كورونا ( رجل استثماري حقيقي )

بقلم: حسام أبو الحاج

حسام أبو الحاج
  •  الإعلامي : حسام أبو الحاج – فلسطين – قطاع غزة

 الوجه الحقيقي لفيروس كورونا .
فيروس كورونا المعروف علمياً بإسم " كوفيد 19 " والذي بدأ إنتشاره بدولة الصين مدينة وهان ، فرغم قدراتهم العظيمة و تطورهم المزدهر واقتصادهم القوي، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت لمجابهة تلك الجائحة وعدم تفشيه إلا أنهم لم يستطيعوا أن يسيطروا عليه في بادئ الأمر وانتشر بكل سهولة وبسرعة فائقة إلي العالم أجمع ، وكما يقول الشاعر ( لا تحقرن صغيراً في مخاصمته ... إن البعوضة تدمي مقلة الأسد ) ومن هنا يأتي اليقين التام ، والذي لا شك فيه أن الله - عز و جلّ - وحده القادر على كل شيء ولا يخفى علي الأغلبية الساحقة من هذا العالم أن ما يحدث الآن هو رسالة وعبرة من الله عز وجل واضحة علها تكون الصحوة ولكن هيهات هيهات .
في ظلّ جائحة كورونا العالمية كان للدول العربية و الإسلامية والأجنبية نصيبٌ لكل واحد من هذه الجائحة
 فكيف تعاملت الدول العربية والإسلامية مع هذا الفيروس ؟
كرّست بعض الدول و الحكومات العربية و الإسلامية جهد كبير في حماية مجتمعاتها من هذا الفيروس بكل صدق وأمانة ولكن للأسف الشديد كانت هذه الدول عددها قليل جداً ممن كانوا يحملون أمانة صادقة اتجاه حماية مجتماعتهم وحماية شعبهم من هذا الفيروس.
 فهناك دول وحكومات عربية وإسلامية كان همها الأكبر والأعظم كيفية جلب الأموال الطائلة لها، فتقدمت هذه الدول العربية مهرولةً إلى منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي وبعض الدول النايمة لطلب الدعم المالي بحُجّة مواجهة كورونا ، ولكن حجتهم بأن يواجهوا هذا الفيروس كانت حقيقة كاذبة فقد كانوا يسعون فقط لكسب الإعلام الخارجي واستعطاف الدول المانحة الأجنبية و نجحت هذه الدول في الحصول على الأموال الطائلة لها، وكان لها نصيب جديد في زيادة مناصبهم بالأموال الذي جمعت ولا يهمهم حياة أفراد شعبهم، فالفيروس عندهم هو رجل ثري بإمكانهم الحصول ما يرودون باسمه من الأموال الطائلة والمعدات والمستلزمات بحجة عدم تفشي ذلك الفيروس، وبالتأكيد مبدأهم المالي والاقتصادي هو السائد وحماية شعبهم لا تهمهم ويدعون دوما أن الله قادر على حمايتهم لأنهم يعتقدون بأن الله لا يضر المؤمنين به لكنهم لا يعلمون أن لغتهم هذه كانت كلغة المنافقين ولا يوجد لديهم صفة المؤمنين وهي الأخذ بالأسباب .
وهنا يأتي سؤال هام، هل كان للشعب العربي نصيبٌ مما جمعته حكوماتهم ؟
 و الجواب هو في المحور الذي سأتحدث عنه الآن ...
( كيف نرتقي ) لعّل العنوان غريب في هذا الإطار من الحديث السابق، و لكن المراد هنا ليس الارتقاء بالذات ...
سأتحدث عن مفاهيم الارتقاء لبعض الدول والحكومات العربية والإسلامية، ارتقت بالمال و الجاه و السلطان و الكرسيّ، يرتقي الرئيس العربي على كرسيّه و يتناسى أن له شعبٌ بحاجته يتناسى أن هناك وطنٌ لطالما ازدهر على أبناء شعبه يجب الحفاظ عليه، و للأسف لا أحد يفكر في ذلك ( إلا من رحم ربي ) .
 فدعونا نلقي نظرةً على الدول الأجنبية التي لا تنتمي للإسلام، كيف تعامل افراد شعبها بأسمى تعاليم الإسلام و الإنسانية وتحافظ على شعوبها وعلى أنفسهم .
فكيف تعاملت الدول الأجنبية مع هذا الفيروس ؟
 الدول الأجنبية كأمريكا وإسرائيل والصين وغيرها كثيراً من بلاد أجنبية يسكنها الغير مسلمين تعاملت مع جائحة كورونا بكل حذر وما زالت تتعامل بحذر فهناك العديد من الدول عندما بدأ عندهم إنتشار الفيروس قامت بعمل مقرارات صحية كبيرة ومجهزة بشكل كامل ورسخت كل جهودها بتخصيص تعويضات مادية ومعنوية وعملت بكل طاقتها على توفير أسمى سبل الراحة والأمان لمجتمعاتهم، ولا يهمهم هذه الأموال التي تصرف في هذا المجال فهمهم الأول والأخير هو الحفاظ على حياة شعوبهم وتفريغ كل جهودهم وتكريسها في مواجهة هذا الفيروس وعدم تفشيه .
فمن هنا أنطلق بمقالي هذا وأوضح :
 عيباً على المسلمين العرب أن يتعاملوا معاملة المنافقين ويتركوا للدول الأجنبية تترتقى وتسمو بأخلاق إسلامنا العظيم والحنيف فلا بد أن نعلم أن الله فعلاً هو القادرعلى كل شي وأيضاً كرمنا بدين الإسلام العظيم الذي يعلمنا كيف نحافظ على بعضنا وكيف نعامل أنفسنا وأن لا نظلم بعضنا البعض في أي شي وأن نخطو أخلاق إسلامنا ونرتقي به وأن نعلم أن الملك والمال والجاه والسلطان هو لله وحده عز وجل وأن مهما سعينا لأن نرتقي بالأموال فنهايتها زائلة وغير دائمة .
 وأيضاً بمقالي هذا أحب أن أوضح :
 أن الحقيقة الذي تتحدث بها بهذا المقال لا أنسبه لكل الدول العربية والإسلامية فهناك بلاد عربية وإسلامية أيضاً تميزت بمعاملة شعبها ورسخت كل جهودها بالحفاظ عليه، وأيضاً ليس هدفي أن أُشهر بسمو ورقي الدول الأجنبية بالتعامل بل أريد أن أوضح يجب على بعض الدول العربية والإسلامية أن تصحو ضمائرهم إتجاه أفراد شعبهم وأن يرتقو دوماً بأخلاق إسلامنا العظيم ويكون همهم الأخير الارتقاء بالمال والجاه والسلطان ولا يجعلون فرصة واحدة للدول الأجنبية بأن يكونوا مميزون بأخلاق المعاملة الراقية لإسلامنا العظيم .
فالحقيقة وللأسف فيروس كورونا جاء على طبق من ذهب لبعض الحكومات و الدول العربية و الإسلامية و جاء بأزمة حقيقية على باقي العالم أجمع الذي يهمهم حماية شعبهم بصدق وأمانة، وهو أيضاً بقرةٌ حلوب تدر بالأموال على أؤلئك الأقذار الذين رفعوا شعارً كيف نرتقي بالمال وكيف نكون أصحاب سيادة وكيف نسطو على كرسيّ الحكم و نعلو إلى مجد القيادة ...
ومن هنا أوجه كلمة لبعض زعماء العرب :
 لا تجعلوا أكبر همكم المال والجاه والسلطان واجعلوا ضمائركم صاحية فأنتم مسؤولون أمام الله عن شعوبكم فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )، فهنيئاً للدول العربية والإسلامية التي تتقى الله بكل صدق وأمانة بشعوبهم وتحافظ عليهم والخزي والعار للدول والحكومات الذي أهملت شعوبها والتفتت الي طريق المال والجاه والسلطان وجعلت للدول الأجنبية فرصة ونصيب بأن تسرق منهم أخلاق إسلامنا العظيم فأعلموا جميعكم كلنا زائلون ولا يدوم إلا وجه الله الكريم .
ختاماً :
 أريد أن أوضح لكم تكلمت في هذا المقال بمجرد رأي شخصي رأيته حقيقة ببعض المجتمعات العربية وكان لا بد أن نأخذه بعين الاعتبار وأيضاً تحدث بلغة عامة ولا أستخدم أي لغات رسمية ليكن مقالي مفهوم للجميع وإني أسأل الله لي و لكم دوام الصحة و العافية و السلامة من جميع الأمراض و الأسقام، و الهداية لكّل من ضلّ طريق الحق و الصواب.

 

المصدر: قدس نت -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت