- د. طلال الشريف
بكرة نتمم 66 عاما في الحياة
هو الصحيح من هنا لبكرة ما حدا بيضمن عمره ولا يضمن هذا العالم الأسرع في التغيير
نظرتي كما هي ولن تتحول للسوداوية
الطيبة صفة أصيلة لدى الإنسان تجعله في سلام داخلي ينعكس على الآخرين طوال حياته، والصفات الأخرى السيئة مكتسبة تنغص على صاحبها حياته وحياة الآخرين، ويدفع ثمنها وقد لا تلاحظون ذلك، وهو يتعذب بالتأكيد، وقد يتساءل ماذا فعلت؟
ذ التغيرات في أيامنا متسارعة، الأسوأ فيها، أن التغيير الذي حدث في العقود الثلاث الأخيرة، لا يأتي بالأفضل، ولا، بالإيجابي، للإنسانية.
لا أدري ماذا نطلق على عصرنا، تعريفي الخاص، أنه عصر السخرية، الحياة تسخر من الإنسان الذي أصبح أكثر شراسةً، فتخرج له لسانها، مطالبة إياه بأن "عد أيها الإنسان لإنسانيتك وإلا " كل عام وأنتم بخير في طريق العودة عن الظلم والشراسة .. الطيبون غلبوا الصالحين
نمر في محنة جديدة، لكنها، محنة المصير،فإما أن نكون، أو، لا نكون، وبالقطع لن نكون هنوداً حمراُ لهذا الزمان، وهذا العصر، وهذا الظلم، وسترتفع راياتنا، وسنستعيد حقنا من أنياب هذا العالم الظالم مهما دارت الأيام.
نحن شعب مظلوم في هذه الحياة من كل الإتجاهات، ومنذ نكبتنا بالإحتلال والطرد والإستيطان والإعتقال والمحاكمات والسجن والقمع والقتل والحرمان والمطاردة والتهديد ومنع كل سبل الحياة البسيطة، لكي يستسلم شعبنا وتذوب هويته، وتدمر ثقافته وتراثه، بعد أن نهبت أرضه وطردنا ونحن سكانها الأصليين، وإستولى الإحتلال الصهيوني بالقوة الغاشمة على دولتنا، بمساعدة هذا العالم الظالم، وأسماها إسرائيل، بدل فلسطين، هذا الإسم الأجمل في العالم، فأصبحنا لاجئين نطوف بقاع الدنيا، نبحث عن الإستقرار، ومن منا مازال في بيته وأرضه ولم يغادر، هو يقاسي الأمرين، حياته مثلما يقاسي شقيقه المهجر واللاجيء والمبعد من بلدنا قصرا أو بحثا عن الرزق.
القسوة والصلف والظلم من الإحتلال، لا يركعنا ولا يحني رؤوسنا، بل نحوله بعزيمتنا وصمودنا إلى بطولة وشرف وعزة، وترتفع بها هاماتنا،، لكن ما يقهرنا، ويشيب رؤوسنا، ويحني ظهورنا، ويوردنا التهلكة، هذه القسوة والظلم من حكامنا وقادتنا، وخلافاتهم الغامضة، وصراعهم غير المفهوم لنا، ولا يتوازى مع قدسية أرضنا وقضيتنا ونضالاتنا، بل يفرغها من محتواها ويضعف حالنا والإنقسام في طريقه ليهزمنا، وقلاعنا نهدمها بأنفسنا، فليعرفوا أنفسهم قبل هلاكنا، فما عدنا نعرفهم. من قسوة الحال، فقدنا كشعب فلسطيني الإستقرار النفسي والجسدي، وفقدنا حلو الحياة مهما بذلنا من جهد كبير، رغم سعينا الحثيث، بلا تكاسل كي لا يعايرنا العالم بإنقسامنا وما أدى إليه من كوارث أصبح بعده مصيرنا ومصير قضيتنا على المحك.
معروف عن شعبنا أنه الأكثر حيوية والأكثر بحثا عن الرزق والإستقرار، بعد أن طرد من أرضه أرضه، وعزه. وعزوته، وبيته، ومهما جمع أينا من المال والجاه والسلطان، فكل ذلك في غير بلادك سراب، وكل ما تنجزه لغير أهلك وبينهم ولهم وفي غير بلدك سراب، وكل ذلك منقوص الكرامة، مهما سكنت من القصور، ونعمت برغد العيش، فلا إستقرار، وأي إستقرار في غير بلدك هو وهم وسراب.
مازال شعبنا، ومازلنا جميعا، نبحث في المدى المفقود عن وطننا، حاصرونا، ودمروا بيوتنا، وقتلوا فينا كل شيء جميل، ومازلنا نتنفس ونحاول الحياة، ولنا أمل يتجدد، نحيا به يومنا وغدنا، وسنعود مهما طال الزمن، فالأرض لنا والماء لنا، والبحر لنا، والقدس لنا، والمستقبل لنا ولن يغيب الأمل بالعودة لوطننا عن أي طفل فلسطيني سيولد غدا،.
هذه الفلسطين الجميلة، التي تعبنا من عشقها وأتعبونا لإبعادنا عنها، فيها رماد عظام أجدادنا، وجداتنا، وآبائنا، وأمهاتنا، وفيها مسك دماء شهدائنا، يعطر ترابها، نعشقها وتعشقنا، وننتظرها وتنتظرنا، وسنتلاقى، لو حاول كل العالم منعنا، وتآمر علينا وعليها، فلن تنام أعين شعبنا عن حقنا، ولا نامت أعين الجبناء والمحتلين من خوفهم لرجوعنا، فالأرض هذي أرضنا نحبها، وتحبنا ..
وغداً نتمم 66 عاما في عشقها .. طوبى لعشاقك، فلسطين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت