- الحساينة: الراحل "رمضان شلح" تخطى بوعية الثاقب الخلافات بين الإسلاميين والوطنيين
- الحساينة: فكر الراحل "رمضان شلح" عزز مكانة فلسطين في الخطاب الإسلامي والوطني والقومي
أكد عضو الكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور يوسف الحساينة، أن "القائد الوطني الكبير الراحل رمضان عبد الله شلح، كان جسراً بين العروبة والإسلام وكافة مكونات الأمة بمذاهبها وطوائفها وقومياتها واستطاع بوعيه وإبداعه أن يزاوج بين الحركية الإسلامية والحركية الوطنية في ظل حالة التشويش والخلط في المفاهيم التي كان البعض يسوقها".
وقال الحساينة خلال مقابلة عبر إذاعة البشائر والتي تبث من لبنان، إن "الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي د. شلح، أثبت للجميع أن الإسلامي الواعي والصادق عندما يتحرك في ساحة العمل الإسلامي لا يمكن أن يغفل عن انتمائه الوطني لقضية وهو يتحرك بنفس المسار والتوازن في ساحة العمل الوطني ولا ينسلخ عن دينه وحضارته الإسلامية التي عاش في كنفها الجميع".
وأضاف، أن شلح "كان ضمانة للمشروع والحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية وقد تخطى بوعية الثاقب الخلافات التنظيمية بين الإسلاميين والوطنيين، بل ورسخ القضية الفلسطينية في الخطاب الإسلامي والوطني والقومي من خلال منهج متماسك ورؤية واضحة لمشروع المقاومة ".
ورأى الحساينة أن "الأمة فقدت اليوم قائداً استثنائياً فذاً غيوراً؛ لكن وبرغم حجم الخسارة الكبيرة والمؤلمة إلا أن الراحل ترك خلفه إرثا نضالياً ومنهجاً راسخاً في وعي الأمة والأجيال القادمة".
وأوضح أن " الدكتور رمضان شلح أسس مقاومة قوية وحاضرة وواعية وصلبة على الأرض وهذا الإنجاز يؤكد أن طريق المقاومة هو عنوان للكرامة والعزة، فيما طريق المفاوضات لا يمكن أن يحقق انجازات وطنية لشعبنا ولامتنا".
وتابع: "رسخ شلح فكر حركة الجهاد الإسلامي من خلال الكفاح المسلح وعزز مكانة القضية الفلسطينية في الخطاب الإسلامي والقومي والوطني فلا تجد في لغته الصدام مع المعارضين ولا التخوين مع المخالفين؛ وبهذا البعد القيمي الذي كان في طرح الراحل، وبفضل هذه الرؤية وهذا المنهج أمست حركة الجهاد مكوناً رئيسياً في المشهد السياسي الفلسطيني والإقليمي" .
وقال الحساينة أن "القائد الكبير رمضان شلح كان على علاقات جيدة مع كل مكونات العمل الوطني ، ورغم معارضه ورفضه لاتفاق أوسلو الذي تتبناه السلطة الفلسطينية بما في ذلك التوجهات السياسية لحركة فتح، ولكن برغم هذا الموقف إلا ان الراحل حافظ على إضفاء بعد أخلاقي في التعاطي مع معارضه".
وفي معرض حديثه وصف عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أن "طريق المفاوضات مع العدو الصهيوني بأنه طريق "عقيم" و"عاقر"، مشيراً إلى أن التجارب والواقع يثبت ذلك، بينما التمسك بمنهج المقاومة"يحقق الإنجازات".
ولفت إلى أن "رمضان شلح كان رجلا وحدويا ويؤمن أن وحدة الأمة والشعب الفلسطيني هي المدخل لإنجاز التحرير و المدخل العملى لمواجهة أطماع العدو وخبثه وتهديداته والمخاطر التي يشكلها على القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية".
وأشار إلى أنه وبتحريض من الكيان الصهيوني ولقناعتهم بخطورة الدكتور رمضان ونهجه وصلابة حركته قامت قامت الإدارة الأمريكية بإدراج اسمه على قوائم الإرهاب المزعومة، بل ورصدت مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يُبلغ عنه وهذا يؤكد مدى عداء الإدارة الأمريكية والصهيونية للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة الإسلامية منها والعربية".
وأضاف الحسانية أن "الراحل كان يؤمن بوحدة الأمة سنة وشيعة ورفض الفرقة والانقسام والتعصب القومي والمذهبي والطائفي بل واعتبر في توجيهاته الفكرية أن التعصب الأعمى لأي مسالة، إنما هو خديعة من قبل أعداء الأمة وقع فيها بعض أبناء الأمة، حيث كان شلح يفهم طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وخطورته".
وبين أن "الأمة عامة والقضية الفلسطينية خاصة فقدت إلى جانب شهيد الجهاد رمضان شلح أعمدة وركائز أساسية في مشروع المقاومة في جميع ساحات المنطقة، مسمياً الحاج عماد مغنية القائد العسكري ل حزب الله، وقائد قوة القدس الشهيد قاسم سليماني، والحاج أبو مهدي المهندس.
وعن أثر غياب القادة والرموز الوطنية على القضية الفلسطينية أكد الحساينة أن "العدو الصهيوني عندما اغتال الشهيد د. فتحي الشقاقى مؤسس حركة الجهاد الإسلامي اعتقد انه سوف يجهض حركة الجهاد ولكن فشل العدو في ذلك وسرعان ما اختارت الحركة الراحل د. رمضان أميناً عاماً جديداً لها وكان التحدي وكانت الإرادة والبصيرة المتقدة، إذ واصل الراحل طريق رفيق دربه الشقاقي وعلى ذات النهج والرؤية،و كان يتابع شئون الحركة وأوضاع المقاومة والمجاهدين عن كثب ويعزز قيم الجهاد والمقاومة لديهم ويمدهم بالوعي والصلابة ".
وأكد عضو المكتب السياسي في الجهاد الإسلامي أن "الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع مفتوح يسعى فيه العدو عبر تنفيذ عمليات اغتيال قادة من الصف الأول في حركات المقاومة إلى إرهاقها وإجهاضها بل ووصل الأمر لجعل سياسية الاغتيال هدف استراتجي للكيان، لكن صلابة المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة من خلال وعيها بطبيعة الصراع وتجذرها في الأرض كان معاكس لهذا الوهم الصهيوني، حيث تفاجئ العدو أن المقاومة حاضرة والشعوب تلتف من حولها".
وشدد الحساينة في ختام حديثه، على أن "استهداف قادة الحركة لم يفت في عضد حركة الجهاد الإسلامي بل زاد من شعبيتها وقوتها ومقاومتها، وأصبحت بكل واقعية مكوناً مهماً ورئيسياً في جبهة المقاومة في فلسطين والمنطقة برمتها".