- بقلم :فتح وهبه
ماذا يجري للاجئين الفلسطينيين في لبنان؟ هل ذابت كرة الثلج واقترب موعد الطوفان؟ صمت رهيب وغريب يخيم على مخيمات لبنان،صمت ينذر بحدوث كارثة إنسانية قد تتخطى حدود المجاعة،صمت يحمل في طياته كثير من المخاوف والهواجس وكثير من التساؤلات والإجابات في آن واحد نتيجة غياب الدور الإغاثي الفاعل لوكالة "الاونروا" وغياب المرجعية الفلسطينية والمساعي الحقيقية لرفع المعناة عنهم في ظل تداعيات الأزمة الاقتصاديه والمالية اللبنانية عليهم وتداعيات جائحة كورونا وفي ظل أيضاً الاوضاع المأساوية التي يعيشونها مقارنة بباقي اللاجئين الفلسطينيين في الدول المستضيفة الأخرى.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان مند ما يقارب العشرة شهور وهم يئنون تحت وطأة الجوع والفقر والركود ، لكن وكالة "الاونروا" لم تصغي لهم ولم تقم بتحمل مسؤولياتها تجاههم ، واليوم هم يعيشون المأساة بتفاصيلها الدقيقة بعد أن توقفت أعمالهم وباتوا غير قادرين تأمين قوت عيشهم اليومي وتأمين الدواء لمرضاهم.
أليوم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أوضاعهم المعيشية والاجتماعية والصحية تتجه من سيئ إلى أسوأ بعد أن تخطى معدل البطالة بينهم %90 وبات من الصعب تعويض الألف ليرة التي تخرج من الجيب بألف ليره أخرى مكانها .
اليوم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون مرحلة إستنزاف خطيرة لأعمالهم وأموالهم وطاقاتهم ولعزائمهم وإراداتهم وحتى لكرامتهم .
وبات حلمهم الوحيد النفاد بأرواحهم هم وعائلاتهم من هذه الظروف الكارثية والهجرة إلى اوروبا أو إلى أي بلد أجنبي ينقدهم من الواقع المؤلم ويؤمن لهم حياة كريمة لأنهم أيقنوا أن وكالة "الاونروا" غير قادرة على حمايتهم وإغاتثهم في ظل الإمكانيات المتوفرة لها والآلية التي تتعاطى بها معهم ولأنهم أيضاً أيقنوا انه لا توجد مرجعية حقيقية لهم ولا يوجد من يبالي بهم إن عاشوا أو ماتوا .
اللاجئون الفلسطينيون أليوم يشعرون أن قضيتهم وحياتهم ومستقبلهم في خطر وأن مخطط المؤمرة بدأ مرحلة التنفيذ وتخطى مرحلة التحريض والأيام القادمة ستكون أيام مصيرية وستدون في التاريخ.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت