-
نائل أبو مروان
ينشغلون ويتهامسون ويتحدثون بمسألة المصالحة بين حماس وفتح ، لا ينكر أحد أهمية الوحدة والائتلاف لكي يتمكن من تحقيق نتائج إيجابية، السؤال الذي يختلف عليه الناس كثيرًا هو: هل هذا ممكن؟ وهل إذا تم يمكن أن يكون دائمًا؟! أم أنه سينهار بعد فترة محدودة؟
علينا قبل الاجابه النظر الى توجه كل طرف من حماس وفتح والتوجه الخاص في التعاطي مع الكيان ، لو نظرنا اليهما سنجد ، إنهما مشروعان متباينان ، ليس الخلاف على إرادة الهيمنة والتفرد من قبل فتح ، وليس سببه هو تشبث حماس وفتح بكرسي السلطة مهما كان الثمن ، يشير معجم “ميريام ويبستر” المتخصص بالمصطلحات السياسية الى أن كلمة (مستنقع) في المصطلح السياسي تشير الى وضع لا يمكنك أن تتعامل معه أو تخرج منه فتكون عالقاً فيه ، لو نظرنا الى توجه كل طرف من أطراف الخلاف حماس وفتح بالنسبه لعلاقتهم في التعامل مع اسرائيل ، سنجد تصوران رئيسيان للمشكلة الفلسطينية وطبيعة الخيارات التي يتم إنتهاجها في التعاطي مع إسرائيل ، طرف النهج الخاص به قائم على عدم اللإعتراف في الكيان (حماس والجهاد وقوى المعارضه للإتفاق اوسلو) ، وطرف وقع اتفاق مع اسرائيل واعترف بها،( فتح وبعض قوى اليسار)، المشكله تتمحور حول التعاطي مع دولة الكيان الاسرائيلي ، طرف يريد القضاء على اسرائيل ولا يعترف في اسرائيل واتفاق اوسلو، وطرف وقع اتفاق مع الكيان في اوسلو ، هنا تكمن تحديد المعرفه الحقيقيه هل سيكون صلح أم لا من خلال النظره الشموليه، بالنسبه للكيان الاسرائيلي :
اسرائيل لن تقبل بهذا الاتفاق كما يصرح في رد فعل اسرائيلي كلما توصل حركتي فتح وحماس لإتفاق مصالحة ، دائم يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السلطة الفلسطينية الاختيار بين السلام مع اسرائيل أو السلام مع حماس ، وأنه لا يمكن الحصول على السلام مع الطرفين لأن حماس تسعى للقضاء على اسرائيل وتقول ذلك علناً ، ويتابع المصالحة بين فتح وحماس يثبت أن "الفلسطينيين لا يريدون السلام ، على الرغم من أن الموقف الفلسطيني كان شديداً إتجاه رد فعل الجانب الإسرائيلي في جميع المواقف التي كانت تتحدث عن اتفاق بين فتح وحماس ، موقف التصريح للسلطه وفتح أن المصالحة بين الحركتين شأن فلسطيني داخلي ، لكن مع هذا الرد نجد أن معارضة إسرائيل للمصالحة الفلسطينية لها ألف حساب في آفاق هذه المصالحه .
بالنسبه للجانب الدولي: تعتبر نظرة المجتمع الدولي ولا سيما البلدان الغربية إلى المصالحة بين حركتي فتح وحماس عامل مؤثر آخر في آفاق المصالحة ، ففي عام 2006، بعد تشكيل حركتي فتح وحماس حكومة إئتلافية علقت الولايات المتحدة والدول الغربيه مساعداتها المالية للسلطة، حيث يعتبروا حركة حماس منظمة "إرهابية"، وعلى حماس الإعتراف في اسرائيل وجميع بنود اتفاق اوسلو قبل الغاء تهمة الارهاب عنها ، أي مصالحه حقيقيه من الصعب ضمان عدم حدوثه مرة أخرى اذا تم الصلح ، وهناك الخلافات العربيه وثوراتها وما يحدث وما إستجد من أحداث إنعكس على الحركتين ، مما ذكرناه من ظروف داخليه تخص الفصيلان من حيث الفكر والتوجه ومن التدخلات الخارجية والصهيونية نجد كلُّ هذه الإختلافات تجعل الوحدة بين الطرفين صعبة ، إلا في حال اذا تنازل وانضم طرف للأخر إتجاه التعاطي مع اتفاق اوسلو إما بالرفض وتمزيق هذا اتفاق (اوسلو) أو القبول به .
نذكر أبرز هذه الاتفاقيات التي لم يكتب لها النجاح: إعلان القاهرة 2005 ، وثيقة الأسرى 2006 ، اتفاق مكة 2007 ، الورقه المصرية 2009 ، محادثات عام 2010 ، اتفاق القاهرة 2011 ، اتفاق الدوحة 2012 ، محادثات 2013 ، اتفاق الشاطئ 2014 ، محادثات 2016 في الدوحه ، اتفاق القاهرة 2017 ،
نائل ابو مروان
كاتب وناشط فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت