- عطا الله شاهين
لا يمكن تخيّلك لحالتك النفسية حين تعيش لفترة طويلة من الزمن، وتكون عيشتك فيها مختلفة تماما عن عيشتك قبل ظهور كورونا، فاستمرار الجائحة يزعجك وأنت تراها مخيمة بشبحها على كل دول العالم منذ أكثر من ستة أشهر، ولا أفق قريب لزوال هذه الجائحة، وأنت تظل خائفا من أن تمرض من وباء لا علاج له بعد، وتراكَ تبتعد عن الناس المحيطين بك قدر الإمكان كل يوم عند خروجك مضطرا للعمل، وترتدي الكمامة كإجراء وقائي كي لا تصيبك عدوى الفيروس التاجي كوفيد 19..
تصعق كلما تسمع أخبارا يومية عن عدد وفيات كورونا في العالم.. تجنّ من استمرار إغلاق المطارات والمعابر بين الدول، لأنك بحاجة إلى سفر..
تشعر بأن الفيروس سجنك في وطنك، ولا أمل من الخروج من سجن كورونا قريبا.. تفقد عقلك حين تقرأ خبرا بأن كورونا سيستمر لمدة ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام..
فأن تعيش في زمن كورونا يعني أنك تعيش عيشة خوفٍ، وتظل مرتعبا حتى من أقرب المقربين لك، أو تخاف أن تكون مريضا وتنقل لهم العدوى، ويظل جو كورونا يرعبك، ولا تستطيع أن تظل حبيس المنزل للأبد، فأنت مرغم أن تعمل كي تعيش.. تشعر بإحراج حين يدعونك الأصدقاء أو المعارف لحفة عرسٍ، تقول في ذاتك: أذهب إلى عرس فلان أم أتحجج بحجج مقنعة كي لا أصاب بعدوى كورونا..
تهرب من تعزية فلان على موت قريبه خوفا من عادة التقبيل لذوي الميت .. فأن تعيش في زمن كورونا يعني أن كل شيء في حياتك تخربط تحاول قدر الإمكان التأقلم والتعايش مع وباء كورونا، لكنك تظل عائشا في رعب من أن تصاب بعدوى كورونا، وتطرحك في مشفى لزمن، وإذا كانت مناعتك ضعيفة تصلي ليل نهار كي تتعافى من فيروس لا يفرق بين بشرة سوداء وبيضاء وصفراء وحمراء، وبين دين ودين، وبين جنس وجنس.. فحين تعيش في زمن كورونا تظلك منزعجا من استمرار تفشي كورونا..
ترغب في العودة إلى حياتك الطبيعية كما كانت قبل ظهور كورونا.. تظلّ تتمنّى كل يوم أن يزول هذا الفيروس اللعين من الوجود.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت