أحداث ثنائية مكثفة خلال نصف شهر..تدفع العلاقات الصينية-العربية لمزيد من "التقارب الوثيق"

من "الاجتماع الاستثنائي لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية" إلى "الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي"..استقبلت الصين والدول العربية سلسلة من الفعاليات الثنائية المهمة على مختلف المستويات خلال أقل من نصف شهر، ما أدخل العلاقات بين الجانبين لمزيد من "التقارب الوثيق" برغم جائحة فيروس كورونا الجديد التي تركت تداعيات على العالم.

ومن خلال هذه المناسبات، يرسم الجانبان الصيني والعربي مخططا للتعاون يدا بيد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في ظل جهودهما المشتركة لمكافحة الوباء وفي حقبة ما بعد الوباء.

- مشاركة تجربة الحوكمة على المستوى الحزبي

عقد الاجتماع الاستثنائي لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية خلال الفترة ما بين 22-24 يونيو 2020، عشية الاحتفال بالذكرى الـ99 لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، تحت عنوان "العمل يدا بيد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد"، تحت رعاية دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بمشاركة أكثر من 60 مسؤولا حزبيا بالدول العربية عبر الفيديو.

وأرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رسالة تهنئة إلى الاجتماع، كما أرسل عدة قادة من الدول العربية كلماتهم عبر مقاطع فيديو ورسائل مكتوبة إلى الاجتماع، ما جسد اهتمامهم البالغ بتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية-العربية، ودعمهم الثابت لتعميق التواصل والتعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية.

ويعتبر مؤتمر الحوار منصة هامة للتعاون والتبادل بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية. وقد لعب الاجتماع الذي انعقد على الخلفية الاستثنائية لتفشي وباء فيروس كورونا الجديد، دورا إيجابيا لحشد قوة الجانبين الصيني والعربي في مكافحة الوباء وتعميق التبادل والتعاون بينهما ودفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية.

وقال الرئيس شي في رسالة التهنئة إنه في مواجهة الوضع الجديد والتحديات الجديدة في أعقاب الوباء، فإن الحزب الشيوعي الصيني على استعداد للعمل جنبا إلى جنب مع أحزاب الدول العربية لتحقيق دور أفضل لهذه المنصة من خلال التواصل الاستراتيجي المكثف ومشاركة تجربة الحوكمة على خلفية الوقاية من المرض والسيطرة عليه.

وأعلنت الصين خلال الاجتماع الاستثنائي أنه خلال السنوات الثلاث القادمة سيدعو الحزب الشيوعي الصيني 200 قيادي من أحزاب الدول العربية لزيارة الصين سنويا، كما يستعد لإرسال الوفود لزيارة الدول العربية تلبية لدعوات الجانب العربي، من أجل إجراء التبادل المعمق حول حوكمة الدولة والطرق التنموية ومكافحة الفقر وبناء الحزب وغيرها.

- تعزيز التواصل على المستوى الشعبي

وفي أواخر يونيو، عقد اجتماع افتراضي بين علماء مؤسسات فكرية من الصين والجزائر ومصر ولبنان وغيرها من الدول العربية، برعاية جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية، وجمعية الصداقة الصينية العربية ورابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية.

وتوصل الاجتماع إلى اتفاق واسع وأصدرت بالإجماع "المبادرة المشتركة لعلماء المؤسسات الفكرية الصينية والعربية للتضامن والتعاون في مكافحة الوباء والعمل معا لتعزيز بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، حيث دعا إلى النقاط الثلاث التالية:

- تعزيز التعاون العلمي الدولي لمكافحة الوباء بين الجانبين الصيني-العربي، وتقديم مساهمات في معركة العالم ضد الوباء.

- الاستعداد للوقوف إلى الجانب العادل والمشاركة في حملة إعلامية واسعة لنشر الطاقة الإيجابية لحماية العدل والعدالة بالعالم، والمعارضة بشدة لاستغلال الوباء لأهداف سياسية ووصم الآخرين ولصق الفيروس جغرافيا بدولة معينة.

- مواصلة تقوية الحوار الحضاري بين العالم العربي والصين، واستمرار تعميق التعاون والمنافع المتبادلة الثنائية، والتقدم معا لتحقيق أهداف بناء مبادرة "الحزام والطريق" لتقديم مساهمات جديدة في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

- رسم مخطط للتعاون على المستوى الحكومي

ومن خلال الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني-العربي الذي عقد عبر الفيديو مساء يوم الاثنين، اتفقت الصين والدول العربية، على الاشتراك في مكافحة وباء فيروس كورونا الجديد، وتعميق التعاون في مختلف المجالات، وانتهاز الفرص الجديدة في إطار بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية.

يذكر أن الاجتماع برئاسة كل من عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وحضره وزراء خارجية ومسؤولون على المستوى الوزاري من جميع الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، فضلا عن أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.

وبعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة إلى الاجتماع، قائلا إن الجانبين الصيني والعربي عززا خلال العامين الماضيين التنسيق الاستراتيجي وتآزر الأعمال، وتم تعميق الشراكة الاستراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل بين الصين والدول العربية.

وأوضح شي أن الصين والدول العربية قدمتا مساعدة متبادلة ودعما قويا لبعضهما البعض، وشاركتا في تعاون وثيق منذ تفشي وباء فيروس كورونا الجديد، مشيرا إلى أن هذا مثال حي على مشاركة الصين والدول العربية في السراء والضراء.

وقد أصدر الجانبان خلال الاجتماع ثلاث وثائق مهمة، بما فيها البيان المشترك للتضامن في مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد بين الصين والدول العربية و"إعلان عمان" والبرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني-العربي بين عامي 2020 و2022.

وإذ تضرب العلاقات الصينية-العربية جذورها في أعماق التاريخ، فإنها واصل تطورها وتجددها على مر الزمان. وقد أثبتت المناسبات المهمة الأخيرة بين الجانبين أن الصين والدول العربية ظلتا صديقين عزيزين وأخوين شقيقين وشريكين حميمين بغض النظر عن تغيرات الأوضاع في الساحة الدولية والصعوبات والمخاطر التي تواجهها.

ويقول المثل الصيني "باجتماعه يظل الفحم مشتعلا، وبتفريقه ينطفئ"، سترتقي العلاقات الصينية-العربية إلى مستوى جديد من خلال التضامن في مكافحة الوباء والجهود المشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد، ما يضخ ديناميكية قوية للمضي قدما بالمعركة الدولية ضد الوباء وضمان سلامة الشعوب ورفاهيتها.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بكين (شينخوا)