نظمت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان اجتماعاً لنقاش واقع الخدمات الطبية لمرضى السرطان في قطاع غزة، للوقوف عند واقع الخدمات المقدمة لهم، والعقبات التي تواجههم وتقف حائلاً في طريق حصولهم على الخدمات الطبية اللازمة، والتأكيد على حقهم في الصحة وضرورة العمل الجاد لتمكينهم من هذا الحق، بمشاركة عدد من ممثلي الجهات الرسمية والمؤسسات الصحية الأهلية والشركات الصحية الخاصة.

أكد المفوض العام للهيئة عصام يونس أهمية هذا اللقاء الذي يهدف إلى إبقاء ملف مرضى السرطان على سلم أولويات الجهات الرسمية والأهلية والخاصة، باعتبارهم من أكثر الفئات معاناة خاصة في ظل ما يمر به قطاع غزة من أزمات في مقدمتها عدم قدرتهم على تلقي العلاجات اللازمة وفق البروتوكولات العلاجية العالمية التي يتطلبها ظرفهم المرضي ما يعرضهم لمخاطر كبيرة، مؤكداً حقهم في الحصول على المعلومات والشفافية فيما يصدر عن الجهات الرسمية خاصة ما يتعلق بشراء لخدمات الطبية والعلاج في الخارج وكافة الإجراءات المطلوب في ظل غياب التنسيق الأمني لخروجهم من القطاع لتلقي العلاج.

وقد أجمع المشاركون في الاجتماع على سوء الأوضاع الصحية في قطاع غزة جراء إشكاليات الوضع السياسي والمالي والإداري والأثر السلبي المترتب على المرضى بشكل عام، لافتين إلى ان وزارة الصحة وجميع الجهات ممثلة بقطاع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة عليهم جميعاً تحمل المسؤولية للخروج من هذه الإشكاليات، داعين إلى ضرورة توحيد الخدمة المقدمة لمرضى السرطان في قطاع غزة وجمعها من المستشفيات والتخصصات بما يحقق مركزية تقديم الخدمة عبر كفاءات من الأطباء المختصين.

وأوضحوا أن معاناة مرضى السرطان قديمة لكنها تفاقمت وأصبح من الصعب تنقل المرضى لتلقي العلاج بسبب أزمة جائحة كورونا (كوفيد 19) وإجراءات الحجر الصحي، ووقف التنسيق مع الاحتلال، مؤكدين أهمية دراسة تبعات أية قرارات حكومية على المرضى صوناً لحقهم في الصحة وتوفير حلول آمنة تضمن تلقيهم الخدمات الطبية.

وأوصى المجتمعون بوضع استراتيجية واضحة لتوطين العلاج في القطاع، وإلى حين وضعها والبدء بتنفيذها لابد من إيجاد حلول لكل الأزمات الحالية للتخفيف من معاناة المرضى، داعين إلى وجود رقابة من قبل وزارة الصحة على الخدمات التي تقدمها المؤسسات الطبية الخاصة لضمان أفضل خدمة للمرضى، والضرورة الملحة لابتعاث استشاريين من القطاع للتخصص في مجال مرض السرطان، والعمل على تقديم علاجاً متكاملاً للمرضى كما توصي به بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، والتي تحدد نظاماً علاجياً متكاملاً لمريض السرطان، يضمن تعزيز مناعتهم من خلال التغذية والرعاية التلطيفية، وأسلوب العلاجات وجودة نوعيتها.

وخلص الاجتماع إلى أنه سيتم إعداد تقرير يتضمن حقائق حول مرضى السرطان ومتطلبات تمكينهم من الخدمات الطبية حفاظاً على حياتهم وسلامتهم، وتأكيداً على حقهم في تلقي العلاج المناسب سيتم رفعه إلى وزارة الصحة ونشره للجمهور.