- الكاتب : وفيق زنداح
لم نكن بحاجة الى يوم اسود ... ونكبة جديدة ... ليضاف على تاريخنا الفلسطيني ويلات ومصائب جديدة ... واثمان باهظة تدفع من حياتنا وأمالنا وحقوقنا ... يوم اسود ولا زلنا لا نتعلم من الدروس المستفادة ... ومن اخطاء وخطايا ارتكبت دون ادراك ووعي لماهية الواقع الذي وصلنا اليه وعلى كافة الصعد والمستويات .
يوم اسود بتفاعلاته السلبية ونتائجه الكارثية والتي غطت الجميع دون استثناء ... والذي اوصلنا الى ما نحن عليه من ضياع وتشتت وحرمان وفقدان للامال ... واطماع لا تنتهي ... ولا زلنا نكابر ولا نريد رؤية الحقيقة والحقائق التي تلتف من حولنا وتضغط على مفاصل حياتنا ... وتشتت جهودنا وطاقاتنا ... وتحدث الضياع لما تبقى من قضيتنا واحلامنا .
يوم اسود بعد هذه السنوات ولا زلنا نتجادل ... ولا زلنا نجهل الصواب وتصويب مسيرتنا حول الخروج من هذا الواقع المرير الذي ألم بنا وبأجيالنا التي لن تسامحنا على ما فعلنا وما ارتكبنا ... وما قصرنا به ... وما زلنا نكابر حوله .
يوم اسود سيبقى مسجلا بالتاريخ الذي لن يرحم من كان مساهما به ... ومن عمل عليه ... ومن وفر ارضية تنفيذه .... لانه ليس يوما عاديا وعابرا بل انها محطة تاريخية اوقفت احولنا واحدثت الجمود بنا .... وبثت الاحقاد والكراهية بيننا وجعلتنا بأجندات مختلفة ... وبوسائل متعددة ... وبأهداف متناقضة حتى اصبحنا لقمة سائغة ولعبة يتلاعب بنا من يريد التلاعب وتحقيق مصالحه .
يوم اسود يجب ان نخجل منه ... وان نطأطئ الرأس له وان نعتبره يوما مخزيا وعارا على تاريخينا وشعبنا وقضيتنا . هذا اليوم الذي لا زال قائما ومتفاعلا بكوارثه وسلبياته ومصائبه التي وصلت الى اجيال عديدة وعملت على تغذية ظواهر سلبية لم نكن نعرفها واصبحت اليوم متفشية بين شبابنا واجيالنا .
نحن بحاجة ليس لشطب هذا اليوم الاسود من تاريخنا وتقديم الاعتذار لشعبنا والعمل الجاد من اجل تصويب مسارنا ومعالجة اخطاءنا وترتيب اولوياتنا وتعظيم اهدافنا بما يتناسب ويتلائم مع قضيتنا وحقوقنا التي تسلب منا يوما بعد يوم ولحظة بعد لحظة بفعل صفقة امريكية ومخططات صهيونية لا زالت ترسم وتنفذ أمام اعيننا ونحن لا زلنا على انقسامنا الذي دمر الكثير مما كنا نفخر به ونعتز بوجوده .
هذا اليوم الاسود بتاريخنا يجب علينا ان نعمل جميعا على شطبه من صفحات تاريخنا ومن ذاكرتنا الوطنية وان نتعلم منه ما يمكن الاستفادة منه ان الدم الفلسطيني محرم ... وان الوحدة الوطنية صمام أمان وان الجميع خاسر مما تم وكل نتائجه التي لا زالت تزداد بحدتها وضراوتها ونتائجها الكارثية والتي تثير الاستهجان والاستغراب من قدرة التحمل للابقاء على هذه الحالة المأساوية دون ان يتحرك الجميع لانقاذ ما يمكن انقاذه ولملمة الجروح التي لا زالت تنزف دما ودموعا على من فقدنا ...
وما زلنا نفقد من ابناءنا نتيجة لظروف قهرية ومأساوية وكارثية لا زالت قائمة ومتصاعدة بفعل هذا اليوم الاسود .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت