( إلى الصديق الشاعر إبراهيم مالك )
افتح نافذة الحلم
وشّرع أبواب الغيم لألحان الصفاف
لصيحات الديكة تقرع أجراس الفجر
لتهطل في الأرض مسرات أمي
المنذورة لذكرى أبي
في الموجة البعيدة
في القيامة والحياة ..
كم الساعة الآن بتوقيت حريتكم ؟؟
كم الساعة الآن
في مواقيتكم التي أدمنت الرحيل ؟؟
كم الساعة الآن بتوقيت أطفالكم
الذين كبروا قبل الأوان ..
ونشروا وجوههم
أقنعةً لشموسكم ..
كم الساعة الآن
في ساعة يدي المرهونة للنسيان
منذ سفينة نوح !!
كم الساعة الآن يا أبتي
وقد ذرفنا في نزف الجرح
وجع الغياب
وقهر الرحيل ؟؟
عبثاً يتبدد وقتي بدم الساعات !!
فكم الساعة الآن ؟؟
والليل غريبٌ يحمل جرح الذاكرة
غريبٌ يحمل يحمل أسفار الهجرة
وقد أعدمت ساعة الحلم
على شرفة موعدٍ لا يجيء .
يحاور الأرض بقلبٍ عاشق
بقصيدةٍ مفعمةٍ بالطقوس
بطفولة شاعر
يهوى مداعبة الصلصال وبوح البحيرة
بصهوة فرس بيضاء
تسر الناظرين ..
أيها الأوراسيّ الجميل
المحّجّل بنصوص الأساطير
برموز الأرض المبتهجة بالأناشيد
وتعاويذ الأطلس الغريب
يا شاعر الحّب والأنوار
أيها المنذور للحقيقة
تكتب أسرار اليقظة
تحلق في سماء النسور
يا طيّب القلب
يا نجم الجليل .
أتيت إلينا تحمل الذكريات
تحمل همّ الفقراء
وتحمل على يديك جرح الإنسان
تبحث عن أصل الهوية
عن ذاكرة المكان .
تصبو مع رفاقك بنشيد الأممية
بحكايات الراحلين
وهتافات القلوب الحزينة
من وجع الغياب
ومن قهر الأبواب المغلقة .
تشرع نوافذ قلبك
لتغني على يديك عصافير الجليل
تهتف لمسيحٍ حزين
مّر على البحيرة مسكوناً بكل أسباب الرحيل
ومصلوباً على جدراننا
يتيماً
عارياً
يبحث عن أيقونة ٍ تدثره من النفيّ
وعن حلم سعيد .
محمد علوش *
- شاعر من فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت