في ذكرى استشهاده..خالد نزال قائد وطني عاش من أجل فلسطين

بقلم: تامر عوض الله

الشهيد خالد نزال
  • تامر عوض الله

تعج الذاكرة الوطنية بسجل الشهداء الخالدين، نكتب في ذكراهم تلك السطور القليلة التي تخلدهم وتوفيهم الجزء البسيط من حقهم، لشهداء عاشوا من أجل فلسطين وقدموا أجسادهم ودمائهم، مسطرين أسطع صفحات المجد والفداء للأرض والوطن.

وتتجدد في هذه الأيام، ذاكرة شهداء قاتلوا الاحتلال في شتى ميادين النضال والمقاومة. نكتب اليوم ونحن نحيي الذكرى الـ(34) لاستشهاد القائد العسكري العقيد خالد أحمد نزال، سكرتير اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقائد قوات إسناد الداخل، والذي اغتاله «الموساد» الإسرائيلي في العاصمة اليونانية أثينا(9/6/1986).

ولد الرفيق القائد خالد نزال في بلدة قباطية قضاء مدينة جنين شمال الضفة الفلسطينية عام 1948، أي في عام النكبة الوطنية والقومية الكبرى، التي حلت بالشعب الفلسطيني الذي اقتلع وشرد وهجر من أرضه ودياره قسراً.

وتلاحمت قصة عشق الثورة لخالد نزال بقدسية الأرض، وتربى في أحضان عائلته الفلسطينية المناضلة، محافظاً على الإرث الذي تركه له والده الذي كان مقاتلاً ورفيقاً للشهيد الشيخ عز الدين القسام، الذي قاوم الانتداب البريطاني على أرض فلسطين.

ويعد الرفيق القائد خالد نزال من أوائل المشاركين في الثورة الفلسطينية المعاصرة، حيث انضم إلى صفوف الجبهة الديمقراطية منذ انطلاقتها في الثاني والعشرين من شباط (فبراير) 1969،  فكان مقاتلاً شرساً وقائداً شجاعاً في ساحات الاشتباك مع جيش الاحتلال، ورجل الظل وحقيبة الأسرار، حتى أصبح عضواً في اللجنة المركزية للجبهة، وقائداً لقوات إسناد الداخل التابعة للقوات المسلحة الثورية برتبة عقيد.

 وسجل الرفيق نزال علامة فارقة في العمل العسكري، فهو من خطط وأشرف على عديد العمليات العسكرية ضد القوات الغازية الاسرائيلية، ومنها: « معالوت- ترشيحا» وبيسان و«طبريا» و «القدس» وعملية «15 أيار» وغيرها من العمليات التي لم تضرب مواقع الاحتلال ومستعمراته فحسب، بل طالت جنوده وضباطه العسكريين، كما قاد العديد من المعارك والمواجهات مع قوات الاحتلال في الجنوب اللبناني، والدفاع عن المخيمات الفلسطينية.

وفي يوم 9 حزيران (يونيو) 1986، قام جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله في عملية غادرة وجبانة في العاصمة اليونانية أثينا، حيث قام شخصان يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار على الشهيد نزال أثناء تواجده على مدخل أحد الفنادق حينذاك، ليرحل بعد رحلة مقاومة ونضال مشرفة أذل فيها جنود الاحتلال وجنرالاته العسكريين، وسجل مفخرة للجبهة الديمقراطية والثورة الفلسطينية.

وشيع الشهيد خالد نزال في موكب جنائزي مهيب شارك فيه قادة العمل الوطني والاسلامي، ووري الثرى في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، حيث وصف التشييع حينذاك، بأنه الأكبر منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، ليلتحق بركب الشهداء الذين سبقوه من قادة المقاومة، والذين لحقوا به وكان آخرهم المناضل الوطني الكبير الدكتور رمضان شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي. 

لم يكتفِ الاحتلال بجريمة اغتيال القائد خالد نزال، بل واصل ملاحقته  ومطاردته حتى في استشهاده، حيث أزال النصب التذكاري والميدان الذي دشن تخليداً لذكراه في محافظة جنين أكثر من مرة، لدوره الوطني في قيادة المقاومة ضد الاحتلال والمشروع الصهيوني، والتي كفلتها كافة الشرائع والاعراف الدولية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال.

وتمارس دولة الاحتلال الاسرائيلي جرائم الاغتيال بحق أبطال المقاومة وقادتها، ظناً منها وقف جذوة المقاومة بكافة أشكالها، لكن الشعب الفلسطيني يصر على مواصلة نضاله بكل الاشكال المشروعة حتى دحر الاحتلال عن أرضه وانجاز حقوقه الوطنية في الحرية والعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت