قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، علي زيدان أبوزهري، إن المقدرات الثقافية والحضارية لشعبنا لا تزال في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، ولا تزال الحقوق الثقافية والتربوية والتعليمية في فلسطين والقدس تتعرض لأبشع انتهاك للقانون الدولي الإنساني وكافة الشرائع الدولية وأمام العالم أجمع."
جاء ذلك خلال كلمته أمام أعمال الدورة العادية الـ25 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، والذي عقد افتراضيا بمشاركة أمين عام اللجنة الوطنية دوّاس دوّاس، عضو المجلس التنفيذي للمنظمة عن دولة فلسطين.
واستعرض أبو زهري، أبرز التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل تفشي جائحة كورونا في دول العالم بما فيها فلسطين، وتجلياتها على مجمل الحياة الفلسطينية وخاصة في قطاع الثقافة والتعليم، في الوقت الذي تواجه مؤسسات دولة فلسطين حصاراً سياسياً ومالياً لم يسبق له مثيل، في إطار المعركة السياسية المصيرية التي يخوضها شعبنا وقيادته السياسية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس في مواجهة كل المشاريع والخطوات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية بما فيها ما يسمى "بصفقة القرن"، و"خطة الضم" الإسرائيلية التي تهدف لابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، للقضاء على الحلم والهدف الفلسطيني الذي أصبح محل إجماع عالمي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف أبو زهري: "قدر الشعب الفلسطيني أن يواجه الوباء المستجد "كورونا" وأن لا نغفل الانتباه عن الوباء القديم والمستمر وهو الاحتلال المتواصل للأراضي الفلسطينية، وسياساته العنصرية المتنكرة لكل الحقوق الفلسطينية المشروعة." داعيا لمزيد من الدعم والتكثيف للمشاريع والبرامج الثقافية والتربوية والتعليمية، نحو فلسطين والقدس لأن الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو أحوج ما يكون للسند، والحضن العربي الدافئ الذي يمنحه القوة والدفع لمواصلة نضاله وكفاحه المشروع وبما يعزز صموده على أرضه وفي وطنه الذي لا بديل عنه فلسطين.
وثمن أبو زهري جهود كافة الوفود العربية في منظمة "اليونسكو" لا سيما الوفد الأردني الشقيق لدعمهم ومساندتهم وتبنيهم للحقوق الفلسطينية في تثبيت قرارات تخص دولة فلسطين والمؤسسات التعليمية والثقافية في القدس الشريف خلال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته 209 المنعقدة في باريس.
واستعرض أبو زهري أيضا الجهود التي تقوم بها اللجنة الوطنية بالتعاون مع الشركاء، وأوضح أننا لا نزال نعمل على أن تكون فلسطين حاضرة وفاعلة بكل ما تتقدم به المنظمات الدولية المختصة (اليونسكو، الإيسيسكو) ومنظمتنا العربية الألكسو، من أنشطة وبرامج وحرص اللجنة الوطنية الفلسطينية على استقطاب وتوطين أفضل الممارسات في التعاطي والتعامل مع التداعيات المختلفة للجائحة.
وحضر الاجتماع الذي عقد من خلال برنامج ZOOM، رئيس الدورة السابقة للمؤتمر العام محمد الأمين التوم، وزير التربية والتعليم السوداني، ورئيس الدورة الحالية عبد الرحمن عبدلي، رئيس اللجنة الوطنية الصومالية، بالإضافة لرؤساء اللجان الوطنية وزراء التربية والثقافة في الدول الأعضاء، ومحمد ولد أعمر مدير عام المنظمة، والسفيرة هيفاء أبو غزالة أمين عام مساعد- الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومن اللجنة الوطنية الفلسطينية شاركت مديرة دائرة الألكسو آيات منى ودعاء سلامة من مكتب الأمين العام.
يذكر أن المجلس التنفيذي لمنظمة الألكسو كان قد صادق في اجتماعاته المنعقدة قبل أيام على عدة قرارات لصالح فلسطين والقدس، ومن أهمها التأكيد على ضرورة دعم المشروعات والبرامج التي تهدف لحماية الطابع العربي والإسلامي لمدينة القدس في ضوء ما تتعرض له من مخاطر التهويد، والتأكيد على ما جاء من قرارات للمجلس في دوراته المتتالية بشأن القدس والأوضاع الثقافية والتربوية والعلمية في فلسطين، ودعوة الإدارة العامة لاستمرار تقديم الدعم المالي والفني للمشروعات والأنشطة لصالح فلسطين بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية.
وناقشت أعمال الاجتماعات تقرير المدير العام للمنظمة للبرامج والمشاريع للعام الماضي وتقرير رئيس المجلس التنفيذي، بالإضافة لإقرار الموازنة والبرنامج لعامي 2021-2022، والموازنات المتخصصة للمؤسسات التابعة للمنظمة وأماكن عقد الأنشطة، بالإضافة للعديد من القرارات المالية والإدارية للمنظمة، وخاصة تعيين مدير لإدارة التربية ومدير لإدارة العلوم وتفويض المجلس التنفيذي بتعيين مدير لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة.