أفاد خبراء طبيون إسرائيليون بأن الجهد العالمي متواصل لإنتاج لقاح لمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وبسرعة عالية، وهو ما يمكن أن ينقذ حياة الكثير من البشر.
ومنذ بدء مرض فيروس كورونا الجديد، كافحت مجموعات متعددة من الباحثين في أنحاء العالم للعثور على العلاج في وقت قياسي لذا فإن الهدف العالمي الحالي هو إنتاج لقاح فعال في غضون عام أو نصف العام.
وقالت دينا بن يهودا، عميدة كلية الطب في الجامعة العبرية، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بأنه لا يمكن لأي دولة تحقيق النجاح بمفردها في تطوير علاج لهذا المرض.
وأضافت بأننا "بحاجة إلى تعاون دولي لإنقاذ العالم، وآمل ألا ينسى أحد ذلك"، مشيدة بشفافية جمهورية الصين الشعبية في تبادل نتائج أبحاثها بشأن مرض كورونا.
وأوضحت بن يهودا بأن "الأطباء والعلماء الصينيون شعروا حقيقة بمسؤولية نشر كل شيء، حتى النتائج السلبية والتي ساعدت العديد من الناس في جميع أنحاء العالم وأنقذت أرواحهم".
وشاركت جمهورية الصين الشعبية المعلومات الأولية حول الحمض النووي (DNA) لمرض فيروس كورونا مع جميع البلدان، حتى يتمكن كل منها في السعي للعثور على العلاج، وينبغي أن يستمر هذا النوع من التعاون لصالح البشرية جمعاء.
وقال أورين زيمهوني، مدير وحدة الأمراض المعدية بمركز كابلان الطبي، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "التعاون الدولي لإيجاد لقاح فعال أصبح أقوى من أي وقت مضى".
وأضاف زيمهوني بأن "هناك ما يقرب من 8 اتجاهات رئيسية اتخذت للعثور على لقاح لمرض كورونا"، مبينا بأن "تنوع الاحتمالات يزيد من فرص سلوك الطريق الصحيح للعلاج المطلوب".
ويعتقد زيمهوني بأن "التأثيرات السريرية الأولى لأبحاث اللقاحات المكثفة ستكون متاحة في غضون ستة أشهر"، موضحا بأن "العامل الأساسي للتغلب على هذا المرض هو تطوير اللقاح".
ومن جانبها، صرحت ريجيف يوشاي، رئيسة علم الأوبئة للأمراض المعدية في مركز شيبا الطبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "لقاحا واحدا فقط يمكنه وقف تفشي مرض فيروس كورونا".
ويبدو أنه لا يوجد علاج مناسب لمرضى (كوفيد-19)، والعلاج الوحيد والفعال هو اللقاح، ومع ذلك، هناك حاجة للتغلب على بعض التحديات من أجل إنتاج اللقاح، مثل العثور على المضادات المناسبة، وهي مواد تجعل الجهاز المناعي ينتج أجسام مضادة ضده.
ويمثل التحدي الأكبر وفقا ليوشاي، في إيجاد لقاح آمن تماما للجميع وطريقة موثوقة لإيصاله إلى جميع أشكال الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مختلفة.
وشددت يوشاي بأنه "يجب أن نكون حذرين للغاية بشأن اللقاحات"، مبينة بأنها "أكثر تعقيداً من التجارب السريرية مع الأدوية".
وقالت بأن "حوالي 85 % من مرضى فيروس كورونا ليس لديهم أعراض أو حتى لا يعانون من أعراض خفيفة"، مبينة أنه "لذلك نحن بحاجة إلى التأكد من أننا لا نحقنهم باللقاحات أو الأدوية أو المواد الكيميائية التي من الممكن أن تضر كثيراً أكثر مما تنفع".
وبمجرد ضمان جوانب السلامة المختلفة، فإنه ستكون هناك حاجة لاختبار اللقاحات على نطاق واسع، وذلك من أجل التأكد من عدم وجود آثار جانبية لها.
ويمكن أن يساعد التعاون الدولي للمعلومات الباحثين على مقارنة فعالية اللقاحات المختلفة، والإسراع في تقدم التطوير في إنتاج لقاح فعال.
ووفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن هناك حاليا أكثر من 130 لقاحاً مرشحا لعلاج مرض فيروس كورونا قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، موضحة بأن "حوالي 10 منها قيد التقييم السريري بالفعل".
وسيكون التحدي الأخير، بحسب الخبراء هو إنتاج اللقاحات بكميات كبيرة لتتمكن البشرية جمعاء من استخدامه، وينبغي أن يتم هذا التحدي اللوجستي من خلال التعاون العالمي المشترك.
وكلما كان التعاون الدولي أكثر فعالية، فسيتم إنقاذ المزيد من الأرواح، فلقد أتاحت الأزمة العالمية الحالية فرصة لمزيد من التضامن والتكافل متعدد الجنسيات حول العالم.
وتعقيبا على ذلك، قال أورين زيمهوني بأننا "بحاجة إلى تطعيم مليارات الناس في جميع أنحاء العالم، ومن الأفضل القيام بذلك قبل الشتاء المقبل، وذلك لمنع التأثير الخطير للعدوى المزدوجة للإنفلونزا ومرض كورونا".
في حين، تعتقد بن يهودا بأن "التقنيات الجديدة للطب الحاسوبي والمشاركة الدولية للبيانات الضخمة ستساعد في تسريع خلق دواء مخصص لعدوى مرض فيروس كورونا"، موضحة بأن "هناك حاجة لهذا الأمر، لأن الفيروس يؤثر على الناس بشكل مختلف".