غصت بلدة أنصار الجنوبية بالجماهير والوفود السياسية والحزبية والشخصيات الوطنية والدينية والاجتماعية،اللبنانية والفلسطينية،الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية، لوداع القائد الوطني القومي الأممي، الشهيد محسن ابراهيم الامين العام السابق لمنظمة العمل الشيوعي في لبنان، الذي حمل فلسطين في قلبه وفي عقله،ولم يتغير أو يتبدل إمانه الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية، وبقي ثابتاً على عهد الشهداء العظام، الرئيس ياسر عرفات وكمال جنبلاط وجورج حاوي وجورج حبش،حيث شيع جثمانه بمأتم حاشد في النادي الحسيني ببلدة انصار،بحضور سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور ممثلا الرئيس الفلسطيني محمود عباس"ابومازن"،النائب ياسين جابر ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه النائب السابق غازي العريضي وأمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، النائب علي عسيران، النائب اسامة سعد رئيس "التنظيم الشعبي الناصري"، الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، رئيس "الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود، توفيق سلطان،عدنان زيباوي،
وقد شارك أيضاً قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، اللواء سلطان ابو العينين،اللواء صبحي ابو عرب قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني، نائب الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ناظم اليوسف، علي فيصل عضو المكتب السياسي "للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" ومسؤولها في لبنان، جمال خليل عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، غسان ايوب عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني،صلاح اليوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، أبو النايف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تامر عزيز عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، د. رياض ابو العينين مدير مستشفى الهمشري على رأس وفد من الاطباء الفلسطينيين،ووفود من الاحزاب الوطنية والفصائل والمنظمات واللجان والهيئات والاتحادات الشعبية والجماهيرية الفلسطينية واللبنانية في لبنان.
وألقى أمين سر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل الشيوعي زكي طه كلمة قال فيها: "نقف اليوم لنودع رجلا ليس كالرجال، رجل عاش حياته دون أن يبخل بلحظة من لحظات عمره، بذلها في سبيل قضايا وطنه وشعبه وأمته العربية ونصرة لقضايا شعوب العالم الثالث المقهور بالسياسة والاقتصاد والأساطيل وحروب التفكيك والتدمير والتهجير".
أضاف: "نقف خاشعين، نسائل أنفسنا كيف لرجل واحد رقيق البنية أن يقدم كل هذا العطاء، دون أن يحيد قيد أنملة عن خط الاستقلال الذي رسمه لنفسه، ورسمته له التحديات التي يواجهها شعبه في دولته الصغيرة وعالمه الواسع".
وتابع: "محسن ابراهيم لا يختصر بكلمات تأبين، إذ من أعطى للقضايا التي ناضل من أجلها قرابة 70 عاما لا يختصر أو يختزل بأسطر. ولأن المقام ليس مقام الإحاطة بعوالمه وما قدمه، أكتفي بذكر مقتضب لبعض عناوينها، أبدا من لبنان وقد رأى محسن ابراهيم أن هذا النظام الطائفي هو أساس مصائب هذا الشعب، ولذا سعي دوما وابدا من أجل بناء مواقع سياسية وطنية عابرة للطوائف وكانتوناتها المغلقة، المدججة بالخوف من الآخر والاستعداد لمواجهته. ولذا خاض مع الشهيدين الكبيرين المعلم كمال جنبلاط والرفيق جورج حاوي بناء حركة وطنية معارضة للنظام ناضلت مع عمال غندور ومزارعي التبغ في النبطية وفلاحي عكار والجنوب وصيادي صيدا، من أجل العدالة والكرامة للانسان المقهور،
وطموحا نحو المستقبل صاغ البرنامج المرحلي للحركة الوطنية کمشروعا للتغيير من أجل بناء نظام لبناني ديموقراطي يجعل من أبناء الوطن مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات تجمعهم المواطنية ولا تفرقهم المذاهب والنحل وقوانين الأحوال الشخصية. ودفاعا عن الوطن أطلق وحاوي نداء جبهة المقاومة الوطنية الأول داعين إلى السلاح لمواجهة العدو الصهيوني ودحره عن ترابنا الطاهر، بدءا من العاصمة المحتلة بيروت مرورا بالجبل والبقاع والجنوب. وهو الخيار الذي نجح في نهاية المطاف وحرر الشعب اللبناني بمقاومته، أرضه دون قيد أو شرط".
وأردف: "لم يكن محسن ابراهيم مجرد قائد سياسي يصمد في بيروت عندما اجتاحها جيش العدو الصهيوني، يدير مقاومتها والمواجهة معها. لقد كان محسن المفكر السياسي الذي ينطلق من مرتكز هو بنية منظمته، منظمة العمل الشيوعي التي أسس وقاد على امتداد عقود متتالية وعمل داخلها أيضا، ودون كلل أو ملل لتجديد ونقد فكرها وممارستها، توصلا إلى بناء منظمة ذات أفق مفتوح على الديموقراطية والعلمانية، قادرة على قراءة التحولات التي طرأت على بنية النظام اللبناني الذي يتخبط في أزمته، ويدفع الناس إلى الجوع والافقار والبطالة. لقد كان محسن ابراهيم ويظل مدرسة تخرج منها كثيرون، وأجيال متلاحقة من المثقفين والمناضلين التي لعبت دورها الكبير على مسرح هذا الوطن والمنطقة".
وختم: "محسن ابراهيم نحن رفاقك نؤكد أمام حضورك، أن فكرك سيبقى ملهما لنا ولمسارات التغيير والتقدم، وانك يا رفيقنا وقائدنا ومعلمنا باق بيننا نموذجا للمناضل الصلب الذي لا يكسره حتى موت جسده".
بعد ذلك حمل الجثمان على الاكف ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، والعلم اللبناني، وسار المشيعون في موكب حاشد تقدمه حملة الاكاليل، وفرق الكشافة وحملة الاعلام اللبنانية والفلسطينية واعلام منظمة العمل الشيوعي، وصولا الى روضة البلدة حيث ام الصلاة على الجثمان امام بلدة الدوير السيد كاظم ابراهيم، ليوارى الفقيد في الثرى في جبانة البلدة. ثم تقبلت قيادة منظمة وعائلة الفقيد التعازي من الحضور.