تبنى الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني-العربي، الذي عقد الاثنين الماضي عبر رابط فيديو، إعلانا حمل اسم "إعلان عمان" إلى جانب خطة عمل، ليعمل المنتدى من خلالهما على تعميق التعاون والعلاقات بين الصين والدول العربية.
ويعبر "إعلان عمان "عن رغبة الصين والدول العربية في تعميق العلاقات، ويسهب في إيضاح المبادئ الأساسية والمشتركة للعلاقات الدولية، ويجدد التأكيد على الدعم المتبادل بشأن القضايا التي تمس المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية للجانبين.
كما يوضح الإعلان مواقف الجانبين بشأن القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية، ويؤكد أهمية البناء المشترك لمجتمع مصير مشترك صيني-عربي في العصر الجديد.
وأشاد الجانبان أيضا بمبادرة الحزام والطريق وبإمكاناتها الكبيرة في تحقيق التعاون متبادل النفع، واتفقا على أنه يتعين على الجانبين تعزيز المشاورات المتبادلة والإسهامات المشتركة والمنافع المشتركة في إطار المبادرة.
كما شدد الجانبان في الإعلان على أنه يتوجب على الصين والدول العربية تحقيق التنمية المشتركة والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للطرفين، وبذل قصارى الجهود في سبيل البناء المشترك لمجتمع مصير مشترك صيني-عربي في العصر الجديد، وتقديم إسهامات في تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
ورحب الجانبان بعقد قمة صينية-عربية مقبلة تستضيفها المملكة العربية السعودية.
واتفق الجانبان أيضا على تعزيز نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل والنزاهة والعدالة والتعاون متبادل النفع. كما أعربا عن دعمهما التعددية ورفضهما الهيمنة، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في العالم، وفقا للإعلان.
وذكر الإعلان أنه يتعين على جميع الدول الامتثال لمبادئ حسن الجوار وتبادل الاحترام حيال سيادة البلدان ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم الاعتداء وعدم تدخل البلدان في شؤون بعضها البعض، وتبادل الاحترام والدعم بشأن اختيار كل بلد مسار التنمية والنظام الاجتماعي الخاصين به.
وجاء في الإعلان أن الصين تعتزم التصديق على إصلاحات مجلس الأمن التي من شأنها زيادة تمثيل الدول النامية في المجلس، منها الدول العربية.
من جانبها، شددت الدول العربية على دعمها سيادة الصين ووحدة أراضيها، لافتة إلى أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، كما أكدت الدول العربية تمسكها الشديد بمبدأ صين واحدة ومعارضة ما يسمى "استقلال تايوان" بأي شكل من الأشكال.
وأضاف الإعلان أن الدول العربية تدعم موقف الصين بشأن قضية هونغ كونغ وجهودها في الدفاع عن أمنها الوطني في إطار مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية.
ولفت البيان إلى أن الجانبين بذلا جهودا حثيثة في سبيل رعاية الأقليات القومية لدى كل منهما، مضيفا أن الصين ترحب بزيارة مندوبين من جامعة الدول العربية والدول أعضاء الجامعة، للمقاطعات الصينية، منها شينجيانغ.
ويشدد الجانبان في الإعلان على إدانة الأنشطة الإرهابية بجميع أشكالها، والمكافحة النشطة للأيديولوجيا المتطرفة والأعمال الإرهابية والتحريض على الإرهاب، وعلى القضاء على الأسباب الجذرية للإرهاب وقطع مصادر تمويله.
وأفاد الإعلان أن الجانبين يعارضان ربط الإرهاب بأي جماعة قومية أو دين أو بلد أو حضارة، ويحثان جميع البلدان على الامتناع عن توفير أي شكل من أشكال الدعم العام أو الخاص للكيانات والأفراد المتورطة في الأنشطة الإرهابية.
وفي إعلان مشترك بشأن مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) عبر التضامن، الذي صدر أيضا خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني-العربي، اتفق الجانبان على إقامة تعاون لمكافحة المرض عبر آلية التعاون الصحي في إطار المنتدى.
وحث الجانبان على مواصلة التعاون في البناء المشترك للحزام والطريق بالتزامن مع إجراءات الوقاية من المرض والسيطرة عليه.