- عطا الله شاهين
فلولا وجودكِ لانعدم وجودي..
لا يمكن أن أكون موجودا في هذا الوجود، إلا حينما أكون معك، فحين تكونيم بجانبي أدرك معنى وجودي، ولكن عندما تغيبين أراني إنسانا عائشا في العدم في عتمة وحزن..
فوجودي أنتِ فقط، فمعك أشعر لماذا أنا موجود، فهل لأنك تقولين لي كلمات عن الحب أم لأنني أسر من قربك الغريب بجانبي وتواسيني أحزاني التي تلازمني منذ زمن؟ فوجودي مرتبط بظهورك فقط، ولهذا أراني موجودا بكل كياني أمامك، لا سيما عندما تهمسين همسات لم أسمعها إلا منك.. فلولا وجودك لانعدم وجودي..
فلا تغيبين عني زمنا، لأنني أكون في عالم بلا وجود وبلا حياة .. تعالي كل يوم، واقتربي مني لأراني موجودا في هذا الوجود؛ فلولاك لما بقيت على هذه الحياة لزمن..
رغبة للموت فيما وراء الكوْنِ
اقتنعت أخيرا بأننا لن تمكن من العودة إلى كوكبنا الأزرق بعدما أدركنا بأننا نسبح على حافة الكون قلت لها سنموت بعد زمن لكن هناك رغبة للموت فيما وراء الكون هنا على حافة الكون، فأنا أرغب أن أرى الفراغ الأزلي فيما وراء الكون لأرى الاندماج الجنوني بين الزمان والمكان، فهناك انطلق الزمكان وتوسع الكون..
فلا تخافي إن تمكنا من الوصول الى ما وراء الكون .. سنموت هناك بسرعة منكمشين على بعض، لكننا سنرى الفراغ الأزلي المعتم.. سنرى بداية الكون .. سنعانق بعضنا هناك في العتمة الصامتة للأبد.. هناك سنولج الى عالم العدم، لا شيء هناك اسمه الزمن.. فالزمن غير موجود في عدم العدم .. ولا خوف من لا شيء، سنظل ان تمكنا من الوصول لرؤية الفراغ الأزلي ببرْده..
سننكمش على بعض للأبد فارتعاشك وأنت تتسلقين ظهري يسرني، لأن ارتعاشك يحثني بشغف الوصول الى اللامكان.. ارتعاشك يجعلني أحضنك كامرأة على شفا الموت ..
فلا تموتي قبل أن نكتشف ماهية الكون .. فعند وصولنا الى ما وراء الكون ستموت رغبتنا بعد رؤية عظمة بداية الكون وسنكون منكمشين في الفراغ المعتم في ميتافيزيقا وراء الكون ..
يعجبني صمتكِ وقتَ غروب الشمس
لا يمكنني تخيل صمتك، حينما تغوص الشمس في البحر لتبلل جسدها الملتهب من نهارها الطويل، فصمتك يشبه صمت الشمس وقت الغروب، فأراني أنجذب لسماع صمتك، الذي يشبهك، حينما تبوحين بصمت عن روح الحياة..
فحين أراك صامتة بشفتيك، عندها أراني هادئا بصخب للتّأمّل في وجهك، الذي يشبه وجه الشمس بكل اشتعاله.. فما أروع صمتك، عندما تنظرين صوبي بصمتك دون تذمّر برغاماتي من عينيكِ، لأنني بتّ مملا في الحب..
أقولها بكل صراحة دون مواربة فلسفية: يعجبني صمتكِ وقتَ غروب الشمس، لأن صمتكِ يجعلكِ ترغمينني على البقاء هادئا، رغم محاولاتي في فهم صمتكِ، الذي يصخب مع انتشار العتمة..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت