رابطة علماء فلسطين تنظم مؤتمراً صحفياً ضد ضم الأرض وإجراءات الاحتلال

نظمت رابطة علماء فلسطين، يوم الأحد، مؤتمراً صحفياً بمدينة غزة بعنوان: (وقفة علماء فلسطين ضد ضم الأرض وإجراءات الاحتلال البغيض).

وشارك في المؤتمر ثلة من علماء رابطة فلسطين، وعلماء الإفتاء، وعدد من القضاة الشرعيين ممثلين عن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، وعلماء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وعلماء كليتي أصول الدين، والشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، وعلماء حركة المجاهدين الفلسطينية، وعلماء من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين، ودائرة العمل النسائي.

وتلا النائب د. مروان أبو راس رئيس رابطة علماء فلسطين، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين، بيان المؤتمر؛ وقال فيه:

قال تعالى: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}  (التوبة: 41)

الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

في ظلال ثورة البراق وإعدام الأبطال الثلاثة محمد جموم وعطا الزير وفؤاد حجازي على يد الاحتلال البريطاني لفلسطين، وفي ظلال اليوم العالمي للاجئ الفلسطيني.

فإننا نحن علماء فلسطين نتابع بغضب وألم ما يفعله العدو من ممارسات إجرامية تجاه شعبنا الفلسطيني البطل نساءً ورجالاً وأطفالاً من اعتقال وهدم بيوت وسحب هويات وقتل بدم بارد, وما يفعله تجاه أرضنا من اغتصاب وإقامة مغتصبات وما يتبع ذلك من اقتلاع للأشجار وإقامة الجدار العنصري العازل, وكذلك ما يفعله بحق الموتى - رحمهم الله -  من نبش للقبور في القدس والداخل المحتل, وكل ذلك على مرأى ومسمع من هذا العالم الظالم الذي يغمض عينيه ويصم أذنيه عن جرائم هذا العدو البغيض.

وإن من أخطر ما ينوي هذا العدو فعله هو ضمَّ جزء من الأراضي الفلسطينية لكيانه الغاصب حيث لا يكتفي باحتلالها وإنما يريد ضمها بحيث تصبح تحت سيادته المزعومة وقوانينه الجائرة فتكون الأرض أرضه وأصحابها دخلاء يطردهم متى يشاء, وهذه مع كل جرائمه من أبشع الجرائم التي تمارسها قوة احتلال عبر التاريخ.

ثم إن عدونا يريد أن ينفذ جريمته مستغلاً انشغال العالم بجائحة الوباء, ومستغلاً كذلك ضعف الأمة وتشرذمها وخلافاتها, ومستغلاً هرولة بعض العربان ولهاثهم لرضاه ونسج العلاقات معه, وإننا وإزاء هذه الحالة الخطيرة التي يمارسها هذا العدو المجرم ومن قلب غزة هذا الجزء الفلسطيني الصامد رغم وجع الحصار ووجع الخذلان فإننا نعلن ما يلي:

أولاً: إن فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها ومن شمالها إلى جنوبها هي أرض فلسطينية عربية إسلامية ليس لليهود والصهاينة أي حق فيها, ولن يغير هذه الحقيقة أية إجراءات من هذا العدو بالغة ما بلغت.

ثانياً: إننا نعلنها صراحة أن اتفاق أوسلو هو اتفاق باطل وإن الاعتراف بدولة هذا الكيان الغاصب جريمة دينية وقانونية وانسانية وتاريخية يجب أن تصحح فوراً وذلك بإلغاء هذه الاتفاقية المقيتة.

ثالثاً: إننا ندعو شعبنا الفلسطيني البطل إلى النفير العام ضد إجراءات هذا المحتل النازي العنصري والثورة عليه بكل السبل الممكنة, وإننا ندعو المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها إلى أخذ زمام الجماهير والتصدي لهذا المحتل بكل ما تملك من امكانيات وما يتوفر لها من وسائل .

رابعاً: إننا ندعو السلطة وقيادتها في رام الله أن تنحاز إلى جانب شعبها وأن تكون وطنية حقيقة وفعلاً, وأن تضع يدها في يد المقاومة ورجالها وأن تنفض يدها من أوسلو الكارثة، وكفانا تجارب ثبت يقيناً فشلها, فالمرحلة أخطر من أن تحتمل تجارب جديدة من المفاوضات العبثية الفاشلة.

خامساً: إننا ندعو علماء الأمة أن يتصدروا المرحلة بتحريض الأمة على دعم صمود الشعب الفلسطيني وتحريض الحكومات على أن تنحاز إلى الحق الفلسطيني المسلوب ففلسطين أمانة في أعناق الجميع وخاصة العلماء .

سادساً: إننا نعلنها صريحة واضحة أن جميع إجراءات التطبيع ونسج العلاقات ومد خيوط الود لهذا العدو المجرم هي عملية طعن في ظهر هذا الشعب الفلسطيني المكلوم, وتضييع لحقوقه وامتهان لكرامة الأمة وإهدار لعزها ومجدها وشرفها وتاريخها, ولا يجلب لأصحابه إلا المعرة في الدنيا وغضب الرب وعقابه يوم القيامة .

سابعاً: إننا نؤكد على أن نفير الأمة في وجه هذا المحتل وإجراءاته واجب شرعي وإنه لا يجوز السكوت أو السكون, وفلسطين أرض الإسراء والمعراج أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين وأرض المحشر والمنشر وآية من كتاب الله بل آيات وأحاديث لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -  في مكانتها ومنزلتها, ولا يجوز أن نهنأ بعيش ولا أن يقر لنا قرار ولا أن نسعد بحياة وفلسطين مغتصبة والمسجد الأقصى الأخ الشقيق التوأم للمسجد الحرام يئن من الجراح تحت نير هذا المحتل الغاصب المجرم.

قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ* إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}    (التوبة: 38-39)

وإننا على يقين أن النصر قادم لا محالة قريباً إن شاء الله بعز عزيز أو بذل ذليل، ونسأل الله تعالى أن يستخدمنا ولا يستبدلنا وأن يعجل لنا الفرج إنه سميع مجيب.

2

 

1


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة