أطلقت مجموعات من الشباب المصري، يدعمهم مئات المتطوعين وآلاف المتابعين، مبادرات خيرية لطهي وتوصيل الوجبات المجانية للمصابين بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) المعزولين في المنازل، والذين يتم تجنبهم في بعض الأحيان من قبل عمال توصيل المطاعم.
"وجبات صحية لمصابي كورونا المعزولين في المنزل"، هو اسم إحدى هذه المبادرات التي تم إطلاقها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) من قبل عدد من الشباب الأصدقاء، بعد أن علموا أن بعض المطاعم تتجنب توصيل الوجبات إلى مصابي كورونا في العزل المنزلي.
وقال أنس حسن (29 عاما)، وهو موظف في أحد البنوك، " لقد قدمنا حتى الآن أكثر من 5000 وجبة لأكثر من 1000 مريض من مصابي كورونا المعزولين في منازلهم، فنحن نقدم لكل مريض وجبات كافية لمدة ثلاثة أيام".
وأضاف حسن، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الهدف الرئيسي هو تقديم الدعم المعنوي للمصابين بالفيروس، مشيراً إلى أن المبادرة لا تقبل التبرعات المالية لكنها ترحب بالمساعدة بالمواد الغذائية والطهي وأعمال التوصيل.
أما سمية الأسيوطي، ربة منزل، فهي تستخدم مطبخها في منزلها بوسط القاهرة لطهي وإعداد عشرات الوجبات لمرضى كورونا المعزولين منزليا.
وقالت الأسيوطي، "إن مثل هذه المبادرات تبعث رسالة للمرضى أنهم ليسوا بمفردهم".
وأضافت، "الآن، أنا لست قلقة إذا أصبت بالعدوى، لأني أعلم أن هناك أشخاصا سوف يعتنون بي كما نعتني نحن بالآخرين".
وفي محافظة الجيزة بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، تستخدم مجموعة أخرى من الشباب حجرة في الطابق الأرضي من مبنى قديم كمطبخ، حيث يقومون بالطهي وإعداد علب الطعام ليتم توصيلها إلى مصابي كورونا.
وتبدو حجرة الطهي كأنها خلية نحل، حيث يقوم أحمد البرديسي، وهو طاه متطوع يبلغ من العمر 28 عاما مع مساعديه بطهي وتجهيز الوجبات وتعليبها على طاولة كبيرة في منتصف الحجرة.
وتتكون كل وجبة من الأرز وقطعة دجاج وخليط من الخضار المطبوخ، بالإضافة إلى علبة صغيرة من الفاكهة.
وبدأ البرديسي، الذي أغلق مطعمه في وسط القاهرة مع بداية الأزمة، المبادرة على صفحته على (فيسبوك) قبل ثلاثة أسابيع، وسرعان ما تلقت الدعوة ردودا إيجابية هائلة من العديد من الأشخاص الذين يرغبون في تقديم التبرعات والمساعدة.
وقال البرديسي، "لقد بدأت المطبخ بـ30 وجبة، وكان لدى مساعد واحد واثنين من المتطوعين للتوصيل، وفي اليوم التالي كان لدى على الأقل خمسة مساعدين وخمسة متطوعين للتوصيل"، قبل أن يضيف بحماس، "الآن نقوم بتوزيع حوالي 120 وجبة يوميا".
وبدأ الطاهي المتطوع في نقل المطبخ لمدة أسبوع في كل محافظة بالتناوب، لدعم مصابي كورونا المعزولين بالمنازل هناك، وهو حاليا في محافظة الإسكندرية الساحلية، حيث قام بطهي وتوصيل 100 وجبة على الأقل يوميا.
وتابع البرديسي لـ((شينخوا))، "نحن نرفق عبارات تشجيعية مع كل وجبة، لرفع الروح المعنوية للمرضى، مثل (نحن نحبك) أو (نتمنى لك الشفاء) أو (أنت أقوى من كورونا)".
وأوضح أن جميع المتطوعين بالمطبخ يلتزمون بالإجراءات الصحية مثل ارتداء أقنعة الوجه (الكمامات) والقفازات وتعقيم الأدوات قبل وبعد الطهي.
وبلغ عدد ضحايا فيروس كورونا الجديد في مصر حتى الآن 56809 حالات إصابة، و2278 حالة وفاة.
ويقوم مدحت صالح (31 عاما)، وهو أحد الشباب المتطوعين، بتوصيل الوجبات المجانية لمصابي كورونا المعزولين بمنازلهم في القاهرة والجيزة.
ويلتزم صالح بارتداء الكمامة والقفازات ورش دراجته البخارية بالمطهر الكحولي قبل أن يقوم بتوصيل الوجبات للمرضى.
وقال صالح، إنه "بالنسبة لكيفية تسليم الوجبة للمصاب، فإما أن يقوم المصاب بإنزال سلة من شرفته، حيث أضع فيها الوجبة، أو أن أقوم بترك الوجبة أمام باب شقته".
ويحرص صالح على عدم إحراج المرضى المعزولين في المنزل، حتى أنه عندما يريد رش يديه بالمطهر بعد توصيل الوجبة، فإنه يفعل ذلك بعد أن يغادر مكان المصاب بحيث لا يراه.
واختتم الشاب المتطوع، قائلا "أشعر بسعادة بالغة عندما أرى السعادة على وجوه المصابين وجعلهم يشعرون أنهم ليسوا وحدهم."