الحق الذي لا يموت

بقلم: حكم طالب

حكم طالب
  • بقلم حكم طالب

                في سياق المؤامرة الكبرى التي احاكت خيوطها الدول الاستعمارية من خلال اتفاق "سايكس- بيكو" لتقسيم الوطن العربي الى مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا لإحكام السيطرة عليه والسيطرة على مقدراته ونهب خيراته وتجزئته، فكانت فلسطين من حصة بريطانيا والتي بموجبه اصدرت وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، فباشرت وبكل الوسائل لتنفيذ هذا الوعد من خلال الاحتلال العسكري وانتهاء بالانتداب على فلسطين وادراجه ضمن بنود صك الانتداب فعملت على تشجيع الهجرة اليهودية من كل انحاء العالم وتجميعهم في فلسطين  وتهيئة المناخ لكل اشكال الاستيطان وتسريب الاراضي لليهود للسيطرة عليها وتوفير كل اشكال الدعم للعصابات الصهيونية لتمكينها من السيطرة وفي المقابل قمع مقاومة الشعب الفلسطيني بكل اشكالها والتعامل معها بمنتهى القسوة  والقوة واستخدامها لسياسة فرق تسد لتجزئة  الشعب الفلسطيني وتفتيته وضرب نسيجه الاجتماعي والوطني ومهدت لليهود قيام دولتهم" اسرائيل" على ارض فلسطين وعلى حساب حقوق شعبها.

 

                 اقدمت العصابات الصهيونية  خلال تلك المرحلة التاريخية في تاريخ القضية الوطنية على اكبر عملية اقتلاع للشعب الفلسطيني صاحب الارض والمتجذر فيها  وتهجيره لحوالي سبعمائة وخمسين الف فلسطيني  قسرا عن ديارهم وبيوتهم وممتلكاتهم الى الدول العربية المجاورة ليعيشوا معاناة اللجوء والشتات ، واستخدامها لسياسة التطهير العرقي والابادة الجماعية والتي ادت الى تدمير المئات من القرى والبلدات ومسحها عن الخريطة وارتكابها المجازر بحق الشعب الفلسطيني مخلفة عشرات الالاف من الشهداء وضياع للهوية والشخصية الوطنية وتفتيت للنسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني ، حقيقة ما حصل شكل اكبر مأساة انسانية في التاريخ البشري امام سمع ونظر هذا العالم الذي لا يرى ولا يسمع مع الاسف .

 

               ان قضية اللاجئين تعد لب وجوهر القضية الفلسطينية وهي احد اهم الثوابت الوطنية التي اقرها الاجماع الوطني الفلسطيني والذي اكد على ان حق العود مقدس كفلته كل المواثيق والاعراف الدولية وعلى راسها القرار الاممي 194 وهو حق فردي انطلاقا حرمة الملكية الخاصة وجماعي استنادا الى الحقوق الثابتة والغير قابلة للتصرف  وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، وهذا الحق لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن وان الشعب الفلسطيني متمسك بهذا الحق الذي قدم من اجله الكثير من التضحيات خلال هذه المسيرة النضالية الطويلة من شهداء وجرحى ومعتقلين.

 

          ان قضية حق العودة ظلت محل استهداف لشطبه والالتفاف عليه  في كل محطات النضال الوطني الفلسطيني من خلال طرح العديد من مشاريع التوطين التي تمس بحق العودة والعمل على انها قضيتهم واغلاق هذا الملف والذي يشكل محور الصراع الفلسطيني الاسرائيلي  وكان ذلك في اطار المشاريع الامريكية والاسرائيلية وحتى العربية وانتهاء بالمؤامرة الكبرى " صفقة القرن" المشروع الامريكي الانهزامي الاستسلامي والحرب الامريكية الاسرائيلية المفتوحة على الشعب الفلسطيني والانقضاض على ثوابته الوطنية وعلى راسها قضية اللاجئين وحقهم في العودة من خلال ما اقدمت عليه الادارة الامريكية من وقف الدعم المالي عن وكالة الغوث الشاهد الحي على النكبة لإنهاء دورها وطرح موضوع اعادة تعريف اللاجئ والحاق قضيتهم بالمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة اسوة بلاجئ سوريا والعراق...الخ  وكل هذه المشاريع كما غيرها ستفشل ولن يكتب لها النجاح بإرادة هذا الشعب وتصميمه على مواصلة نضاله حتى تتحقق اهدافه في الحرية والاستقلال والعودة .

عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت