- جهاد حرب
(1) موجة جديدة من التحريض والتهديد والكراهية
علت في الأيام الأخيرة موجهة جديدة من خطاب الكراهية والتحريض ضد كتاب وشخصيات مجتمعية، كالدكتور عمر رحال والإعلامية ناهد أبو طعيمة ومذيعات في شبكة معا الإخبارية، بسبب النقاش الدائر حول مشروع قانون حماية الاسرة، يتضمن هذا الخطاب مفردات الدعوة للقتل والردة والفسوق، والدعوى للاغتصاب، والشتم (الاسترزاق والرخص) والوسم (الشواذ) والتطاول على الاعراض سواء في وسائل اعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي. وهي امتداد للموجة التي سبقتها بداية هذا العام التي طالت مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات النسوية والكاتب مصطفى إبراهيم وكاتب هذا المقال عند نقاش اتفاقية سيداو والقيم المجتمعية.
ان استمرار هذا النهج من قبل جماعات معروفة، وعدم وجود ردود حكومية واضحة، وعدم تحرك القوى السياسية المنظمة وبخاصة فصائل منظمة التحرير، وزيادة حدة خطاب الحقد والكراهية من جهات متعددة في المجتمع، يظهر أن قيم المجتمع الفلسطيني في خطر، وان الانقسام المجتمعي بات قاب قوسين أو أدنى، وأن غيوما قاتمة تعبر سماء البلاد، وان استخدام أشكال من العنف قد دنى ما يثير أجواء من الخوف والعودة للاحتماء بأطر وجماعات ما قبل الدولة والنظام.
هذا يعني فتح نقاش مجتمعي حول القضايا المجتمعية يحترم قواعد القبول بالاختلافات ويحفظ حرية التعبير بأشكاله كافة بما فيه حرية التجمع والاحتجاج. في المقابل كبح جماح خطاب الحقد والكراهية والتحريض على العنف. إن خطورة هذا الامر تقتضي أن يتدبر الجميع بإعمال العقل لوقف هذا الجنون "الخطاب" قبل أن نفيق على صدمة تهز المجتمع والنظام الفلسطيني.
(2) الرضا عن الحكومة... وحظوظ اشتية الرئاسية
أظهرت نتائج أحدث استطاع للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن أداء الحكومة الفلسطينية خلال وباء كورونا حاز على رضا المواطنين، حيث قالت أغلبية كبيرة انها راضية عن إجراءات الحكومة للحد من وباء كورونا؛ 88% راضون عن إغلاق مناطق مصابة بالفايروس، و80% راضون عن إغلاق المدارس والجامعات، و77% راضون عن منع التنقل بين المحافظات، و73% راضون عن منع العمال من العمل في المستوطنات، و60% راضون عن إغلاق المساجد والكنائس، و57% راضون عن إيقاف صلاة الجمعة وقداس الأحد.
فيما حظي أداء وزارة الصحة على نسبة الرضا الأعلى في أداء الأشخاص والجهات التي لعبت دوراً بارزاً في إدارة أزمة كورونا. حيث قالت نسبة من 82% أنها راضية عن أداء وزارة الصحة، و75% راضون عن أداء جهات الأمن في منطقتهم، و67% راضون عن أداء لجان الطوارئ في منطقتهم، و64% راضون عن أداء المجالس البلدية والقروية و62% راضون عن أداء رئيس الوزراء محمد اشتية، و61% راضون عن أداء المحافظ في منطقتهم.
في ظني أن الأهم في هذه النتائج الثقة العالية التي منحها الجمهور (76%) باعتقاده أن الحكومة تعمل لصالح لما فيه مصلحة الناس، وأن نسبة من 56% يعتقدون أن الحكومة كانت شفافة، هذا الامر يزيد من الأعباء على الحكومة بارتفاع التوقعات منها خاصة في معالجة الاثار الاقتصادية لوباء كورونا، وإيجاد الاليات والوسائل لإعادة انتظام التعليم بداية العام الدراسي في الأشهر القادمة وما يتطلبه من تكلفة كبيرة إذا ما استمرت الإصابات بفيروس كورونا خاصة أن نسبة من 57% تقول إن التعليم عن بعد خلال الإغلاق لم يكن مفيداً.
كما أن الأبرز في نتائج هذا الاستطلاع يتمثل بقدرة رئيس الحكومة (محمد اشتية) على المنافسة في الانتخابات الرئاسية، فللمرة الأولى يتمكن شخص دون الرئيس محمود عباس والقائد السير مروان البرغوثي كمرشح محتمل عن حركة فتح من التفوق على المرشح المحتمل لحركة حماس اسماعيل هنية. ففي سؤال لمن ستصوت لو جرت انتخابات رئاسية جديدة اليوم وترشح فيها اثنان فقط هما محمود عباس واسماعيل هنية، يحصل الأول على 42% من الأصوات ويحصل الثاني على 49% (في قطاع غزه تبلغ نسبة التصويت لعباس 32% وهنية 61% ، أما في الضفة فيحصل عباس على 51% (وهنية على 38%). أما لو كانت المنافسة بين مروان البرغوثي وهنية فإن البرغوثي يحصل على 57% وهنية على 36%، ولو كانت المنافسة بين محمد اشتيه وإسماعيل هنية يحصل الأول على 48% والثاني على 45%..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت