لا تحارب .. لا تقاتل .. لا تقاوم .. لا تعاند .. لا تتحدى .. لا تستقل .. لا ترفع رأسك ..لا تناصر فلسطين .. لا تعادى اسرائيل.
هذه هى الشعارات المقدسة لأكبر دين سياسى فى مصر، دين له كهنته وشيوخه واتباعه ومريديه مثل اى دين آخر، دين يقوم على الخوف والمذلة والخضوع والاستسلام.
· يقوم هذا الدين على التحذير من تكرار ما حدث فى ١٩٦٧، الذي يرجعون اسبابه الى العنترية وتحدي الامريكان وعداوة (اسرائيل) ورفض الاعتراف بشرعيتها ودعم فلسطين وحركات المقاومة وتوريط مصر فى قيادة الامة العربية وتبنى قضاياها والدفاع عن امنها القومى، وهو دور لا تقدر عليه ولا تستطيع ان تتحمل عواقبه.
· واول من بشر بهذا الدين كان هو موشى ديان، حين قال بعد عدوان 1956 لقد حاربنا مصر لحشر الجيش المصرى داخل ارضه.
· اما فى مصر فلقد كان أنصار هذا الدين فى البداية أقلية صغيرة تدعوا لدينها سرا وعلى حذّر، ثم انتقلت الى الظهور، وياللعجب، بعد حرب 1973، ثم أسفرت عن وجهها القبيح مع مبادرة السلام 1977، ثم فَجَرَت فى دعوتها بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد 1978، ومن وقتها وهي تزداد فجورا يوما بعد يوم.
· ولقد أصبح هذا الدين للأسف الشديد هو الدين الرسمى لكل الدول العربية.
_________
· وقد يبدو للوهلة الاولى ان لهذا الدين السياسى وجاهته التى تؤكدها موازين القوى الاقليمية والدولية وتطوراتها على الارض فى الخمسين عاما الماضية
· ولكن هذه نظرة سطحية لا تمت الى الحقيقة بصلة، فالخواتيم اليوم كشفت واثبتت بما لا يدع مجالا للشك، النتائج الكارثية التى ترتبت على جريمة الصلح مع اسرائيل وتوقيع اتفاقيات سلام معها والكف عن قتالها والانسحاب من ساحات المواجهة معها وبالانضواء فى معسكر الاعداء المشهور باسم "الحظيرة الامريكية":
#سقطت مصر فى تبعية عميقة ومركبة؛ عسكرية وامنية واقتصادية وسياسية واقليمية. (راجع الكتالوج الأمريكى لحكم مصر).
#واصبحت سيناء مرتعاً لكل قوى الشر فى العالم، بعد ان تم تجريد ثلثيها بموجب المادة الرابعة من المعاهدة من السلاح والقوات، الا باذن (اسرائيل).
#وتعيش الدولة المصرية منذئذ "سلاما بالإكراه" لا تجرؤ ان تغضب امريكا او تقول لا لاسرائيل، ويبذل حكامها، طول الوقت، اقصى جهودهم لاثبات حسن النوايا للاسرائيليين والامريكان.
#وتحولت (اسرائيل) الى دولة اقليمية عظمى، واعترفت بشرعيتها عشرات الدول التى كانت تقاطعها من قبل. وأخذت تعربد فى المنطقة كما تشاء، تضرب وتقصف وتغتال بلا حساب أو عقاب.
#وتبتلع وتستوطن مزيد من الارض كل يوم، وتتربص بالمقدسات وتنتهكها وتسطو عليها.
#وسقطت كل اوهام السلام، بعد ان أطلق دونالد ترامب رصاصة الرحمة على حل الدولتين واعترف بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيونى، ووهب لاسرائيل حق ضم ثلث الضفة الغربية
#وانخرط العرب يحاربون ويقاتلون بعضهم بعضا فى سلسلة من الحروب الاهلية والاقليمية التى لا تنتهي، بعد ان كفوا وجبنوا عن مقاتلة عدوهم الحقيقى.
#وسادت الطائفية والقبلية والمذهبية بعد ان سقطت قضايا ومعارك التحرر الوطنى والقومى.
#وفى الحساب الختامى وبسبب هذا الدين الرسمى العربى الجديد، يقف ما يزيد عن ٤٠٠ مليون عربى اليوم عاجزين امام ٦ مليون يهودى صهيونى.
__________
ولكن رغم كل ذلك، يظل الامل معقودا على الشعب الفلسطينى الذى لم يتوقف عن المقاومة ليوم واحد منذ قرن من زمان، وكذلك على الشعوب العربية التى ستتحرر من اغلالها عاجلا ام آجلا لتشتبك فى معارك تحرير فلسطين وكل الامة من التبعية والصهيونية والاستعباد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت