سياسي واقتصادي – طولكرم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت