- المحامي علي ابوحبله
السلطة الفلسطينية "كانت تنتظر زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، وليس وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فقط إلى رام الله". ووفق المصادر إن "القاهرة اتصلت بالسلطة الفلسطينية في اللحظات الأخيرة لإبلاغها اعتذار قدوم شكري"، مضيفةً أن "حجة الجانب المصري كانت بأن القاهرة محاصرة ومنشغلة بـ3 ملفات ساخنة، وهي ليبيا وسدّ النهضة وقطاع غزة".
وحقيقة ان سد النهضه يثير العديد من المخاوف بسبب تغلغل اسرائيل في دول حوض النيل والخشية من ممارسة الضغوط على القاهره للتراجع عن دعمها ومساندتها للقضايا العربيه مقابل المقايضه على حصة مصر في مياة النيل ، فالنقص المتزايد في المياه خلال العقود الأخيرة أجبر مصر على مواجهة مجموعة متنوعة من التحديات الناشئة عن هذه القضية والبحث عن حلول.
ووفقا لباحثين إسرائيليين، فقد أثبتت مصر وإسرائيل خبرتهما في الترويج للقضايا التي لا ترتبط مباشرة بالأمن، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الاقتصادية الهامة. ويجمع المحللين والخبراء السياسيين والاقتصاديين أن إسرائيل توظف وتستغل أزمة سد النهضة ، لتعزيز نفوذها في أفريقيا وحلفها في المنطقة ، عبر توظيف المعرفة الإسرائيلية في مجالات إدارة المياه وإعادة التدوير وتحلية المياه والزراعة الصحراوية، إذ لديها القدرة على التعاون في مختلف المجالات التي قد تسهم في تعميق علاقات السلام بين اسرائيل ومصر .
وبشأن الحديث عن مشروع تزويد إسرائيل بمياه النيل عبر قنوات وخطوط من سيناء، استعرض الباحث بمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب الدكتور أوفير فينطال طرح الرئيس الراحل أنور السادات عقب التوقيع على اتفاقية كامب ديفد، فكرة الترويج لمشروع تدفق مياه النيل من مصر إلى إسرائيل كبادرة لتقريب "القلوب" بين الشعبين.
وعلى الرغم من أن طرح السادات حينها كان على سبيل المزاح، يعتقد فينطال أن الظروف الإقليمية اليوم تتيح للبلدين فرصة لإحياء هذه الرؤية والفكرة التي تم التحفظ عليها في القاهرة، مبينا أنه يجب على إسرائيل تشجيع المبادرة والعمل في مجال المياه مع الوزارات الحكومية ذات الصلة، إلى جانب شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال. يشكل سد النهضة ابرز التحديات التي تواجه مصر في الالفيه الثالثة .
وقد يضع سد النهضة مصير اتفاقية مياه النيل لعام 1929 أمام الكثير من علامات الاستفهام، إسرائيل في قلب المعادلة إذ سبق أن تعاونت تل أبيب مع القاهرة في قضايا التنمية الزراعية من خلال مشاريع إسرائيلية لتحلية المياه وإعادة تدويرها في سيناء والبحر الأحمر، وهذه المشاريع من شانها التغلب على أي معارضة لذلك بذريعة التطبيع مع إسرائيل ، وقد شاركت إسرائيل في تأسيس "منتدى غاز شرق المتوسط" ومقرها القاهرة ، وهذا يمكن إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية، وذلك في إطار دور مصر المتنامي كمركز إقليمي للغاز".
دخلت إسرائيل الصراع على مياه النيل في أفريقيا من بابه الواسع مستغلة التغييرات الإقليمية، حسب الباحث في معهد "متفيم" لدراسات السياسة الخارجية لإسرائيل في الشرق الأوسط موشيه طرديمان الذي يرجح أن القاهرة طلبت من تل أبيب التدخل لدى أديس أبابا للتسوية والإبقاء على كامل الحصة السنوية لمصر من مياه النهر. ويرى الباحث الإسرائيلي أن المعركة الثالثة والأخيرة بين دول حوض النيل -مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا- تدور حاليا، وأن القاهرة طلبت من تل أبيب ممارسة نفوذها على إثيوبيا ومساعدتها في حلحلة الأزمة. فهل اعتذار وزير الخارجية سامح شكري لزيارة رام الله ضمن ضغوط مورست على القاهرة فيما يخص سد النهضه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت