- بقلم : شاكر فريد حسن
تشهد الولايات المتحدة موجة من الاحتجاجات على مقتل فلوريد الأمريكي الأسود، ويرافق هذه الاحتجاجات بالمقابل عنف الشرطة الأمريكية.
وما يحدث من أعمال عنف لقمع ولجم هذه الاحتجاجات هو عينة من ممارسات الشرطة مع ذوي البشرة السوداء، ويكشف عن حالة من العنصرية وانعدام المساواة، حيث يعاني السود والأقليات في أمريكا من عنصرية وتهميش واضحين خاصة في المستويات الدنيا.
وهنالك من يرى أن ما يجري في أمريكا هو ثورة وربيع أمريكي جديد، ولكن في الواقع لا هذا ولا ذاك، فرغم أن المظاهرات الغاضبة تشكل بداية لحراك شعبي وجماهيري في مواجهة العنصرية ضد السود، ولكن ما يحدث هو انفلات أمني مدبر ومخطط له للخروج من الأزمة الحالية، فأمريكا تعاني أزمات اجتماعية وسياسات اقتصادية جرّاء فيروس كورونا المستجد، وللخروج من ذلك كان لا بد من وضع خطة للتغطية على توجهات الحكومات الأمريكية، وتوجيه أنظار الرأي العام الأمريكي نحو موضوع آخر غير وباء الكورونا، فحدثت الاحتجاجات وما صاحبها من أعمال عنف للشرطة، وتجند الأعلام الامريكي في تسليط الضوء على السياسة العنصرية وثورة الزنوج، ما جعل العالم يتفاعل معها وينسى مسألة الكورونا.
ولا شك أن المستقبل القريب سيشهد عودة الهدوء في الشارع الأمريكي وكأن شيئًا لم يحدث، وسيتفاخر ترامب بالتعايش مع الوباء الفيروسي الكوروني، وعودة الحياة الامريكية لطبيعتها، وسيعمل جاهدًا على فرض وتمرير خطته المعروفة " صفقة القرن "، لتصفية القضية الفلسطينية وشطب قرار العودة، ويعلن عن دعمه الكامل لسياسات نتنياهو العدوانية وخطة الضم، التي تتعارض مع كل القوانين الدولية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت