نقلت السلطات التركية "يوسف مالك أبو شخيدم"، وهو رضيع فلسطيني من أم تركية، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية إلى تركيا، لتلقي العلاج من متاعب صحية يعاني منها منذ أن وضعته أمه نيلاي فخجي (تركية- 21 عاما)، حسب عم الطفل، الأربعاء.
وغادرت نيلاي وطفلها إلى تركيا، الثلاثاء، على متن طائرة تركية خاصة أجلت نحو 120 تركيًا من فلسطين وإسرائيل.
وقال محمد أبو شخيدم، عم الطفل، لوكالة "الأناضول"، إن القنصلية التركية لم تأل جهدا في متابعة ولادة يوسف، بإحدى مستشفيات الخليل في 9 مايو/ أيار المنصرم، بعد تعذر وصول عائلة الأم من تركيا، بسبب توقف الرحلات الجوية، ضمن تدابير الحد من تفشي فيروس كورونا.
وأضاف: "والد نيلاي كان ينوي الحضور إلى فلسطين، ليكون مع ابنته عندما تضع مولودها البكر، لكن القنصلية التركية طمأنته، وتعهدت بمتابعة حالتها".
وبعد أن وضعت نيلاي مولودها بساعات بدأ يعاني تشنجات وضيق في التنفس، وتبين وجود نزيف بالدماغ، فتواصلت القنصلية مع المستشفى بشكل يومي للحصول على التقارير الطبية وعرضها على الأطباء في تركيا.
وتابع عم الطفل: "القنصلية تابعت وضع نيلاي ومولودها أولا بأول، ولاحظنا مدى حرصهم واستنفار طاقم القنصلية لدى معرفتهم بتدهور وضعه الصحي".
وتبين أن يوسف يعاني من تجمع مياه في الجمجمة، وأنه بحاجة لعملية جراحية لإزالتها.
وقال عمه: "سارعت القنصلية التركية للتحضير لإجراءات السفر خلال يوم واحد فقط، ودون طلب منا، ومنحت الطفل جواز سفر تركي، ليتلقى العلاج اللازم بتركيا، على أن يتم منحه الجنسية بعد وصوله هناك والانتهاء من المعاملات الخاصة".
وزاد بقوله: "حضر السيد خليل بيه، مساعد السفير التركي، وزار زوجة أخي ورافقها في كل الإجراءات، وكان يرد علينا عندما نشكره بالقول: هذا واجبنا، فلماذا الشكر".
وأبدت عائلة "أبو شخيدم"، على لسان عم الطفل، إعجابها وفخرها الكبيرين بما قدمته تركيا لابنهم يوسف.
وقال العم: "ثقتنا دائما كبيرة بتركيا، لكننا لم نكن نتوقع أن يصل تقديرهم واهتمامهم بمواطنيها لهذا الحد الذي يفوق الوصف".
وأردف: "تم التحضير للسفر خلال يوم واحد، وفي اليوم التالي سافرت نيلاي وطفلها، وعرضت القنصلية على والد الطفل (فلسطيني) السفر معهما".
وكان في وداعهم، بمطار بن غوريون في تل أبيب، الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة التركية في إسرائيل، تولغا بوداك، ومسؤولون آخرون من السفارة.
وتابع العم: "اتصلت بنا نيلاي وهي بالمطار، وأخبرتنا بأن أحد رجال الأمن يحمل طفلها وآخر يحمل حقائبها"، معربا عن سعادة العائلة واطمئنانها على الأم ومولودها.
ووجهت عائلة أبو شخيدم "الشكر لطاقم القنصلية التركية بالقدس، ولدولة تركيا قيادة وشعبا".
وختم عم الطفل حديثه بعبارة رسخت بذهنه، قائلا: عندما أعربت عن شكري لـ"خليل بيه"، أجاب بأن هناك مقولة شهيرة للرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان، وهي: "اِبْنِ الشعب، تبني الدولة، فإذا عاش الشعب عاشت الدولة".