أوقفت الإدارة الأميركية المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية حول مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل، وذلك بسبب الخلاف حول المخطط وشكل تنفيذه بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبين قائدي حزب "أزرق أبيض" وزير الجيش، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، يوم الخميس، إنه إثر الخلاف بين الجانبين خلال اجتماع حضره السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، "تقرر عدم استمرار المحادثات إلى حين يتوصل الشركاء في الحكومة إلى تفاهمات فيما بينهم".
وفي هذه الأثناء يواصل نتنياهو وغانتس وأشكنازي المحادثات حول مخطط الضم. ويسعى نتنياهو إلى إعلان بفرض "سيادة" إسرائيل على المستوطنات، "وربما على المناطق (المحتلة) أيضا"، حسب الصحيفة، فيما لا يتم ذكر موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ويعارض "أزرق أبيض" هذا الموقف. وقال مقربون من غانتس إنه ملتزم بكافة مبادئ خطة "صفقة القرن"، التي يطرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وأشارت مصادر في الليكود و"أزرق أبيض" إلى أن نتنياهو وغانتس سيلتقيان على انفراد في محاولة للتوصل إلى تفاهمات.حسب ما ذكر موقع "عرب 48".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على هذه المحادثات إن "أشكنازي هو الذي يصر على عدم التنازل لنتنياهو ويطالب باعتراف بخطة السلام بكاملها". كذلك فإن غانتس وأشكنازي أقاما قناة اتصال موازية ومستقلة مع مستشار وصهر ترامب، جاريد كوشنر، "في محاولة للتأثير على الموقف الأميركي، وقد سجلا نجاحا معينا في هذا المجهود، وهذا الأمر يثير قلق نتنياهو".
بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فإن نتنياهو لا يعتزم انتظار موافقة "أزرق أبيض" على مخطط الضم، وأن "الأسبوع المقبل هو الموعد لدفع خطة فرض السيادة". وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سلم فريدمان عدة خرائط حول المناطق التي سيتم ضمها، لكن "أيا منها ليست شبيهة بالخريطة التي نشرها الأميركيون. وإذا حصل على ضوءا أخضر، فإن نتنياهو سيتجه إلى فرض السيادة بكل قوته".
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله في محادثات مغلقة، إنه حتى لو أن "أزرق أبيض" سيعارض المخطط، فإنه سيطرحه على الحكومة للمصادقة عليه، معتبرا أنه ستصادق الحكومة عليه بأغلبية صوت واحد، هو صوت الوزير يوعاز هندل. ويعتزم نتنياهو تجاوز الكنيست، وفقا للصحيفة، وأنه يكفي اتخاذ قرار بهذا الخصوص في الحكومة فقط.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو شدد خلال المحادثات المغلقة على أنه في حال نجاح "أزرق أبيض" بإحباط المصادقة على فرض "السيادة"، فإنه لن يتردد بالتوجه إلى انتخابات مبكرة. و"قانون رئيس الحكومة البديل" يمنحه الحق بحل الكنيست في نصف السنة الأولى لولاية الحكومة، ومن دون نقل رئاسة الحكومة الانتقالية إلى غانتس. وفي حل قرر نتنياهو ذلك، فإن أمامه خمسة أشهر لحل الكنيست.
وفي هذه الأثناء، ظهر مؤشر آخر على عزم نتنياهو التوجه إلى انتخابات مبكرة، ويتعلق بقانون الموازنة. وفيما ينص الاتفاق الائتلافي على إقرار موازنة للعامين 2020 – 2021، فإن نتنياهو يطلب الآن إقرار موازنة للعام الحالي فقط، بحيث يمنع إقرار موازنة للعام المقبل، حتى آذار/مارس المقبل وبذلك يقود إلى حل الكنيست. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الليكود تقديرها أن "هذه محطة خروج محتملة، بينما مدى الخمسة شهور أقرب مما ينبغي. إلا أن نتنياهو قد يقدم على ذلك بعد خمسة أشهر في حالة متطرفة فقط وهي فقدان السيطرة على الائتلاف".