قال مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطنية علي عبد ربه، إن 1354 إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" سجلت في الضفة الغربية، ناتجة عن الاختلاط والتجمعات، أي ما نسبته 60% من الاصابات، والـ40% المتبقية بسبب العمال القادمين من أراضي الـ48 وأهلنا هناك ومخالطين لهم.
وأضاف عبد ربه في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن الفيروس حتى الآن ينتشر على شكل بؤر في بعض المناطق، ونخشى من تطوره إلى مرحلة التفشي في المجتمع.
وأشار إلى أن انتشار الفيروس كان سريعا منذ بداية ظهوره في فلسطين، إلا أن الاجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة ابقت الوضع الوبائي تحت السيطرة، لكن مع إعادة تشغيل القطاعات والتوجه إلى التعايش مع المعطيات الجديدة، زادت الإصابات، ما تطلب من المواطنين الالتزام باجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي، لذا نشرت الوزارة 21 تعميما وبروتوكولا خاصا بإعادة فتح القطاعات.
وأضاف عبد ربه أن هناك استهتارا من المواطنين وعدم التزام بالتقيد باجراءات السلامة والتباعد، ما ادى إلى تسجيل عشرات الإصابات جراء الاختلاط، كما حصل في بيت العزاء في دير الحطب، والفرح في مردا.
وبين أن وزارة الصحة كانت وحتى 14 حزيران تقوم بتتبع الخارطة الوبائية لجميع المصابين ومخالطيهم وكانت الحالة الوبائية تحت السيطرة، ومع انفجار الوضع والزيادة الهائلة في اعداد الاصابات خاصة في محافظة الخليل، التي انتشر فيها على شكل بؤر ومناطق كاملة، اصبح من الصعب تحديد مصـدر العدوى.
وأشار عبد ربه إلى أنه لا يستبعد وجود بؤر غير مكتشفة للوباء في محافظات أخرى على غرار الخليل، لافتا إلى أن اي مصاب قادر على نقل العدوى الى 10-15 شخصا في المتوسط.
وحذر من أن المصابين في الموجة الثانية تظهر عليهم أعراض أكثر خطورة من مصابي الموجة الاولى أبرزها نقص الاكسجين في الدم، مشيرا إلى أن هناك 114 مصابا في مراكز الحجر والعلاج، 8 منها حرجة، 4 حالات في الخليل، وحالتان في بيت لحم، وحالتان في نابلس.
وشدد على أن التقارب الاجتماعي هو بيئة جيدة لانتقال العدوى، معتبرا ان الانتشار الكبير والارتفاع في اعداد المصابين يعود الى الانفتاح الكبير المرتبط بعودة الحياة الى طبيعتها وعدم التزام المواطنين بشروط السلامة والتباعد الاجتماعي.
وزيرة الصحة مي الكيلة أعلنت في مؤتمر صحفي من محافظة الخليل، أن هناك 1174 مصابا بفيروس كورونا في المحافظة، وتوقعت وجود مئات الحالات غير المكتشفة، محذرة من خطورة الحالة الوبائية التي قد تستدعي توفير كوادر طبية اضافية من المحافظات الأخرى لدعم الخليل.
وكان موقع corona.ps نشر يوم الاحد، تحليلا بيانيا خاصا، أفاد بأن فلسطين تتصدر قائمة الدول الأسرع انتشاراً لفيروس كورونا خلال الاسبوع الماضي، حيث تضاعفت أعداد المصابين في فلسطين باسبوع واحد فقط، لتتجاوز حاجز 2000 اصابة.
ويظهر التحليل تقدم فلسطين بفارق كبير عن باقي الدول من حيث نسبة ارتفاع عدد الاصابات الى عدد الاصابات الكلي، وسجلت قرابة الـ1000 إصابة خلال الأشهر الأربعة الماضية منذ وصول الوباء للبلاد، فيما سجلت ذات العدد تقريبا من الاصابات خلال الاسبوع المنصرم فقط، في أسرع نسبة تفشٍ مسجلة خلال الاسبوع ذاته عالمياً.
تجدر الاشارة إلى أن النسبة العالمية لزيادة اعداد الاصابات بالفيروس كانت قرابة 11% عالميا خلال الاسبوع الماضي، مقارنة مع نسبة 100% في فلسطين في الاسبوع ذاته.
مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، الناطق باسم الوزارة كمال الشخرة، حذر في بيان صحفي، من كارثة مقبلة عليها فلسطين بسبب مواصلة المواطنين الاستهتار وعدم الالتزام بالإجراءات الصحية، مشددا على أن احتواء هذه الازمة هو بيد المواطن.
وقال إن السبب الأساس في الانتشار الكبير لفيروس كورونا في الموجة الثانية هو الاختلاط والاعراس والتجمهر وعدم التقيد ببروتوكولات وزارة الصحة الأمر الذي جعل فلسطين في مقدمة الدول في تسجيل الإصابات.