اجتمع السفير محمود خليفة سفير دولة فلسطين لدى بولندا عميد السلك الدبلوماسي العربي مع رئيس مجلس الشيوخ البولندي البروفيسور  توماش غرودزكي، ووضعه في صورة المخاطر التي تتعرض لها المنطقة والعالم جراء الممارسات والإجراءات الإسرائيلية المتهورة التي تدفع المنطقة نحو الانفجار،  وتهدد الامن والسلم العالميين.

وقال خليفة ان "إسرائيل تستغل الظروف العالمية والدعم الأمريكي لفرض وقائع على الأرض للتحلل من حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967"، موضحاً أن" إسرائيل لم تلتزم بالمطلق بأي من قرارات المجتمع الدولي، سوى نصف قرار واحد هو القرار 181، وتسعى لتجسيد دولة الابارتهايد، والفصل العنصري". مشيراً أن مجلس السفراء العرب لدى بولندا وجه رسالة  بموقف عربي واضح وموحد يرفض الإجراءات الإسرائيلية.

وأضاف السفير خليفة أن "التهديدات الإسرائيلية بقتل مبدأ حل الدولتين والتي تلتقي مع سياسة الفوضى التي تنشرها الإدارة الامريكية، هدفها تمرير ما يسمى صفقة القرن"، موضحاً لرئيس مجلس النواب أن المشاريع الإسرائيلية الاحتلالية تقدم للرئيس ترامب كأفكار جاهزة من مطبخ رباعي إسرائيلي يتكون من (فريدمان، كوشنير، غرينبلات، ونتنياهو) .

وأوضح سفير دولة فلسطين أن" الأغوار الفلسطينية لا تشكل ثلث الأراضي الفلسطينية فقط، وانما هي المخزون الاستراتيجي الزراعي والمائي والجغرافي الذي يجعل من الدولة الفلسطينية دولة قادرة على التطور والنمو والحياة."

وأكد السفير خليفة ان "القيادة الفلسطينية معنية بعملية سياسية بجدول وسقف زمني على قاعدة الشرعية الدولية تفضي الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ولذلك فقد بذلت وتواصل الجهـود السياسية مع جميع الدول الصديقة والإتحاد الأوروبي التي وقع اليوم نحو 1000 عضو من برلمانه رفضهم لخطط الضم الإسرائيلية. والمطلوب تحرك دولي فاعل لوقف التغول والتجاوزات الإسرائيلية المتواصلة وعدم احترامها قرارات الشرعية الدولية والقواعد التي على أسـاسها تم قبولها كعضو في الأمم المتحدة.  داعياً مجلس الشيوخ والبرلمان البولنديين الى اسناد هذه التوجهات لمواجهة الإجراءات الاسرائيلية الهادفة الى نسف حل الدولتين. خاصة ان الشعب البولندي يفهم معاناة الشعب الفلسـطيني لمروره بتجربة مماثلة."

من جانبه عبر البروفيسور غرودزكي انه يتابع مجريات الوضع في المنطقة، مؤكداً دعم بلاده للحل السياسي، المبني على حل الدولتين، وهذا موقف ثابت بالنسبة للسياسة البولندية.   مشيراً أن بولندا ازيلت عن الخارطة السياسية لأكثر من مئة عام، لذلك فهم يفهمون معنى العيش بدون هوية وطنية سياسية، موضحاً ان من بين أسباب غياب بلاده عن الخارطة السياسية أخطاء وخلافات وصراعات داخلية، ومن هذا المنطلق فإنني أدعوكم لتوحيد صفوفكم وجهدكم لأن ذلك يساعدنا على مساعدتكم.

وأضاف رئيس مجلس الشيوخ البولندي أن" الحل المطروح من قبل إدارة الرئيس ترامب، غير مقبول من دول الإتحاد الأوروبي، ولا يمثل حلاً للقضية الفلسطينية، وشكل الدولة التي تم عرضها على الجانب الفلسطيني، كمعزل وكانتونات متفرقة لا يمكن القبول بها، فهي اشبه بنقاط غير متصلة.  لا يمكنها أن تكون دولة حقيقية.  "

وأكد غرودزكي ان" مجلس الشيوخ البولندي يقف مع السـلام العادل للجميع، وان ذلك يتطلب العمل على تحقيق  حل الدولتين، وان الاستقرار في المنطقة يستدعي ذلك،

وقال أن "مجلس الشيوخ مستعد للتعاون المشترك مع نظراءه الفلسطينيين، داعياً دولة فلسطين ومؤسساتها الى الاهتمام بدور المرأة في المجتمع الفلسطيني باعتبارها حارسة القيم الاجتماعية والتي تؤدي جهودها الى تماسك المجتمع في أصعب الظروف، مشيراً ان هذا ما ساعد بولندا على الحفاظ على قيمنها وتاريخها في أحلك الظروف."