شرع ما إجماليه 10.71 مليون طالب صيني يوم الثلاثاء في خوض الامتحان الوطني السنوي للالتحاق بالجامعة، والذي يعرف باسم "قاوكاو"، وسط تدابير صارمة لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مراكز الامتحانات المنتشرة في أرجاء البلاد.

وفي هذا العام تم إرجاء قاوكاو، أهم حدث بالنسبة للطلاب الصينيين، لمدة شهر واحد جراء الوباء. وتمت إقامة أكثر من 7000 مركز للامتحانات تضم قرابة 400 ألف غرفة امتحان، بينما يعمل 945 ألف شخص كمراقبين أو مقدمي خدمات.

وفي شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي بشمال غربي الصين، تم وضع نقاط لقياس درجة حرارة الجسم عند مداخل مراكز الامتحانات، بينما تجري أعمال التطهير عقب كل امتحان.

وفي مدرسة شيآن هوانغخه المتوسطة، يخضع الطلاب لفحص درجة حرارة الجسم مرتين قبل الدخول إلى غرف الامتحان. وبين هذين الفحصين لحرارة الجسم، ينتظرون الطلاب في ملعب المدرسة للتحقق من هويتهم.

كما خصصت المدرسة ثلاث غرف امتحان احتياطية للحجر الصحي، حيث يتم إرسال الطلاب الذين يعانون من حمى أو سعال إلى هذه الغرف بعد تشخيص حالتهم.

وفي ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، خفضت السلطات التعليمية المحلية عدد الطلاب في كل غرفة امتحان من 30 إلى 25 طالبا واستبدلت بصمة الإصبع بخاصية التعرف على الوجه لتجنب الاتصال باللمس.

وأوضحت وزارة التربية والتعليم الصينية أن أعمال فحص درجات حرارة الأجسام والملاحظة الصحية لمرشحي قاوكاو والموظفين، بدأت على أساس يومي في أنحاء البلاد قبل 14 يوما من الامتحانات، مشيرة إلى أنه تم وضع خطط طوارئ في المناطق التي تضربها الفيضانات.

ومع إرجاء لمدة شهر واحد، دخلت الصين إلى أحد أشد الشهور حرارة، بينما اتخذت السلطات تدابير للتخفيف من تأثير درجات الحرارة على أداء الطلاب.

وفي مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، قالت السلطات التعليمية المحلية إنه تم تركيب مكيفات هواء في جميع مراكز الامتحانات في أنحاء المقاطعة هذا العام والتي ستستقبل 674 ألف طالب.

كما اتُخذت إجراءات مماثلة في ووهان بوسط الصين، وهي المدينة التي كانت قد تضررت بشدة من فيروس كورونا الجديد، حيث يخوض 59 ألف طالب قاوكاو في 58 مركزا مكيفا للامتحانات.

وتمت تعبئة المجتمع لجعل عملية خوض قاوكاو أكثر سهولة ويسرا بالنسبة للطلاب.

وفي هايكو، حاضرة مقاطعة هاينان بجنوبي الصين، تمت إقامة 10 مراكز للخدمات التطوعية في أنحاء المدينة لتزويد الطلاب وآبائهم بمعلومات حول مكافحة الوباء واستشارات نفسية وعمليات توصيل مجاني إلى مراكز الامتحانات فضلا عن تقديم التوجيه المروري.

ويجري تقديم هذه الخدمة منذ أكثر من 10 أعوام خلال قاوكاو، لكن في هذا العام يقدم المتطوعون الخدمة برعاية أكبر، حيث يطالبون الطلاب وآباءهم بارتداء أقنعة الوجه ويقدمون لهم مطهرات.

وتخدم شياو دان، وهي عاملة صحية في مقاطعة جيلين بشمال شرقي الصين، خلال قاوكاو للمرة الأولى في حياتها المهنية التي تمتد لـ23 عاما، وتقر بأنها تشعر بضغط.

ومع اضطلاعها بالوقاية من الوباء في أحد مراكز الامتحانات، فإنها تحدد ما إذا كان الطالب بحاجة إلى استخدام غرفة امتحان احتياطية أو الخضوع لاختبار الحمض النووي.

وقبل أسبوع من الامتحان، بدأت شياو وفريقها تطهير مراكز الامتحانات والقيام بالتجهيزات. ووصلت إلى المدرسة قبل ساعتين ونصف من موعد عقد أول امتحان يوم الثلاثاء لإجراء بروفة حول أعمال الوقاية مرة أخرى.

وقالت شياو "ابني في الصف الثاني الثانوي، لذا أعي تماما ما يشعر به الآباء. وأبذل كذلك قصارى جهدى للتأكد من أن كل الأمور تسير على ما يرام بالنسبة للطلاب".