- د. فايز أبو شمالة
في البلاد الديمقراطية تهتم الحكومات باستطلاعات الرأي، بينما في البلاد التي يحكمها دكتاتور، فلا تأخذ الحكومات بالرأي العام، ولا تلتفت إليه، لأن الذي يشكل الحكومة ليس الرأي العام، وإنما عصا الطغاة والبندقية.
تميز المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله بإصدار استطلاعات للراي فيها الدقة والموضوعية، وقد صدر عن المركز آخر استطلاع للرأي قبل يومين، فيه من المعطيات ما يفرض على قوى المعارضة الفلسطينية أن تلتفت إلى مضمونها قبل السلطة، وأن تعتمد نتائج الاستطلاع حجة لدى مناقشة سبل تقويم العمل السياسي الفلسطيني، وقد تضمن الاستطلاع:
1ـ نسبة 66% يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستقوم بضم الأغوار ومناطق الاستيطان في الضفة الغربية، فيما تعتقد نسبة من 28% أنها لن تفعل ذلك
هذه النسبة لا تعكس القلق الفلسطيني فقط، وإنما تعكس عدم ثقة الجمهور بقدرة السلطة الفلسطينية على مواجهة القرارات الإسرائيلية، وعدم استعدادها لذلك.
2ـ لا تتوقع الأغلبية 57% أن تعمل الحكومة الإسرائيلية الجديدة على التوصل لترتيبات سلام مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وهذا يؤكد فهم المجتمع الفلسطيني لطبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه يعكس عدم الرضا عن اتفاقية أوسلو، ونتائجها.
3 ـ تقول نسبة 71% أنها تؤيد وقف العمل باتفاق أوسلو، وقطع كافة العلاقات بين السلطة والعدو، بينما لا تؤيد ذلك نسبة من 21%،
وهذه نسبة تجبر أشد المؤيدين للتواصل مع الإسرائيليين إلى الانزواء والخجل.
4ـ تقول نسبة من 61% أنها تؤيد اللجوء لمقاومة شعبية، بينما تقول نسبة من 35% لا تؤيد اللجوء لمقاومة شعبية سلمية .
وهؤلاء غير المؤيدين للمقاومة الشعبية، هم أنفسهم غير المؤيدين للمقاومة المسلحة، كما سيرد في البند 5، وهم عشاق المفاوضات مع إسرائيل كما يظهر في بند 6
5 ـ تقول نسبة من 52% أنها تؤيد العودة للعمل المسلح، بينما تقول نسبة من 42% أنها لا تؤيد.
وهذه النسبة تؤكد تفضيل الفلسطينيين مواجهة العدو على التفاوض معه، وهذا ما يؤكده البند6
6ـ تقول نسبة 53% أنها لا تؤيد العودة للمفاوضات مع إسرائيل وأمريكا حتى مع خطة سلام تفصيلية جديدة، بينما يؤيد ذلك نسبة و36%.
وهذه رسالة شعب تفرض على عشاق المفاوضات مع إسرائيل أن يأخذوا بها.
7ـ تقول نسبة 70% أنها لا تتوقع قيام الأردن أو مصر بسحب سفيرها في إسرائيل، وتقول نسبة من 78% أنها لا تتوقع أن تقوم دول أوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل، وتقول نسبة من 78% أنها لا تتوقع أن تقوم الدول العربية في الخليج العربي أو بعضها بوقف التطبيع.
وهذه النسبة تعكس وعي الشارع الفلسطيني لجذر المأساة التي تعيشها القضية الفلسطينية.
8ـ تقول نسبة 81% أنها قلقة أن يؤدي وقف العمل بالاتفاقيات إلى عدم تحويل إسرائيل لأموال الجمارك مما يؤدي لوقف دفع رواتب موظفي السلطة،
وهنا نقول: بل السلطة هي التي رفضت تسلم أموال المقاصة.
9ـ تقول نسبة 57% أنها لا تعتقد أن السلطة الفلسطينية قد قامت فعلاً بقطع العلاقات الأمنية مع إسرائيل أو أوقفت التنسيق الأمني فيما تقول نسبة من 32% فقط أنها قد قامت فعلاً بذلك.
وهذه نسبة تعكس عدم الثقة بقيادة السلطة الفلسطينية، وعدم الثقة بخطواتها لمواجهة الضم.
10ـ نسبة 58% تقول إنها تريد من الرئيس الاستقالة فيما تقول نسبة 34% أنها تريد من الرئيس البقاء في منصبه.
ويعزز كل ما سبق، أن نسبة 42% فقط سينتخبون محمود عباس رئيساً، بينما سينتخب إسماعيل هنية 49% من الشعب الفلسطيني.
أما لو كانت المنافسة بين مروان البرغوثي وإسماعيل هنية فإن البرغوثي يحصل على 57% وهنية على 36%.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت