على من يلوم صناع أوسلو ان يتذكر كيف بدأ مؤتمر مدريد

بقلم: رائد موسى

رائد موسى
  • رائد موسى

 يرى أبوعودة بان القيادة الفلسطينية اخطأت في قبولها لتأجيل مواضيع القدس والحدود واللاجئين ويتهمها بالجهل بأصول التفاوض ، وكأن القيادة الفلسطينية لا تدرك بان جوهر الصراع يكمن بالقدس والحدود واللاجئين !
 تناسى الأخ عدنان ابوعودة بان الولايات المتحدة الأمريكية ومعها روسيا قد اوضحتا من خلال رسائل الدعوة لمؤتمر مدير للسلام الخطوات المرحلية الانتقالية التي على أساسها بين إسرائيل والفلسطينيين ستدور المفاوضات حيث ستدور "على مراحل، تبدأ بمحادثات حول ترتيبات الحكم الذاتي المؤقت.
ستدوم ترتيبات الحكم الذاتي المؤقت مدة خمسة أعوام. وبدءاً من العام الثالث من فترة ترتيبات الحكم الذاتي المؤقت، ستجري المفاوضات بشأن الوضع الدائم. وسوف تدور هذه المفاوضات الخاصة بالوضع الدائم والمفاوضات بين إسرائيل والدول العربية على أساس القرارين 242 و338". وان الوفود العربية التي قبلت تلبية الدعوة لمؤتمر مدريد قبلت الخطة التي وضعت أسسها الولايات المتحدة وروسيا في رسائل الدعوة ، لذلك القبول بالمرحلية في أوسلو هو ليس خيار فلسطيني انما هو شرط أساسي وافق عليه العرب وخصوصا الوفد الأردني الذي شارك الفلسطينيين من خلاله في مؤتمر مدريد للسلام .
 بمعنى ان القبول بالمرحلية في التسوية السياسية هو ليس نتاج مفاوضات فلسطينية اسرائيلية انما هو شرط أساسي غير خاضع للتفاوض من اجل دخول عملية التسوية السياسية من أساسها . الأخ عدنان ابوعودة يتحدث عن أوسلو وكأنها اتفاق حل للصراع بينما هي في الواقع اتفاق يهدف الى تمهيد الاجواء لإطلاق مفاوضات تسوية سياسية دائمة . بالرغم من ذلك فقد وافق العرب على الشروط الأمريكية بعد ان أقرت الولايات المتحدة برسائلها للتطمينات بانها لا تعترف بضم اسرائيل القدس الشرقية وترفض أي تغييرات او خطوات اسرائيلية احادية بخصوص حدود ال67 وان أهل القدس سيشاركون بأي انتخابات فلسطينية وان أي حل هو قائم على القرارات 242 و338، واللذان يوضحان حدود الأرض الفلسطينية ويؤكدان على ضرورة ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين .
 وقد أعلنت الولايات المتحدة رفضها للاستيطان برسائل التطمينات للجانب الفلسطيني كتالي: "لا ينبغي لأي طرف أن يقوم بأفعال من جانب واحد بهدف البت المسبق في قضايا لا يمكن أن تحل الا من خلال المفاوضات وفي هذا الصدد عارضت الولايات المتحدة وستواصل معارضتها للنشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة في عام 1967 والذي يظل عقبة أمام السلام".
 وقد تم الاتفاق على ذلك باتفاق أوسلو من خلال البند 7 من المادة 31 كالتالي: "لن يقوم أي طرف بالبدء أو بأخذ أي خطوة يمكن أن تغير في وضع الضفة الغربية وقطاع غزة لحين التوصل إلى نتائج مفاوضات الوضع الدائم"....".
الكثير ممن لام القيادة الفلسطينية على عدم حسمها لقضية الاستيطان في أوسلو نسي او تناسى بانه من المجحف وضع قضية الاستيطان كقضية تفاوض ومساومة، فالجرائم لا يمكن ولا يجوز ان يتم وقفها بناء على اتفاق بين الجاني والمجني عليه، واتفاقيات جنيف لا تجيز ذلك، فمثلا لا يجوز ان يتم الاتفاق على وقف إسرائيل لاستهدافها الأطفال الفلسطينيين، ولا يصح القول ان استمرار قتل إسرائيل لأطفال فلسطينيين يعود لعدم وجود بند يوقف ذلك بالاتفاق الذي ينظم العلاقة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين. ولتجاوز هذا الاجحاف وغيره من القضايا، تم الاتفاق في أوسلو2 على انه "ليس في هذا الاتفاق ما يمس أو يستبق نتائج المفاوضات التي ستجري حول الوضع الدائم طبقا لإعلان المبادئ، ولا يعد أي من الطرفين بحكم دخوله في هذا الاتفاق متخليا أو متنازلا عن أي من حقوقه أو مطالباته أو مواقفه القائمة".
 لذلك ليس من الشطارة على أحد من العرب ان يلوم اليوم القيادة الفلسطينية على سيرها بمسار أوسلو فمؤتمر مدريد للسلام هو الذي أسس لأوسلو وبكل تفاصيلها وآخر من التحق بمؤتمر مدريد هم الفلسطينيون وبشكل غير مباشر من خلال الوفد الأردني .
ثم نجحت القيادة الفلسطينية باستبدال عبارة ان الحل يقوم على القرارات 242 و338، التي وافق عليها العرب ، بان الحل يقوم على تنفيذ القرارات 242 و338. حيث ان هناك فرق بين اعتبار القرارات اساس يحوم الحل حوله كما يحاول ترامب اليوم ، واعتبار الحل يقوم على تنفيذ تلك القرارات والذي يعني الانهاء الكامل للاحتلال وحل عادل لقضية اللاجئين .

المصدر: قدس نت -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت