في رحلة البحث عن الذات و إثبات الوجود، اختارت الشابة الفلسطينية فاطمة الزطمة ( 24 عاما )، مشروعها الخاص لمساعدتها هي و أسرتها في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة لمحاربة الفقر و البطالة.
الشابة فاطمة طالبة جامعية تدرس تخصص ريادة الأعمال، أرادت من خلال مشروعها تطبيق ما تعلمته في الجامعة على أرض الواقع، لتحسين ظروف عائلتها، وتأمين مصاريف جامعتها، وبعد الانتظار طويلا في صفوف البطالة ، لجأت إلى البحث عن مصدر دخل من خلال ما تعلمته ودرسته في الجامعة حول صناعة “الأيس كريم” .
الفكرة الإبداعية من شأنها أن تفتح المجال أمام الكثير من الشباب للاتجاه إلى المشاريع الخاصة بهم من أجل مواجهة طوابير الفقر و البطالة ، وتقول الزطمة:” فكرة المشروع أتت من خلال الواقع و الظروف التي نمر بها، خاصة بعد تزايد صعوبتها في ظل فيروس كورونا ، وخلال ما درسته أحببت أن أنفذ مشروع خاص بي في صناعة “الأيس كريم رول” الطازج اليومي، تحت اسم “It.s me” (هذا أنا) .
تحقيق الهدف
وتوضح الشابة الزطمة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة خلال حديثها لموقع قناة “الغد” ، أنه في البداية كان هناك صعوبات وخاصة بشأن التمويل، إلا أنها استطاعت التغلب على ذلك من خلال تمويل حصلت عليه عن طريق مشروع من” جمعية حياة “، لتكون تلك الانطلاقة نحو تحقيق الهدف و الطموح بعيدا عن طوابير البطالة التي تنتشر بين الشباب في قطاع غزة، من خلال توفير جهاز ” التبريد السريع “، الذى يتركز عليه عمل “الأيس كريم ” .
فاطمة تشعر بسعادة كبيرة وهي تحضر “الأيس كريم رول”، لأنه طازج و يتم صناعته أمام الزبائن وهذا الأمر له رونق خاص، وهو أمر محبب للزبائن و هم يشاهدون بأعينهم طريقة صناعة “الأيس كريم رول” ، وفق الصنف المحبب لهم سواء من الفواكه أو الشكولاتة، مما يدخل السرور والسعادة عليهم.
وتحلم فاطمة الزطمة، أن ترى مشروعها يكبر أمام عينها قائلة:” أتمنى لهذا المشروع النجاح و التطور إلى الأفضل، و أن أعمل على تكبيره و جلب خريجين للعمل معي ، لكي نستطيع معا أن نقف صفا في مواجهة البطالة التي تنتشر بين صفوف الخريجين و الشباب”.
محاربة الفقر و البطالة
هذه الفتاة التي وجدت ترحيب ودعم كبير من أسرتها وخاصة والدها خالد الذى يعاني من بتر في قدمه اليمني ، عبر عن فخره بما تقوم ابنته قائلا:” ما قامت به فاطمة هو مصدر فخر لها و لأسرتها ومنطقتها، استطاعت ابنتي فاطمة أن تحقق ما حلمت به بعد التخرج”.
وأضاف الأب خلال حديثه لموقع قناة ” الغد”، ونحن ندعمها بقوة ونقف معها في متجرها الصغير، و الذى نأمل ان يتطور إلى الأفضل ويتوسع ليكون علامة هامة لكى يحفز كل الشباب و الخريجين على العمل من خلال مشاريع خاصة بهم لمحاربة الفقر و البطالة”.
ويعاني قطاع غزة، من أوضاع معيشية قاسية، بفعل الحصار، وبحسب اللجنة الشعبية الفلسطينية لكسر الحصار عن قطاع غزة (غير حكومية) فإن 85% من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر بسبب الحصار الإسرائيلي، و ارتفاع أعداد البطالة إلى مستويات فوق الخطيرة ، حيث وصلت بين فئة الشباب إلى اكثر من 70% وبين النساء إلى 90 %.