عقد عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤتمرا صحفيا بعد ظهر يوم 24 مايو الجاري على هامش الدورة الثالثة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني. وقام وانغ بالإجابة على أسئلة الصحفيين من الداخل والخارج بشأن السياسة الخارجية والعلاقات الخارجية الصينية.
وفيما يلي بعض أهم الكلمات والمعلومات الواردة في إجاباته:
-- حول التعاون الدولي في مكافحة وباء كوفيد-19
قال وانغ ان الصين ليست منقذا ولكنها تعتزم أن تكون الصديق وقت الضيق والشريك الصادق في المساعدة المتبادلة فى الأوقات الصعبة.
وتابع أن الصين أطلقت في الأشهر القليلة الماضية أكبر عملية إنسانية عالمية في تاريخ جمهورية الصين الشعبية، وتنفيذ رؤية مجتمع ذي مستقبل مشترك للإنسانية.
وحتى تاريخه،
* قامت الصين بشحن إمدادات طبية إلى ما يقرب من 150 دولة وأربع منظمات دولية لتلبية احتياجاتها الفورية.
* عقدت الصين مؤتمرات بالفيديو مع خبراء من أكثر من 170 دولة لتبادل الأساليب والبروتوكولات المثبتة للتشخيص والعلاج ومكافحة الوباء.
* أرسلت الصين 26 فريقا من الخبراء إلى 24 دولة لتقديم المعلومات والتوجيه في الوقت المناسب.
* تعمل المصانع في الصين بكامل طاقتها لتقديم إمدادات طبية عالية الجودة تشتد الحاجة إليها في أنحاء العالم.
* تم تصدير ما مجموعه 56.8 مليار كمامة و250 مليون بدلة واقية، من بين امدادات أخرى، من الصين إلى الدول الأخرى.
وقال وانغ إن الصين مستعدة لمواصلة تقديم المساعدة للدول المحتاجة ضمن أقصى استطاعتها، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الوباء.
--الصين لا تهدف سوى إلى إنقاذ أكبر عدد من الأرواح
قال وانغ ان الصين لا تسعى مطلقا نحو تحقيق أهداف جيوسياسية ومصالح اقتصادية، كما أنها لا تملي شروطا سياسية، فيما يتعلق بتقديم مساعدات للمكافحة العالمية ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وتابع وانغ موضحا السبب في حرص الصين على مساعدة البلدان الأخرى في مكافحة المرض "نحن -الصينيين- مستعدون دوما لتبادل الأفعال التي تنم عن الصداقة واللطف مع الآخرين".
وأردف وانغ يقول "عندما يمر أصدقاؤنا بضائقة، لا نكتفي مطلقا بمجرد الجلوس مكتوفي الأيدي دون أن نفعل شيئا".
وشدد وانغ على أن الصين وهي توفر المساعدات، لا تهدف سوى إلى إنقاذ أكبر عدد من الأرواح.
وتابع "نؤمن بشيء واحد، وهو أن نجاح بلد واحد (في السيطرة على المرض) لا يعني نهاية لهذا المرض علي مستوى العالم، وأنه عندما يُهزم المرض في جميع البلدان، نستطيع حينها فقط أن نقول إننا حققنا نصرا حقيقيا".
-- حياة وصحة الشعوب لم تكن بمثل هذا الاتصال الوثيق
قال وانغ ان الشيء الأكثر أهمية الذي يمكن تعلمه من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) هو أن حياة وصحة الشعوب في الدول المختلفة لم تكن بمثل هذا الاتصال الوثيق من قبل.
وأوضح وانغ أن الفيروس لا يحترم الحدود أو الأعراق، مضيفا أنه تحد لكل البشرية بدون تفرقة.
وأشار إلى أن الفيروس حصد الكثير من الأرواح الغالية، ويذكرنا بوضوح بأنه يجب على كل الدول الارتقاء فوق الاختلافات في الجغرافيا والعرق والتاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي.
وحث جميع الدول على العمل معا من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، والحفاظ المشترك على كوكب الأرض، الموطن الوحيد للبشر.
-- تحديد مصدر الفيروس: "مهنية"، "موضوعية"، "بناءة"
قال وانغ إن الصين مستعدة للاشتراك في الجهود المبذولة من قبل الأوساط العلمية الدولية لتحديد مصدر الفيروس، ويجب أن تكون هذه العملية مهنية وموضوعية وبناءة.
وأوضح وانغ أن كلمة "مهنية" تعني أن العملية يتعين أن تعتمد على العلم بقيادة منظمة الصحة العالمية، وأن تجري على نطاق عالمي من قبل العلماء والخبراء الطبيين. ويتعين أن يكون الهدف منها تعزيز الفهم العلمي لهذا النوع من الفيروسات حتى تستطيع الشعوب التعامل بشكل أكثر فاعلية مع الأمراض المعدية الخطيرة في المستقبل.
وأضاف أن كلمة "موضوعية" تعني أن العملية يتعين أن تكون بدون تدخل سياسي، وأن تحترم المساواة في السيادة بين الدول، وأن تعارض أي فرضية تتسم بتوجيه اتهام للآخرين. ويتعين أن يغطي البحث كل الدول المتصلة بالفيروس بشكل وثيق. ويجب أن تكون العملية كلها منفتحة وشفافة وموضوعية وعقلانية.
وأشار إلى أن كلمة "بناءة" تعني أن البحث يتعين ألا يعوق عمل إنقاذ الأرواح، الذي يعد الأولوية الآن. ويتعين ألا يضر التعاون الدولي في مكافحة المرض أو يقوض الدور التنظيمي للمنظمة. وبدلا من ذلك، يتعين أن يساعد في تعزيز أداء أنظمة الأمم المتحدة المتنوعة، وتدعيم التضامن والتعاون على المستوى الدولي، وتحسين نظام الصحة العامة العالمي وقدرة الحوكمة العالمية في هذا الشأن.
-- كتابة التاريخ يجب أن تكون بالحقائق والوقائع، ولا الأكاذيب
قال وانغ إنه يتعين كتابة التاريخ بالحقائق والوقائع، ويتعين أيضا عدم تضليله وتلويثه من خلال الأكاذيب.
وأوضح "بشأن قضية مصدر الفيروس، الاختلاف بين الصين وبعض السياسيين الأمريكيين هو المسافة بين الحقيقة والأكاذيب، والتناقض بين العلم والإجحاف".
وأضاف وانغ أن تحديد مصدر الفيروس قضية علمية خطيرة ومعقدة، ويتعين دراستها واستكشافها من خلال العلماء والخبراء الطبيين.
وأوضح أن تناول أزمة المرض على مستوى العالم يتعين أن يتسم بالضمير والعقلانية من أجل ترك علامة موضوعية وحقيقية في الذاكرة الإنسانية الجماعية.
-- لا أساس لها في الواقع أو القانون أو الاسبقية الدولية
أكد وانغ أن الدعاوى القضائية العبثية ضد الصين بشأن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ليست سوى دعاوى ضعيفة السند، ولا تقوم على أساس واقعي أو قانوني أو أسبقية دولية.
وأوضح أن المرض باغتَ العالم بأسره، وأن الصين نفسها كانت ضحية للمرض مثل البلدان الأخرى.
وأشار وانغ إلى أن الصين، على نحو مسؤول، كانت أول دولة تبلغ منظمة الصحة العالمية عن وقوع إصابات بالمرض، كما أنها شاركت على الفور المعلومات الخاصة بالمرض مع الدول والمناطق المعنية، مضيفا أن الصين كانت أولى الدول في التوصل إلى التسلسل الجينومي للفيروس ومشاركته مع العالم، كما كانت أولى الدول في نشر الإرشادات الخاصة بعلاج المرض واحتوائه.
وأوضح وانغ أن سجل استجابة الصين للمرض متاح أمام العالم ليطلع عليه، بجدول زمني واضح وبيانات محكمة سيصمدان أمام اختبار الزمن والتاريخ.
وأكد وانغ أن الدعوة الصاخبة إلى ما يسمى بـ"المحاسبة والتعويض" التي تستهدف دولة هي ذاتها ضحية للمرض، وتلفيق ما يسمى بـ"دلائل" تدعم دعاوى قضائية عبثية، إنما هي أمور تقوض حكم القانون الدولي وتعد خيانة للضمير الإنساني.
وتابع يقول "إذا اعتقد أي طرف أنه بوسعه استغلال بعض الدعاوى القضائية العبثية في النيل من سيادة الصين وكرامتها أو حرمان الشعب الصيني من المكاسب التي حققها عبر الجهود المضنية، فهو واهم ويجلب لنفسه الخزي".
-- حول التعاون لدفع مبادرة الحزام والطريق بعد الوباء
قال وانغ ان ثقة الصين وعزمها فيما يتعلق بالتعاون مع الدول الأخرى في دفع مبادرة الحزام والطريق قدما لم يتغيرا، رغم أزمة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأوضح أن تأثير مرض كوفيد-19 على التعاون بين دول مبادرة الحزام والطريق مؤقت ومحدود، وسيتعزز التعاون عقب القضاء على المرض.
وذكر أن التعاون بين دول الحزام والطريق قائم على المنافع الحقيقية لشعوب الدول الشركاء ويقوده التزام قوي ومشترك لتحقيق تنمية مشتركة.
ويعتمد مستقبل الحزام والطريق على توسيع التعاون في مجالات جديدة.
ولفت وانغ إلى أن الصين ستواصل اتباع مبدأ تحقيق نمو مشترك من خلال التشاور والتعاون ودعم تنمية منفتحة وخضراء ونظيفة.
وقال إنه عن طريق "السعي إلى تحقيق تقدم رفيع المستوى ويرتكز على البشر ومستدام ، سنجعل مبادرة الحزام والطريق نموذجا للتنمية والتعاون والصحة لجميع المشاركين فى المبادرة".
-- حول العلاقات الخارجية الصينية
*العلاقات الصينية الأمريكية:
قال وانغ إن بعض القوى السياسية الأمريكية تحاول أخذ العلاقات الصينية-الأمريكية كرهينة وتحاول دفع الدولتين إلى "حرب باردة جديدة".
وتابع أن هذه محاولة خطيرة لاعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
وقال إن هذه المحاولة ستفسد نتائج التعاون التي حققها الشعبان على مدار أعوام، وتقوض تطور مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة ويعرض استقرار وازدهار العالم للخطر، مؤكدا أنه يتعين بذل الجهود لوقف هذه الممارسات الخطيرة.
وقال وانغ إن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) عدو مشترك للصين والولايات المتحدة، وإن الشعبين يأملان في دعم ومساعدة بعضهما البعض.
بينما نستعد لقتال طويل الأجل ومستمر ضد المرض، يتعين على الدولتين البدء في التنسيق والتواصل بشأن السياسات الكلية، في أقرب وقت ممكن، لتخفيف تأثير المرض على الاقتصادين والاقتصاد العالمي
*العلاقات الصينية الروسية:
قال وانغ يي إن "الصين وروسيا تبادلتا الدعم والدفاع عن بعضهما البعض ضد الهجمات والافتراءات غير العقلانية التي تقذف بها بلدان بعينها منذ تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وأقامتا حصنا منيعا في مواجهة "الفيروس السياسي".
وتابع أنه ليس لديه أي شك في أن الاستجابة المشتركة للمرض ستوفر دعما قويا للعلاقات بين الصين وروسيا عقب نهاية أزمة المرض.
وقال "أومن بأنه عبر التكاتف والتآزر بين الصين وروسيا، سيكون العالم موطنا أكثر أمنا واستقرارا يشهد تمسكا حقيقيا بالعدالة والنزاهة."
*العلاقات الصينية الأوروبية:
قال وانغ إن التواصل بين الصين وأوروبا يتعين أن يكون دورة إيجابية تحقق النفع المتبادل للجانبين، بدلا من أن يكون مباراة تصفية تؤول إلى فائز واحد فقط.
وأضاف قائلا "الصين والاتحاد الأوروبي ينبغي ألا يكونا خصمين نظاميين لبعضهما البعض، بل يتوجب أن يكونا شريكين استراتيجيين شاملين."
*العلاقات الصينية الإفريقية:
قال وانغ إن الصين وإفريقيا تقفان إلى جانب بعضهما البعض في المعركة ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأضاف "إن الصين وإفريقيا شقيقتان تشاطرتا معا أوقات السراء والضراء."
وتابع وانغ "نولي الجالية الإفريقية في الصين رعاية كتلك التي تحظى بها عائلاتنا، وجميع الطلبة الأفارقة الذين يتجاوز عددهم 3000 في هوبي وووهان، سالمون وبصحة جيدة، عدا شخصا أصيب بالعدوى وتعافى سريعا".
وأشار إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ20 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، لافتا إلى أن العلاقات بين الصين وإفريقيا صمدت أمام اختبار الزمن وواصلت الازدهار.
وقال "سنواصل مساندة إفريقيا في خضم معركتها ضد الفيروس وسنجعل من إرسال مساعدات مكافحة المرض إلى دول إفريقيا وغيرها من الدول النامية، أمرا يحظى بالأولوية".
*العلاقات بين الصين ودول آسيان:
قال وانغ إن الصين تركز في الآونة الأخيرة على التعاون في مكافحة المرض مع رابطة دول جنوب شرق آسيا"، مضيفا أن الجانبين تبادلا الدعم والمساعدة، ما أسفر أيضا عن تعزيز الثقة المتبادلة.
وقال إن أي تدخل خارجي لن يعوق المشاورات الخاصة بمدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، بين الصين والدول الأعضاء برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
*العلاقات بين الصين واليابان وجمهورية كوريا:
قال وانغ إن الجهود المشتركة للصين واليابان وجمهورية كوريا في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) مثلت نموذجا للاستجابة العالمية للمرض
وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع اليابان وجمهورية كوريا والدول الأخرى لهزيمة كوفيد-19 تماما في وقت مبكر، واستعادة الحيوية الاقتصادية في شرق آسيا، ودعم التنمية في منطقتنا والعالم بحكمة وقوة شرقيتين.
*أولويات الدبلوماسية الصينية لعام 2020
قال وانغ إن الدبلوماسية الصينية تتواءم مع مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) على أساس منتظم، وتركز على خمس أولويات وتسلط الضوء على نقاط رئيسية جديدة هذا العام.
وفيما يخص الأولويات، ستخدم الدبلوماسية الصينية بشكل كامل التنمية المحلية وتحمي المصالح الوطنية بشكل حازم، وتعمق الشراكة باستمرار مع الدول الأخرى وتدافع عن التعددية بقوة، إلى جانب توسيع التعاون الدولي فى عام 2020 بفاعلية.