أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، في الذكرى السادسة والخمسين للاعلان عن تشكيل م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أنها اكتسبت هذه الصفة بفعل التضحيات لالاف الشهداء والجرحى والمعتقلين .
وأوضح في حوار صحفي بأن منظمة التحرير الفلسطينية اليوم هي في عين العاصفة وهي في الاستهداف من قبل الاحتلال ومن قبل الولايات المتحدة الامريكية، وأضاف، "اعتقد الان في ظل هذه المناسبة كل شعبنا الفلسطيني بكل شرائحه وفئاته مدعو للالتفاف حول م.ت.ف لتعزيز دورها ومكانتها خاصة في ظل التحولات السياسية الجديدة التي تقودها المنظمة كرد على العدوان الاسرائيلي الامريكي المباشر والذي تصاعد في ديسمبر عام 2017 حين اعلن الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، عن خطته لما اسماه صفقة القرن وهي خطة تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس "ابو مازن" الذي اعلن في التاسع عشر من الشهر الحالي عن جملة من القرارات، بأنها لم تؤخذ كردة فعل، بل هناك سلسلة متراكمة من التوجهات السياسية التي اعلنت في المجلس الوطني الفلسطيني في نيسان عام 2018، ومن ثم جددها المجلس المركزي ومن ثم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، موضحا أن كل هذه التحولات السياسية كانت بمثابة رسائل للمجتمع الدولي بان يتحرك ليوقف دولة الاحتلال وليوقف ما يسمى بصفقة ترامب.
ولفت إلى أن العالم اجمع على رفض وادانة هذه الممارسات الاسرائيلية، وأضاف، "لكن على الارض لم ترتدع دولة الاحتلال والادارة الامريكية وبالتالي كان لابد بان تاخذ القيادة الفلسطينية قرارات تنفيذية لتنفيذ الاستراتيجية الفلسطينية التي اعتمدت في المجلس الوطني والمركزي".
وتابع، "هكذا اجتمعت اللجنة التنفيذية في السادس عش من شهر ايار الجاري واخذت جملة من القرارات اعلن عنها الرئيس ابومازن في خطابه المعروف في التاسع عشر من ايار ومن ثم اكدتها اللجنة التنفيذية في اجتماعها الأخير".
وأكد على أننا امام خطوات جدية فلسطينية تستند الى رؤية تم بلورتها في المؤسسات الرسمية والشرعية الفلسطينية ، من مجلس وطني ومركزي ولجنة تنفيذية وبالتالي هذه القرارات التي اتخذت واستندت الى هذه القوة المؤسساتية والقانونية مع انه في بعض الاستكمال يجب ان يتم.
ونبه إلى أن هذه القرارات اصابت الولايات المتحدة الامريكية ودولة الاحتلال بالصدمة ، مشيرا إلى أنهم كانوا يعتقدون ان عقدة المكانة والمكان عند الفلسطينيين ستجبرهم وتقودهم الى القبول بهذه الصفقة، وأضاف، "الفلسطينيون طالما ارادت دولة الاحتلال ان تستغل هذا المسار الذي اسميناه نحن مسار السلام الذي اوصلنا الى لا سلام والى اللا عدل والى ان يقود الى تصفية الحقوق الفلسطينية وبالتالي المسار الذي بدأ عام 1991 ومن ثم تطور عام 1993 بانشاء اول سلطة وطنية كان من وجهة نظر الفلسطينيين الذين اتفقوا والذين اختلفوا ان يقود هذا المسار الى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على كافة الاراضي المحتلة عام 1967".
وتابع"على هذا الاساس ابرمت العديد من الاتفاقيات ولكن عندما اتضح ويتضح يوما بعد الاخر، إلا أن دولة الاحتلال تريد من هذا المسار عدم اقامة مسار سلام عادل ، بل تريد ان تفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني.
وتساءل العوض، "عندما تتحدث عن الضم لمنطقة الاغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات ومحيط الحرم الابراهيمي ماذا تبقى من اراضي الضفة الغربية سوى تحويلها الى تجمعات سكانية يمكن ان تترك سلطة باي شكل تديرها وهي بدات تغذي روابط القرى مجددا وتكون بديلا عن السلطة الوطنية ونشاهد جميعا حملة التحريض وحملة الذين يريدون ان ينقضوا على السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها مشروع كياني فلسطيني".
ونبه إلى أن دولة الاحتلال تريد ضم الضفة الغربية، وتريد ايضا ان تقضي على الكيانية الفلسطينية الممثلة اولا بالسلطة الوطنية الفلسطينية وثانيا المظلة الاكبر منظمة التحرير الفلسطينية، داعيا إلى الذهاب بموقف موحد لمواجهة المرحلة القادمة بموقف فلسطيني متماسك بوحدة وطنية فلسطينية متماسكة، وأضاف، "اعتقد في هذا البرنامج يجب ان نتطرق للخطوات العملية التي يجب اتخاذها من اجل اضفاء جدية حقيقية على هذه القرارات وان نكون مستعدين نحن وشعبنا الفلسطيني والعالم اجمع للذهاب لخطوات من أجل أن نقول اذا ارادت دولة الاحتلال ان تعيد كتابة الرواية من اول وجديد نحن جاهزون للحفاظ على الرواية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني فلسطيني وشعب تحت الاحتلال ودولة احتلال تقوم بالغطرسة".
وأكد العوض على أنه في سياق الرؤية والخارطة السياسية هناك احيانا حالة من القلق يصل الى وجهة الخوف لدى البعض وماذا يمكن ان يحدث ، وأضاف، اعتقد ان ذلك يتطلب من الجميع ان يدرك تماما ان هذا تحدي كبير وان هذا التحدي الكبير يجب ان نحوله نحن الفلسطينيين الى فرصة، وتابع، عمليا المرحلة الانتقالية انتهت عام 1999 وكل ما تلا هذه المرحلة من اتفاقات وتفاهمات ارادت دولة الاحتلال منها ان تكبل الشعب الفلسطيني وان تجعل طريق الاستقلال اما طريق صعبة وشاقة وبالعكس بان تقطع طريق الاستقلال بشكل كامل، مبينًا أن هذه القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية بدون شك سيكون لها تداعيات كبيرة على المستوى الداخلي الفلسطيني الذي بني منذ 25 عامًا حتى الان سلطة ومؤسسات وامتيازات سيكون لها اثارًا صعبة وتداعيات صعبة على الوضع الفلسطيني".
وبين أن التداعيات الاصعب ستكون على الاحتلال، موضحا أن علينا ان نصمد في معركة عض الاصابع وأن ندفع الاحتلال لكي يصرخ نتيجة صمودنا، وليس نحن وأضاف، هذا يتطلب تكاتف كل الجهود الفلسطينية، خصوصا أننا امام مسارين، الاول وهو ترتيب البيت الفلسطيني في الوقت الذي سقطت كل الحجج التي كانت عند بعض الفصائل ولم يعد مكان للمراوغة، وتابع، الان مطلوب من الكل ان يسير جنبا الى جنب مع المواقف الفلسطينية الذي تذهب لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني، وثانيا، اعتماد سياسات اقتصادية واجتماعية تعزز من صمود المواطنين وتمكنهم من البقاء فوق اراضيهم، مبينا أن هذه مسالة سياسية واقتصادية على الحكومة الفلسطينية ان تتولاها.
وأشار إلى أن الموضوع الاخر لم يعد مجال للمراوغة والمماطلة والتسويف في موضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأضاف، بالتالي يجب ان يكون هناك خطوات بهذا الاتجاه وسبق ان قلت اكثر من مرة اذا كانت القيادة الفلسطينية قد قررت وبالفعل هي تقوم بذلك بالغاء والتحلل من كل الاتفاقات التي ابرمت من دولة الاحتلال، موضحا أن الاولى تتلخص في ان تلغي كل التفاهمات التي يحاول الاحتلال الان ان يلعب على وترها فيما يتعلق بالعلاقة مع قطاع غزة.
ودعا الكل الفلسطيني إلى أن يسير على اتجاه واحد وعلى نسق واحد على الاقل لتعميق هذا المنحنى التي قررته اللجنة التنفيذية واعلنه الرئيس ابو مازن ، وأضاف، على المستوى العربي نحن ندعو مجددا للذهاب الى ترسيم الحدود بين الاردن وفلسطين بالاستناد الى اعتراف الجمعية العامة بدولة فلسطين عام 2012 بموجب القرار 1967.
كما دعا منظمة التحرير ودولة فلسطين بالتوجه إلى الاردن الشقيقة والى مصر الشقيقة لترسيم الحدود بين دولة تحت الاحتلال من أجل قطع الطريق نهائيا على اي مناورة في موضوع الاراضي في منطقة الاغوار.
وشدد على أن حدودنا مع الاردن "نهر الاردن" وفق هذه الاتفاقية توضع لدي الجمعية العامة للامم المتحدة باعتباره اتفاق ترسيم الحدود بين الدولتين وايضا فيما يتعلق بالعلاقة مع مصر نذهب الى ترسيم الحدود معها ونقول هذه حدود الدولة الفلسطينية ، فيما يتعلق بالعلاقة مع الاشقاء العرب بقطع الطريق على كل التاويلات التي يمكن ان تدغدغ مشاعر الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية سواء ما يتعلق بغزة ودفعها في اتجاه الجنوب وايضا فيما يتعلق بمنطقة الاغوار وضمها لدولة الاحتلال بالاضافة الى ضرورة تفعيل الموقف العربي الذي يعد مهم والذي اخذ في اعقاب اعلان ترامب لخطته.
ودعا إلى تطوير الموقف العربي الذي صدر في اجتماع مجلس الوزراء العرب باتجاه اكثر فعالية، مؤكدا أن هذا يتطلب من الدبلوماسية الفلسطينية أن تكون اكثر ديناميكية مما هي الان، وأضاف، ما قبل قرارات اللجنة التفيذية واعلان الرئيس شئ وما بعدها شئ مختلف تماما.
وأكد على أن المسار الثالث هو المسار الدولي، موضحا أن المطلوب من المجتمع الدولي ان يضغط على الاحتلال لترجمة هذه الادانة وهذا الرفض الى اجراءات عقابية على دولة الاحتلال التي تتنكر لكل قرارات الشرعية الدولية وهي تريد ان تفرض غطرستها على الشرعية الدولية بالاضافة إلى أن المطلوب من المجتمع الدولي ان يذهب الى الاعتراف فعليا بالدولة الفلسطينية، وبالتالي سيكون رد امثل على الغطرسة الاسرائيلية .
وقال، امامنا تحدي كبير ويجب ان نوجه هذا التحدي الى فرصة، وعلينا ان نعيد المسالة الى اصلها بكل الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وهذا يتطلب اعادة الاعتبار لقضية التحرر الوطني وللقضية الفلسطينية واعادة بناء المنظومة السياسية الفلسطينية على هذا الاساس وان تستعيد منظمة التحرير الفلسطينية، دورها ومكانتها كمؤسسة قائدة للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والشتات وان نذهب لتشكيل جبهة موحدة لقيادة المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال وان نتمسك بحق شعبنا بمقاومة الاحتلال بكافة الاشكال الممكنة حسب القانون الدولي وليكن ما يكون والزمة ليست اومتنا بل ازمة الاحتلال .
وشدد على أنه لا يوجد قائد ولا فصيل فلسطيني يقبل لدولة الاحتلال بتصفية الحق الفلسطيني ، وأضاف، هناك تداعيات صعبة والتي بنيت خلال 25 عامًا، أنها ستطال قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني لكن علينا ان نخفف من هذه التداعيات على الجمهور الواسع ، على العمال والكادحين ، على الفلاحين وعلى المزارعين وان تدفع فئةمعينة من الشعب الفلسطيني ثمن هذه التحولات الجديدة واعتقد عندما نذهب الى اصل الرواية نحن شعب طردنا عام 1948 وجدد ذلك عام 1967 ولا يريدوا ان يعطونا دولة بعكس كل قرارات الشرعية الدولية فعلينا ان نذهب مباشرة لاعادة الروح لقضيتنا الوطنية الفلسطينية وسيكون كل شعبنا الفلسطيني معنا دون استثناء وستكون معنا كل الشعوب العربية والصديقة وكل احرار العالم ، والاحتلال نفسه هو الذي سيبحث عن حلول للمأزق الذي هو ذهب باتجاهه، وتابع، " بالمناسبة البنود العشرة التي وضعها نتنياهو هو هي قمة في العنصرية والفاشية وبالتالي كلما زادت ازمة حكومة الاحتلال وكلما زادت تاثير الصدمة من الموقف الفلسطيني الاخير كلما زادت هذه الحكومة تطرفا وكشفت عن عنصريتها وحاولت ان تستبق المراحل وان تحث الخطى بسرعة ونتنياهو مستعجل الان لانه يحاول ان يرمم حكومته المتصدعة ويريد ان يرد الجميل لترامب والذي يذهب الى الانتخابات في تشرين اول القادم وامامه منافس قوي هو "جون بايدن" والذي لا يوافق على الضم بالرغم من موقف الحزب الديمقراطي لكن ايضا الحزب الديمقراطي لا يوافق على الضم ولا على خطة ترامب وبالتالي هناك عملية سباق .
وختم: "اعتقد ان الفلسطينيين بالرغم من كل الظروف التي يعيشونها لا يستطيعوا الا ان يصمدوا وان يواجهوا وان يعززوا من امكانيات صمودهم ، الثغرة الوحيدة التي نخشاها ونقلق منها هو ان تتسلل المؤامرة الاسرائبيلية الامريكية من ثغرة الانقسام لتضعف الموقف الفلسطيني وبالتالي، اعتقد حالة الانتظار التي نراها من بعض الفصائل وخاصة من الاخوة في حركة حماس وخصوصا بدعم الخطوة للقيادة الفلسطينية هذه مريبة ومقلقة ومهم للاخوة في حركة حماس ان يستكملوا قراءة المشهد وتابع، "انا متاكد تماما ان موقفهم سيكون الى جانب دعم قرارات القيادة الفلسطينية للتصدي لصفقة القرن والاحتلال ولم يسمحوا كما غيرهم للاحتلال بان ينفذ من ثغرة الانقسام لتخويف السلطة والقيادة الفلسطينية ، حماس وغيرها ستكون الى جانب القيادة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وهذا يتطلب الى خطوات اجرائية عملية لبث الطمأنينة للشعب الفلسطيني ورد الاشاعات التي تقوم بها دولة الاحتلال وغيرها".