تيسير خالد : الورقة الفلسطينية للرباعية الدولية لم تقع في فخ الدخول في " اشتباك تفاوضي مع صفقة القرن "

تيسير خالد

كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، تيسير خالد تفاصيل ورقة قدمها الجانب الفلسطيني إلى اللجنة الرباعية الدولية خلال الأيام القليلة الماضية .

وقال خالد في حديث مع وسائل الاعلام إن الورقة التي قُدمت ليست " اقتراحاً مضاداً " لـ (صفقة القرن)، كما ذكرت عدة وسائل إعلام بقدر ما كانت ورقة موقف مستقلة .

وأضاف : لا أدري إن كان ممكنا الحديث عن اقتراح مضاد لـ (صفقة القرن) الأمريكية أو خطة التسوية الأمريكية التي أعلنها دونالد ترامب في الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي ، ولكن المقصود توضيح الموقف الفلسطيني أمام ضغط عدد من الدول الإقليمية والأوروبية والدولية ، وهي دول كانت تضغط باتجاه دفع الفلسطينيين إلى اشتباك تفاوضي مع رؤية الرئيس الأمريكي وهو أمر غير ممكن . إذ لا يمكن ومن الخطأ الفادح الدخول في اشتباك تفاوضي مع رؤية الرئيس الأمريكي لأن التباين جوهري وواسع بين الموقفين ، الأمريكي والفلسطيني ومن غير الممكن جسر الهوة بين الموقفين الأميركي والفلسطيني . وعليه ليس من المناسب الحديث عن اقتراح فلسطيني مضاد لرؤية الرئيس الاميركي المعروفة بصفقة القرن مشيراً إلى أن الأسلم ، الحديث عن " ورقة موقف " حدد فيها الجانب الفلسطيني موقفه ورأيه من التسوية السياسية المنشودة .

وأضاف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية : أنا شخصياً لم اطلع على ما أرسله الجانب الفلسطيني للرباعية الدولية ، وكنت أفضل لو طرح هذا الموضوع على اللجنة التنفيذية في اجتماع رسمي نظامي بوجود الرئيس أبو مازن بصفته رئيسا للجنة. ولكن واستناداً للمعلومات المتوفرة لديْ ، فإن الجانب الفلسطيني أرسل " ورقة موقف " إلى الرباعية الدولية وليس من باب التفكير باشتباك تفاوضي مع (صفقة القرن) ولكن من باب توضيح الموقف الفلسطيني من جهود الرباعية الدولية ، التي لنا تجربة مرة معها وملاحظات كثيرة على تشكيلها وأساليب عملها

وقال خالد : إن العناصر الرئيسية في الورقة التي ارسلها الجانب الفلسطيني الى الرباعية الدولية خلال مداولات التحضير لعقد اجتماع لها في جنيف نهاية أيار الماضي تشمل:

أولاً : الجانب الفلسطيني يبدي استعدادا لتسوية سياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والقضية الفلسطينية ، تفضي لتسوية على أساس ما يسمى حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس وفي إطار دولي بعيداً عن الرعاية الأمريكية الحصرية لهذه التسوية . الورقة هنا أشارت دون ضرورة لذلك بأن الجانب الفلسطيني يقبل بدولة منزوعة السلاح .

ثانياً : الجانب الفلسطيني يبدي استعداده على هذه القاعدة لتبادل أراضٍ بمساحات محدودة على أساس متساوٍ في القيمة والمثل ، لافتاً إلى أن الجبهة الديمقراطية عارضت هذه الفكرة منذ البداية لأن تبادل الأراضي في الأساس لم تكن فكرة سليمة وتفتح على مجهول نحن في غنى عنه ، كما تدل على ذلك المؤشرات الأخيرة في موقف كل من الادارة الاميركية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي

ثالثاً : الجانب الفلسطيني يدعو لحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار 194 ومبادرة السلام العربية بما يتعلق باللاجئين .

ورابعاً : بخصوص الحدود والأمن فإن الجانب الفلسطيني أوضح بأنه لا يقبل سيطرة إسرائيلية أمنية على الحدود ، أو في الأغوار الفلسطينية ، ولكنه أبدى استعداده للقبول بطرف ثالث يتولى هذه المهمة ، قوات من الامم المتحدة او حلف شمال الأطلسي أو شيء من هذا القبيل .

وأكد أن هذه هي العناصر الأربعة الرئيسية للورقة ، وإذا كان البعض يرى في ذلك اقتراحا مضادا ، فإنني أعتقد أنه لا توجد مشكلة كبيرة في ذلك ، فالمهم ان الجانب الفلسطيني لم يقع في فخ الاستدراج للدخول في اشتباك تفاوضي مع الجانب الاميركي كما كانت الادارة الاميركية ودول أخرى تطمح لذلك . فالهوة واسعة للغاية بين الموقفين الاميركي والفلسطيني ولا يوجد مجال على الاطلاق لجسر الهوة بينهما .

وأضاف تيسير خالد أن الجانب الأمريكي رفض هذه الورقة الفلسطينية جملة وتفصيلاً واشترط أنه إذا كان هناك اجتماع للرباعية الدولية ، بأن تكون خطة السلام الأمريكية على جدول أعمال هذا الاجتماع وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني ورفضته كذلك أطراف الرباعية الأخرى ، الأمم المتحدة ، الاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي .

وكان الدكتور محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني قد أشار في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام أجنبية بمكتبه في مدينة رام الله، إلى أن الفلسطينيين قدموا " اقتراحا مضادا " لخطة (صفقة القرن )

وأضاف: "لقد قدمنا اقتراحا مضادا للجنة الرباعية قبل بضعة أيام "، مشيراً إلى أن الاقتراح المكون من أربع صفحات ونصف صفحة ينص على إنشاء "دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة ومنزوعة السلاح ، ويشمل المقترح أيضا إجراء "تعديلات طفيفة على الحدود عند الضرورة "، وأن التبادل سيكون " متساوياً " من حيث "حجم وقيمة " المناطق.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله