الضم...ما بين زناة مظفر النواب....وسقوط قناع محمود درويش

بقلم: عبد الرحمن القاسم

  • عبد الرحمن القاسم

عندما يتعرض احد لجريمة سطو مسلح وسرقة الممتلكات ويتبعها جريمة اغتصاب وحشي. تنشغل الضحية ورجال القانون. ورجال الإصلاح.والرافضين لأسلوب البطش وانتهاك حقوق الغير. بتوصيف الجريمة  وحجم الضرر المادي والمعنوي للضحية وإدانة المتهم وردعه. اما لون عيون الضحية او قوامها او حتى بنيوية وقوة الضحية او ضعفها. او حتى استعداد المجرم لإعادة أقراط الأذن لأذن ضحية  تم تشويهها. او تركيب زجاج للشباك المكسور للمنزل المسروق دون إعادة المسروقات. او حتى حوقلة وبسملة بعض الجيران المتعاطفين مع الضحية وإدانتهم للجريمة  واستجدائهم للمجرم ان يعيد بعض المسروقات او على الأقل قرط الضحية مجرد تفصيلات ثانوية وليست عناصر مهمة في توصيف أركان جريمة السرقة والاغتصاب.

فقرار الضم والذي اكسب اليمين الإسرائيلي مزيدا من أصوات مجتمع إسرائيلي يتجه نحو اليمين الديني المتطرف وأبقى الفاسد ببنيامين  نتيياهو  على رأس حكومة جادة بتنفيذ قرار الضم لأراضي فلسطينية وبؤر استيطانية غير شرعية مقامة أصلا على أراض محتلة بقوة السلاح ليس قرارا مفاجئا لسلوك سارق ومغتصب. وتبجحه "نتياهو" اذا وافق الفلسطينيون على الضم فانهم سيحظون ببعض الامتيازات والحقوق وتاكيده بان على الفلسطينيين تقديم التنازلات وليس حكومته. وفيما يتعلق بالاقراط يحاول طمأنة المجتمع الدولي بان الضم لن يشمل سوى  30% من مساحة الضفة الغربية.

ومجرد التفكير بقرار الضم بحد ذاته هو نسف لكل التفاهمات الدولية الإقليمية والمحلية على الرغم من هزالها وتحفظ الاغلبية الوطنية عليها وحتى تلك التفاهمات والمفاوضات التي وصلت لنقطة تبادل محدود بالأراضي وبالمثل بحجة ضم المستوطنات الكبيرة. وانقلاب على الموقف الأوروبي والقرارات الدولية والتي اعتبرت الاستيطان غير شرعي وطالبت بوقف وتجميد الاستيطان في الاراضي المحتلة عام 1967.

وعليه فان رفض قرار الضم فلسطينيا هو في السياق الطبيعي والحتمي, والانشغال بتتبع مواقف هذه الدولة او تلك وموقفها من الضم هو الانجرار لمربع التفاصيل الغير مهمة في جريمة السرقة والاغتصاب ولن تغير من أركان جريمة السرقة والاغتصاب واحتلال الاراضي وحتى لا نتوه في دهاليز ومفاوضات وتفاهمات جانبية نسبة الضم وشكل الضم ونستجدي اعادة القرط لاذن قطعت او تركيب وزجاج لشباك بيت ابوابه مخلوعة.

وان جدية وعزم حكومة "النتن" على تنفيذ القرار وشروعها باتخاذ خطوات وإجراءات على ارض الواقع نابع من قدرة السارق والمغتتصب على إقناع أطراف إقليمية رغم معارضتها العلنية للضم بان قضية اصلاح الزجاج المكسور او ارجاع القرط  يمكن التفاوض عليها. وان الحل يأتي بعد التطبيع وامن قومي اسرائبلي-عربي في مواجهة البعبع الإيراني وثبات انظمة الحكم للبعض  ويمكن فرضه على الفلسطيني.

تحذير على الفلسطيني ان يتذكر جيدا قصيدة الشاعر العراقي الرحل مظفر النواب.. القدس عروس عروبتكم.....فلماذا ادخلتم كل زناة الليل حجرتها.....ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها..وان لا ينسي مفردات قصيدة مديح الظل العالي للشاعر الفلسطيني محمود درويش:"كم كنت وحــــدك ، يا ابن أمّي يا ابن أكثر من أب ٍكم كنت وحـــــدكْ...لا بر ّ إلا ســــــــــــــــــاعداك...واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ...حتى لا يعلقها وساما...فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة ِ والفرار ......هم يســـــــرقون الآن جلدك.....فاحـذر ملامحهم ..... وغمدك.......ووحـــدي .... كنت وحدي.....ســــقط القناع عن القناع عن القناع

فإما أن تكون أو لا تكون...... وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن

دولة ٍ ...... أم خيمـة ٍ ؟"

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت