عبر عاملون في قطاع السياحة المصري عن سعادتهم باستئناف السياحة الخارجية للبلاد ، ومنوا أنفسهم بتعويض الخسائر التي تعرضوا لها خلال الفترة الماضية جراء توقف السياحة.

واستأنفت مصر الاربعاء الماضي السياحة الخارجية جزئيا، لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة شهور من توقفها، في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وفتحت مصر سلسلة من المتاحف والمعابد والأديرة أمام السياح، فضلا عن المدن السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة ومطروح.

واعتبر المرشد السياحي مصطفى إبراهيم (39 عاما)، أن "عودة السياحة الخارجية بداية جيدة تعطى الأمل لكافة العاملين فى هذا القطاع، الذي يعمل به أكثر من مليوني شخص".

وأضاف إبراهيم لوكالة أنباء (شينخوا)، "اتمنى أن تعود السياحة إلى ما كانت عليه قبل ظهور هذا المرض، واتوقع أن تعود بشكل جيد فى أواخر العام الجاري".

وأشار المرشد المصري، إلى أن توقف السياحة كان له تأثير سلبي كبير جدا على كافة العاملين سواء في المواقع السياحية أو الفنادق والمطاعم وغيرها، ولفت إلى أن بعض أصدقائه ممن يملكون مطاعم قاموا بإغلاقها خلال فترة توقف السياحة.

ونوه بأنه قام منذ شهرين بتشغيل سيارته في شركة (أوبر)، من أجل تغطية احتياجات أسرته، بسبب عدم وجود مصدر آخر للدخل.

ورأى أن الحكومة المصرية بذلت مجهودا كبيرا لاستئناف السياحة، حيث قامت بتنفيذ كافة الإجراءات الوقائية فى جميع المواقع السياحية.

ويعمل إبراهيم مرشدا في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة، والتي افتتحت أمام السائحين اليوم.

وزار منطقة الأهرامات الشهيرة اليوم 100 مصري و 10 سائحين أجانب، حسبما ذكر أشرف محي الدين مدير عام المنطقة لـ (شينخوا).

واعتبر محي الدين أن فتح منطقة الأهرامات أمام السائحين خطوة جيد جدا، وتوقع زيادة أعداد السائحين خلال الأيام المقبلة.

ويشترط على السائحين ارتداء الكمامات أثناء زيارة الأهرامات، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وفقا لمحي الدين الذي أشار إلى تنفيذ عملية تعقيم يومي للمنطقة وقياس درجة حرارة السياح قبل بدء برنامج الزيارة.

وأوضح محي الدين، أن وزارة الآثار استغلت فترة توقف السياحة في بث مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حول المواقع الأثرية المصرية، وهي خطوة أوصلت الحضارة والتاريخ المصري للعالم، وخلقت حالة من الشغف لزيارة المواقع السياحية فى مصر.

وأكد أن استئناف السياحة الخارجية بشكل جزئي "خطوة إيجابية جدا"، وتوقع عودة السياحة لوضعها الطبيعي فى شهر نوفمبر أو ديسمبر المقبلين.

بينما زار 50 مصريا ومثلهم من الأجانب معبد الكرنك في الأقصر، جنوب القاهرة، حسب الدكتور صلاح الماسخ مدير المعبد.

وأوضح الماسخ لـ (شينخوا)، أن جميع السياح أشادوا بالإجراءات الاحترازية داخل المعبد.

وقام المرشد السياحي أحمد البعيرى اليوم بجولة باللغة الإنجليزية في معبد الأقصر لعدد من الأجانب المقيمين في المدينة.

وأوضح البعيري، أن السياح الأجانب التقطوا الصور داخل المواقع الأثرية، وحرصوا على القيام برحلة في نيل الأقصر.

وخلافا للبعيري، ينتظر زميله هانى عبد الرازق (36 عاما) عودة السياحة بقوة حتى يستأنف عمله كمرشد سياحي.

وقال عبدالرازق، إن "مصر قامت بإعادة السياحة بشكل تدريجي وهذا هو المطلوب، وبالطبع العاملون فى القطاع سعداء بالقرار، الذي يعكس اهتمام مصر بالسياحة مع تنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية".

وأضاف أن "نحو 10 آلاف مرشد سياحي توقف دخلهم تماما منذ حوالي أربعة أشهر، لذلك عندما تعمل الدولة على عودة السياحة الخارجية فهذا يمنحهم الأمل مرة أخرى، خاصة أنه كان هناك تصور بأن الإغلاق سيستمر حتى نهاية العام".

واستعداد لعودة السياح، قام أحمد توفيق (44 عاما)، وهو صاحب بازار في الجيزة، بوضع المطهرات والكمامات ولافتات عن التباعد الاجتماعي في البازار.

وقال توفيق لـ (شينخوا)، "نحن سعداء باستئناف السياحة، الذي جعلنا نتنفس الصعداء، لأنه الأهم بالنسبة لنا".

ويعمل في بازار توفيق أربعة أشخاص، يتقاضون نصف رواتبهم منذ مارس الماضي، بسبب توقف السياحة.

وأضاف رجل الأعمال المصري، "نفتقد السياح الأجانب، والحكومة تقوم حاليا بمجهود كبير لعودة السياحة، وتتخذ إجراءات صارمة لطمأنة السائحين، ونحن مستعدين تماما لاستقبالهم".

ودعا المنشآت السياحية إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية حتى تعود السياحة بشكل أسرع.

بينما عبر محمد عبدالرحيم (48 عاما)، وهو صاحب بازار سياحي في الأقصر، عن أمله في عودة السياحة بشكل كامل في أقرب وقت ممكن، من أجل تسديد الديون المتراكمة عليه.

وقال عبدالرحيم، إن "فتح المواقع الأثرية اليوم بمثابة فرحة كبيرة لنا.. بعد أن شعرنا بالأمل من جديد في إعادة إحياء الحركة السياحية".

وأشار إلى أن أصحاب البازارات السياحية في الأقصر قد مروا بأصعب 100 يوم جراء أزمة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث توقفت الحركة السياحية بشكل كامل لأول مرة.

من جانبه، أكد وزير السياحة والآثار خالد العناني في بيان أن "إعادة الفتح التدريجي للمتاحف والمواقع الأثرية رسالة للعالم باستعداد مصر لاستقبال السياحة الخارجية، كما أنه يعد تدريبيا للعاملين على الالتزام بالإجراءات الخاصة بالسلامة الصحية".

واعتبر أن قدوم سياح أجانب إلى مصر اليوم "يعكس ثقة العالم في الإجراءات وضوابط السلامة الصحية التي اتخذتها مصر".