وداع حزين على حافة الكون .. هروبك لم يعد مقنعا .. اختباؤك في العدم ليس مبرِّرا ..

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين
  • عطا الله شاهين

وداع حزين على حافة الكون
ذات عتمة على حافة الكون رأيتها ترتجف من رياح مغناطيسية هبّت علينا، رغم دفء الرياح، وكادت تمزق جسدينا، فوشوشت في أذني بصوت مسموع:
 أرغب براحة أبدية هنا على حافة هذا الكون، الذي يبهرنا بعتمته، ورغم برد حافة الكون، الا أننا نشعر وكأننا نولد من جديد بطاقة غريبة تجعلنا نفكر خارج الوعي،
فقلت لها: دعك من خيال عقلك، الذي تشوش من رياح مغناطيسية كادت أن تقتلنا للتو، فصمتت، وكانت تنظر بعينين حزينتين،
 وقالت: أتدري لم أرغب الموت، كما هو شعوري الآن، لقد تعبتُ من الدوران في كون لا نهاية له، فقلت لها: ألمْ تفكري بي حين رغبت للتو بالراحة الأبدية، فها أنت ترغبين بالرحيل عن جسدي، الذي يتدفّأ منك منذ زمن، كيف نسيت التصاقي،
فقالت: أرغب براحة أبدية على كوكب نظيف.. أتمنى أن أولج إلى ما وراء الكون قبل موتي، لا لشيء فقط لايقاف العقل عن التفكير لأصل إلى الموت برغبة حقيقية، لأعيش الصمت الحقيقي في عتمة مختلفة، لأعبر الزمكان، وأرى بداية البداية للحياة،
فقلت لها أراك تهذين من وقوفنا هنا لسرمد على حافة الكون، صمتت ولم تعد تتكلم معي، فأدركتُ بأنها رحلتْ ساترك جثتها في فراغ الكون، وبرحيلها سأتجمّد من برْد هذا الكون..
 إنه مشهد أخير يحزنني، فلا أحد سيكتب المشهد من بعدي، ها أنا أطلق جثتها للعتمة كان وداعي لها حزينا، فلم أرغب بمنعها من الوصول إلى راحتها في كون آخر. .


 هروبك لم يعد مقنعا ..

 عندما تولجين في اللا مكان كأنك تختفين في العدم لسبب تافه
 استغرب من هروبك الذي لم يعد مقنعا فحججك في الاختفاء لأيام تبرريه بحجج واهية
لا يمكنك أن تبقي لزمن دون حُبّي، وأنت تحاولين البقاء في العدم لفترة أطول
فكوني واثقة بأنني لنْ أولج إلى سراديب العدم لأرجاعك
 ستفهمين بعد حين بأنني كنت على حق في توبيخي لك على هدوئك المجنون في الحُبّ
 فاختباؤك لزمن في سراديب العدم هو فعل أحمق لن أقنع عقلي كي أسير خلفك لمعاتبتك على هروبك مني
فبقاؤك في اللا مكان لزمن سيجعلك تندمين على هروبك من صخب الحُبّ، الذي يجنّ بحضورك..
لا يمكنك البقاء بدون حُبّي في سراديب العدم، لأنك ستتذكّرين اجواء الحُبّ الرومانسية
 فأنا مدرك بأنك ستعودين بعد حين فهروبك لم يعد مقنعا..

اختباؤك في العدم ليس مبرِّرا ..

 عندما تختبئين في العدم هربا من توبيخي لك على تصرفاتك الصبيانية فهذا ليس مبرِّرا فحججك في الاختباء في العدم لا يقنعني البتّة
 لا يمكنك أن تبقي لزمن في العدم لأنك محتاجة لحُبّي فكوني واثقة بأنني لنْ أركضَ خلفك للتوسّل كيْ تعودي إليّ
 هناك ستعلمين بأن توبيخي هو لحثّك على الاستمرار في صخبِك للحُبّ
فاختباؤك لزمن في العدم لكي لا تريني ليس مبرّرا البتة..
 لن ألحقَ بك إلى العدم كي أعيدكِ بكلمات تأسّف مني فاختباؤك لزمن بعيدة عني،
لأنني قلت لك كلمات جارحة فهذا شيء محزن..
لا يمكنك البقاء متلاشية في العدم لوقتٍ طويل فأنا مدرك بأنك لن تستطيعي العيش بلا حُبّي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت