كي لا يكون اعلامنا اخرسا... الاسود ليس زنجيا....انه انسان...

بقلم: رضوان عبد الله

رضوان عبد الله
  • بقلم  د. رضوان عبد الله
  • رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب

   ليست هي الحادثة الاولى التي يتم دعس او دهس او مرمغة راس احد المواطنين الامريكيين من قبل شرطي امبريالي متعجرف،اذ يدوس على رقبة احد مواطني الدولة الاصيلين وليسوا الجلب على امريكا،واحد من الفقراء او الذين لون بشرتهم سوداء ويقول وهو عفى وشك الاختناق وبصوته المتمزق حشرجة انه لا يستطيع ان يتنفس وعنده مشاكل صحية،طالبا من الشرطي المتحلق حوله عدة زملاء ايضا ، ويتفرجون على ذلك الشرطي المجرم ،ان يرفع رجله عن رقبته، واستمر خانقا له بحذائه الحقير وكانه لم يسمع استغاثة المواطن ليس لشيء الا لان لون بشرته مغايرة للفكر الاستعماري المتغطرس والمتشبع بالحقد والقسوة والانتقام ،كما كان بلال الحبشي وعمار بن ياسر بفكرهما يناضلان ضد الجهل الاعمى والجاهلية الظلماء.
   يذكرنا ذلك العمل الشنيع ،والذي شاهدته مليارات من امواج وافواج البشر ،بما تفعله الصهيونية الحقيرة بحق اهلنا في فلسطين، ولنفس الاسباب الاستعمارية وبنفس الاساليب الظالمة المتعجرفة.وان دل ذلك على شيء فانما يدل على منبع الحقد الواحد المتطرف ضد الانسانية جمعاء،ليس هناك مكان او لصوت لجمعيات حقوق الانسان حينما يكون الظلم واقعا على انسان مظلوم،فكم من قرار اصدرته ما تسمى المنظمات الدولية تجاه الانسان الفلسطيني ولم تنفذ تلك القرارات ، وكم من «فيتو» عملت به ظلما وعدوانا تلك الادارة الامريكية حينما يكون الامر متعلقا باخذ قرار بحق مجرمي تل ابيب ومن معهم من فراغنة القرنين العشرين والواحد والعشرين؟؟!
   نحن كاعلاميين عرب لا نريد ان نستنكر ولا نشجب ما رأيناه من ظلم كبير بحق شاب امريكي او بحق امة امريكية كبيرة تهتم بحقوق الانسان كما يزعمون، لان الشجب والاستنكار هو موقف الضعيف الذي لا حول له ولا قوة،نحن نطلب من الشعب الامريكي الاصيل،الاسود والهندي الاحمر ان يدين العمل عمليا بأن يغير وينتفض اسوة باخيه الانسان الفلسطيني، الذي رفض الذل والظلم معا، ونقول للامريكيبن اصحاب الارض الاصيلين ان هبوا وانتفضوا وارفضوا الانصياع الى اوامر الاستعمار الجديد والقديم،والامثلة الانسانية الكبيرة العريقة الرافضة للظلم كثيرة ليس اولها عمال الاول من ايار ولا اوسطها ابراهام لينكولين ، ولا القس جيسي جاكسون،ولن تكون النهاية لهذا المواطن الذي اشعلوا كل حقد ادارتهم وافرغوها على رقبة انسان لان لون بشرته دلت على ظلمهم له وحقدهم عليه.
ان الاوان للشعب الامريكي ان يستعيد حقوقه الوطنية من المارقين حكامه المزيفين، وان يقول كلمته بحق كل عنصريي العالم ، احفاد فرعون ونيرون و بيغن وشامير وهتلر ، وابناء ترامب وزبانيته واخوة نتانياهو وايهود باراك وزمرتهم من مفسدي الصهيونية العالمية ومن منتسبي الايباك و البنتاغون و البيت الاسود السيء السمعة والصيت....
   نحن بدورنا كاعلاميين عرب جاهزين ان نمد الشعب الامريكي الشقيق بكل ما نملك من قوة وتقنيات اعلامية من اجل ايصال صوت مناضليهم الى كل مواقع الشرف والنضال،وليتذكروا انه ما ضاع حق وراءه مطالب ، وان وطنية البشر في امريكا يجب الا تذهب عن بالهم بان الدولة الدكتاتورية الفرعونية الحديثة قد قامت على ظهور الفقراء وسوف يرجع للفقراء حقوقهم من سالبيها، وان امبراطورية كانت لا تغيب عنها الشمس قد زالت بسبب ممارسات مارستها استبدادا بحق الشعب الفلسطيني الاعزل الا من ايمانه بحتمية النصر المؤزر والقريب باذن الله، حيث اخذت من اصحاب الحق حقهم و اعطت من لا يحق ولا يستحق له وعدا وسرقت ثروات وانهت دولا ونهبت اوطانا، وليعلم الاستعمار بكل اشكاله بان معالم التعسف والظلم قد انهى وجود وخسف حدود شيوعية ابتدعها يهود العصر الحديث، وما عند الله ليس ببعيد...بل ان النصر آت وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون...ولن تنفع ادارة ترامب كل اموال العالم حين يقول الاله المعبود للشيء كن فيكون.....ان الله على كل شيء قدير....

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت